عاجل- مدبولي: قواعد البيانات الدقيقة حجر الأساس لتطوير منظومة الدعم وتحقيق العدالة الاجتماعية    مصلحة الضرائب: حزمة التسهيلات الثانية تستهدف توسيع القاعدة الضريبية    "نيويورك بوست": إدارة ترامب تستدعي 48 سفيرا لإدارة بايدن في الخارج    القاهرة الإخبارية: قوات قسد تستهدف محيط دوار شيحان شمالي حلب    الحكومة الإسرائيلية تصادق على مقترح إغلاق إذاعة الجيش    سينايوكو يفوز بجائزة رجل مباراة مالي وزامبيا    تموين الإسماعيلية يشن حملات مكبرة علي المخابز والمحال التجارية    أحمد السقا وباسم سمرة يحرصان على حضور عزاء الفنانة الراحلة سمية الألفي    آيتن عامر تعتذر عن استكمال "حق ضايع" قبل بدء التصوير    "يتمتع بخصوصية مميزة".. أزهري يكشف فضل شهر رجب(فيديو)    لأول مرة بجامعة عين شمس.. نجاح جراحة زرع جهاز تحفيز العصب العجزي    أجواء حماسية لمتابعة مباريات المنتخب الوطني بكأس أمم أفريقيا في الإسكندرية.. 28 شاشة بمختلف الأحياء.. الشباب والرياضة: تعكس الدور الحيوى لمراكز الشباب كمنابر وطنية.. وإجراءات تنظيمية وأمنية أثناء المباراة.. صور    أحمد الفيشاوي ينفعل على الصحفيين في عزاء والدته.. اعرف التفاصيل    محافظ بني سويف يوجه بتيسير عمل البعثة المصرية الروسية لترميم معبد بطليموس الثاني    بعد مرور 25 عاما.. نيويورك تايمز تكشف عن أفضل 100 فيلم فى القرن ال 21    جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ضمن أفضل الجامعات العربية في تصنيف 2025    رومانو: الأهلي يعرقل انضمام حمزة عبد الكريم إلى برشلونة    بدون منبهات، 7 وصفات طبيعية لزيادة النشاط والحيوية    وزير الخارجية يؤكد الأهمية المحورية للإعلام الوطني في دعم الأمن القومي المصري وبناء الوعي العام    وزير العمل يصدر قرارًا لتحديد الجهة الإدارية المختصة بتقديم خدمات الوزارة    "هعيش حزين".. أول تعليق من أحمد الفيشاوي بعد وفاة والدته    رمضان عبدالمعز: احذر دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب    يضم 950 قطعة أثرية.... محافظ المنيا يتفقد متحف آثار ملوي    جنايات الإرهاب تقضى بالمؤبد والسجن المشدد ل5 متهمين بخلية التجمع    في مشهد مهيب.. الأزهر ينجح في إخماد فتنة ثأرية بالصعيد    قائد أوغندا قبل مواجهة تونس: لن نكون لقمة سائغة لمنافسينا في أمم إفريقيا    تبدأ 10 يناير، ننشر جداول امتحانات الفصل الدراسي الأول للنقل ببني سويف    انتظام أعمال امتحانات الفصل الدراسي الأول بجامعة قنا    الاثنين 22 ديسمبر 2025.. البورصة تعاود الهبوط    تصعيد إسرائيلي.. قوات الاحتلال تهدم مبنى سكنيا في القدس الشرقية    فرحة وحيدة لمنتخب مصر في الاستضافة العربية لأمم أفريقيا    قصة قصيرة ..بدران والهلباوى ..بقلم ..القاص : على صلاح    مدير تعليم الجيزة يواصل سياسة العمل الميداني بزيارة مفاجئة لإدارتي «العياط والصف»    إطلاق حملة "ستر ودفا وإطعام" بالشرقية    الانتقام المجنون.. حكاية جريمة حضرها الشيطان في شقة «أبو يوسف»    حداد ودموع في طابور الصباح.. مدرسة بمعصرة صاوي تنعى تلميذين لقيا مصرعهما في حادث الطريق الإقليمي    السيطرة على حريق بسوق عرفان فى محرم بك بالإسكندرية دون إصابات.. صور    مصدر من الأهلي يكشف ل في الجول تطورات ملف المحترفين والراحلين.. وموقف توروب    هل طلب بيراميدز ضم ناصر ماهر من الزمالك ..