الإخوان استنفدوا كل فرص التصالح وصبر المصريين نفد لمحت في عيون السيسي دمعة فرح وابتسامة شديدة التواضع بكلمات مفعمة بالمشاعر والحماسة تصف الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد كواليس أحداث ما قبل إعلان 3/7/2017 قائلة: كنت واحدة من المصريين أشعر مثل الجميع باستحالة بقاء الأوضاع علي ما هي عليه، واستحالة استمرار حكم الاخوان لمصر، خاصة بعد ان كانت هناك دعوة لحوار وطني في نوفمبر 2012.. استجابت لها كل القوي السياسي والوطنية ورفضته جماعة الإخوان. وبلغ غضب المصريين وسخطهم ذروته من حكم الإخوان، وارتفعت الأصوات في العالم تحذر مما يحدث في مصر!.. وفي اطار حل الأزمة اجتمعت القوات المسلحة يوم 22/6/2013 مع محمد مرسي في قصر القبة لوضع أسس للتوافق الوطني وإزالة الاحتقان الشعبي ومجابهة التحديات. • كمواطنة مصرية وأديبة كيف كانت الصورة أمامك أثناء حكم الإخوان مصر؟ - كنت أري ان مصر في خطر جسيم، خطر يهدد الهوية الوطنية والثقافية والإيمانية، وكنت أري مؤسسة رئاسة تعمل مجرد حامل حقيبة لجماعة الإخوان، وأن مصر بكل تاريخها وعراقتها تدار من مكتب مرشد الإخوان، بعد ان تكشف للعالم مالم تصل اليه تصورات من منحوا الإخوان حكم مصر، خاصة بعد سقوط شهداء في موقعة محمد محمود الثانية، وأمام الاتحادية. المشهد كان ينبئ بوقوع حدث تاريخي جهزت له الجماعة بمجرد إعلان محمد مرسي الإعلان الدستوري، الذي حصد به كل قراراته! وقد تجاوز عن كل المطالب الشعبية وكأن الشارع الغاضب لا يعنيه وكأن الجماهير الرافضة غير موجودة فكان المشهد لمن يقرأه جيدا ينذر بالخطر الشديد وانقسامات وغضب وثورة شعبية وان المصريين قد خدعوا، وان هذا الحكم لا يتوافق مع الحضارة والقيم المصرية، وان مصر مهددة أرضا وقيما وهوية والمشروعات التي أرادت ان تقتطع اجزاء من الوطن. في رأيي ان الجماعة هي التي مهدت لسقوطها ولضرورة قيام ثورة وكان هناك محاولات متكررة من القوات المسلحة لرأب الصدع ولم الشمل وحدوث توافق وتصالح شعبي، وكان هناك استحالة لبقاء جماعة تحكم مصر وتعلن ان لديها ميليشيات مسلحة، وكانت مصر علي وشك انقسام وعلي بداية احتراب. كيف تم اختيار الرموز الوطنية التي كانت موجودة ابان اعلان الفريق السيسي من خلال شاشات التليفزيون ان حكم محمد مرسي قد انتهي؟ - تم اختيار بعض الرموز الوطنية التي تمثل المجتمع المصري، حيث تلقيت اتصالا هاتفيا من القوات المسلحة لحضور اجتماع مهم وكان ذلك في صباح يوم 3/7/2013 ولأول مرة وأنا في طريقي رأيت في شوارع مصر وميادينها طوفانا من البشر، موجات بشرية تملأ الشوارع والميادين، وكانت مهلة ال48 ساعة التي منحها الفريق السيسي لمحمد مرسي وجماعة الإخوان لاصلاح الأوضاع قد انتهت، وشعرت بأن هناك أمرا عظيما يتم التجهيز له، وأن ما تم استدعائي اليه هو استجابة للغضب الشعبي. هل كان لديك علم مسبق بتفاصيل الاجتماع أو أسماء الأطراف المشاركة فيه؟ - مطلقا.. تم استدعاء الجميع دون توضيح لسبب معين وقيل لنا اجتماع لبحث موضوع مهم.. ولم أكن أعلم اي تفاصيل حول المشاركون، ولا موضوعات النقاش، وعندما اكتمل العدد المطلوب بدأنا في مناقشات استمرت 5 ساعات، وكنا جميعا في انتظار رد من الجماعة لرأب الصدع، وكانت الجملة الثابتة والمتواصلة علي لسان قائد الجيش هي »الدم المصري كله حرام». ومرت الساعات طويلة ورد الجماعة علي مهلة الفريق السيسي لم يأت، كان الأمل مازال يداعب خيال الجميع بأن تحسم الجماعة ورئيسها محمد مرسي أمرهم ويوافقون علي تحقيق مطالب الشعب، وان يأتي رد رسمي منهم بين الدقيقة والأخري، لكن لم يأت أي رد.. وكانت الحالة المسيطرة علينا جميعا هي انتظار ان تحدث استجابة من الجماعة. وخلال الاجتماع والمناقشات كنا نبحث احتمالية تغيير السيناريو المتوقع لو أن الجماعة ومحمد مرسي قد تداركوا اخطاءهم، وطلبوا فتح صفحة جديدة مع الشعب المصري، وأصلحوا ما أفسدوه، إلا أن مرور الوقت دون جديد، قد جعل كل الحاضرين في حالة شبه اجماع علي أن الجماعة قد استنفدت كل الفرص، وأن حالة الغضب الشعبي قد بلغت الذروة. ما شعورك وقت قيام الفريق عبدالفتاح السيسي بإلقاء بيان 3/7 وأنت احد الحاضرين الشاهدين علي المشهد؟ - أعتبر هذه اللحظة هي لحظة تتويج لكل مسيرتي الحياتية ككاتبة وكمواطنة مصرية، حيث ان اختياره لحضور هذه الحظة التاريخية والمشاركة في هذا الحدث الذي اعتبرته معجزة، الهية انقذت مصر من خطر داهم، اعتبرت ان كتاباتي المتواضعة هي من اوصلتني لأحظي بشرف الوجود في هذا المكان، ومع هذه القوي الوطنية الشريفة، في لحظة فاصلة وحاسمة في تاريخ مصر، شعرت بمنتهي الزهو والفخر لأنني كنت ضمن قلة قليلة ومختارة شهدت رفق العناية الإلهية بمصر وشعبها، وشهدت معجزة المولي في انقاذ مصر من جماعة دموية إرهابية كانت تخطط ضد مصر. كنت واحدة من الذين تيقنوا ان الجماعة التي تحكم مصر لم تدرك قيمة وحجم بلد بتاريخ مصر وعراقتها، فلم تفهم قيمتها ولم تقرأ تاريخها ولا جغرافيتها، وأرضها، وكانت لديها مخططات لتفكيك مؤسسات هذا الوطن الأٍقدم في تاريخ البشرية. بعد انتهاء الفريق عبدالفتاح السيسي من إعلان 3/7 ماذا حدث؟ - شاهدت بعيني انفجار الفرحة في قلوب المصريين، عشت فرحة عارمة وأنا أشعر ان ارض مصر تهتز طربا وفرحاً وزهواً، وشاهدت القائد عبدالفتاح السيسي يبتسم ابتسامة تواضع شديد ورأيت دمعة رقيقة تنساب من عينيه، دموع قائد وفرحته في لحظة واحدة، وابتسامة شديدة التواضع، ابتسامة قائد استجاب لإرادة الشعب.. كانت لحظة الإعلان غير مسبوقة بكل مافيها من مشاعر، لحظة قلبت تاريخ المصريين وغيرت حاضر ومستقبل هذا الوطن.. لحظة اعتبرها في تاريخي هي الأغلي والأروع.