مصدر يوضح    بن زايد وإيلون ماسك يرسمان ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي من أبوظبي    دكتور مصطفى الروبى : مستقبل التكنولوجيا المالية في مصر (FinTech) كيف تستفيد الشركات الناشئة من التحول الرقمي    مدبولي: توجيهات من الرئيس بإسراع الخطى في تنفيذ منظومة التأمين الصحي الشامل    محافظ المنوفية يتفقد مركز خدمة عملاء مركز معلومات شبكات المرافق بقويسنا.. صور    غرف دردشة الألعاب الإلكترونية.. بين التفاعل الرقمي وحماية الأطفال    جامعة قناة السويس تكرّم قياداتها الإدارية بمناسبة التجديد    محافظ سوهاج يعلن إتاحة التصديق القنصلي على المستندات بمكاتب البريد    عاجل- مدبولي: توجيهات رئاسية بالإسراع في تطبيق المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل وضم أكبر عدد من المحافظات    الحقيقة الكاملة لسحب الجنسية من البلوجر علي حسن    وكيل الأزهر يحذِّر من الفراغ التربوي: إذا لم يُملأ بالقيم ملأته الأفكار المنحرفة    وزير الصناعة والنقل يصل العاصمة العمانية مسقط على رأس وفد رجال أعمال للمشاركة في منتدى الأعمال المصري العماني    روائح رمضان تقترب    وزير الثقافة ورئيس صندوق التنمية الحضرية يوقّعان بروتوكول تعاون لتنظيم فعاليات ثقافية وفنية بحديقة «تلال الفسطاط»    وزير قطاع الأعمال: نحرص على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 22-12-2025 في محافظة قنا    أسعار السمك اليوم الاثنين 22-12-2025 في محافظة قنا    مواعيد مباريات الإثنين 22 ديسمبر والقنوات الناقلة.. مصر تبدأ مشوارها في أمم أفريقيا    ويتكوف: روسيا لا تزال ملتزمة تماما بتحقيق السلام فى أوكرانيا    أكسيوس: لا توجد مؤشرات حتى الآن على هجوم إيرانى وشيك ضد إسرائيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخطر 5 ساعات فى تاريخ مصر
نشر في الموجز يوم 04 - 07 - 2017

** لماذا اصر السيسي على منح مرسي جميع الفرص للنجاة.. وسر تعمده عزله بمساعدة جميع فئات الشعب فى اجتماع 3/7 الشهير
** السيسي يروى مذكراته عن اليوم العصيب وكيف واجه مرسي والشاطر بجرائم الجماعة
أربع أعوام مضت على اندلاع ثورة 30 يونيو، واجه خلالها الشعب المصرى الكثير من الأزمات والمنعطفات التى كان يتوقعها، وعلى الرغم من قسوة كل ذلك استطاع الشعب أن يواجه الإرهاب ويحاصره ويقر دستوره وينتخب رئيسه وبرلمانه، وينتقل من مرحلة الصراع من أجل البقاء إلى مرحلة البناء.
ورغم الصعوبات الاقتصادية التى يعيشها الموطن البسيط فى الوقت الحإلى، إلا أن هذه الأيام لا تقارن بأخطر ساعات مرت على تاريخ هذه البلاد منذ أربع سنوات.. ساعات حددت حاضر مصر ومستقبلها وانتصرت لتاريخها وحضارتها، "الموجز" تكشف خلال السطور التالية، كواليس الساعات الأخيرة للرئيس المعزول محمد مرسي فى قصر الرئاسة وما دار فى الاجتماع الأخير بين السيسي مع عدد من الرموز الدينيه و الوطنيه و الشبابيه قبل القاء بيانه الشهير بعزل مرسي وانهاء عهد الجماعة الارهابية.
ما قبل الانفجار
"سنة كفاية" كلمة جاءت على لسان الرئيس المعزول محمد مرسي فى أخر مؤتمراته فى مركز المؤتمرات الدولية، أمام حشد من قيادات الإخوان وحلفائهم، يتوعد فيها بالخلاص من معارضيه والانتصار لأنصاره.. لكن شاء المولى عز وجل أن ينقلب السحر على الساحر وتتحول هذه الكلمات إلى لعنات تطارد الجماعة ورئيسها وتضع حدا لعهدهم فى سدة الحكم، بعد أن فقد الشعب الأمل فيهم وفى قدرتهم على إدارة شئون البلاد.
سنة واحدة فى الحكم كانت كفيلة بكشف أكاذيب الجماعة الارهابية أمام الشعب الذى سئم من كثرة فشل المعزول على المستويين الداخلى والخارجى ..ليقرر الخروج إلى الشوارع والميادين للإطاحة بالجماعة ورئيسها إلى الابد..فعلى المستوى الخارجى، عجز مرسي شرقاً وغرباً في فتح آفاق التعاون البناء بين مصر ودول عديدة في العالم، واتسمت سياساته بالسعى لتقارب مع أنصار الجماعة فى الدول المختلفة ومنها قطر وتركيا وإيران ومعادة الكثير من الدول العربية الشقيقة وعلى رأسها دولة الامارات العربية الشقيقة، كما فشل الرئيس المعزول فى حل أزمة سد النهضة مع الجانب الإثيوبي مما جعل الشعب يشعر بحالة من الخطر على مستقبله./
على المستوى الداخلى، شهد عام حكم الرئيس المعزول حالة من الانقسام الواضح والشديد بين أنصار مرسى ومعارضية وصلت لحد الاشتباك وسط غياب تام للحل السياسي ما تسببت في زيادة الضغط الشعبي علي الجهاز الأمني الذى وقف عاجزا عن السيطرة على المظاهرات المستمرة والرافضة لاستمرار المعزول مرسي.
على المستوى الخدمى عجزت الحكومة الإخوانية ورئيسها عن توفير الخدمات الاساسية للشعب المصرى من توفير المواد البترولية والبوتجاز والكهرباء، سعيها الدؤوب للتضييق على الثقافة والفنون ومحاولاتها الحثيثة نحو تغيير هوية مصر الثقافية وسعيها المستمرة للتحرش وافتعال أزمات متتالية مع القضاء، بدءً من إقصاء النائب العام، الي محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل أنصار الرئيس.
سياسات الجماعة ادت إلى تراجع الناتج القومي جراء عدم الاستقرار السياسي والأمني، وارتفع حجم العجز بالموازنة، ومن ثم ارتفاع حجم الدين المحلي الذي شكلت خدمة الدين بسببه عنصراً ضاغطاً اضافياً علي الموازنة، فضلاً عن استهلاك رصيد الاحتياطي من النقد الأجنبي، وهرب أغلب المستثمرين الأجانب، وانخفض تصنيف مصر الائتماني لعدة مرات، كل هذه الاسباب وغيرها الكثير كانت سببا لتأسيس حركة تمرد التى سعت منذ اليوم الأول لتأسيسها لعزل الرئيس الاخوانى وجماعة من حكم البلاد، والتى حددت يوم 30 يونيو للخروج إلى الشارع وإجبار "مرسي" على ترك الحكم.
اشتعال الشارع
استشعرت القوات المسلحة خطوة الموقف وحالة الانقسام التى بات عليها الوضع الداخلى، فطلبت على لسان وزير الدفاع وقتها، عبد الفتاح السيسي من الرئيس المعزول حل الازمة قبل نزول المواطنين إلى الشارع.. وأصدرت القياده العامه للقوات المسلحه بيان يمهل فيه النظام مهله مدتها 48 ساعه لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن، كما ورد أيضا في البيان أنه فى حال لم تتحقق مطالب الشعب فى خلال هذه المده فإن القوات المسلحه ستعلن عن إجراءات تشرف على تنفيذها.
و مساء الثالث من يوليو ،بعد إنتهاء المهله التى منحتها القوات المسلحه للرئيس المعزول ،تضامنت القوات المسلحه مع الشعب حيث أعلن السيسى عن خارطه المستقبل التى تم الاتفاق عليها مع عدد من الرموز الدينيه و الوطنيه و الشبابيه، لتعم الفرحه كافه ميادين وشوارع مصر.
أخطر 5 ساعات فى تاريخ الثورة
بعد ثلاثة أيام متتالية فى الشارع وبعد ساعات من انتهاء مهلة القوات المسلحة للرئيس الاخوانى، مرت مصر فى هذه الاوقات بساعات حاسمة فى تاريخها، كانت كفيلة بأن تحدد حاضرها وتنتصر لماضيها وترسم معالم مستقبلها، كواليس الساعات الحاسمة تم الكشف عنها على لسان الرئيس السيسي الذى أكد على أن همه الأول والأخير فى هذه الساعات كان متابعة الأوضاع على الأرض، وتقويم التقديرات التى سبق التوصل إليها، والاستعداد للتدخل لتأمين المواطنين وحماية الممتلكات العامة، إذا ما حاول أى طرف الإخلال بالأمن وتهديد المواطنين والمنشآت.
وأوضح السيسي أن كل التقديرات كانت تتوقع نزول ما بين 4 إلى 6 ملايين مواطن، مشدد على أن الشعب المصرى خرج، لأنه خاف على وسطيته ومستقبلها وأن الناس لم تعد تشعر أن البلد بلدها، فنزلت نزولاً غير مسبوق بعشرات الملايين.
وأضاف : نزول المواطنين بهذا العدد الضخم إلى الشارع وضع القوات المسلحة من جديد أمام مسئوليتها التاريخية، إنفاذاً للإرادة الشعبية.. وتابع رأيت بسطاء، شباباً، أسراً، نخباً، ينزلون فى كل مكان، كأنهم يهاجرون من مكان خطر إلى حيث الأمان، يهاجرون من حالة إلى حالة أخرى، وتابع"الناس نزلت لتقول: لا.. نحن لن نعيش بهذه الصورة، كانت الهجرة من واقع خافوا منه، إلى واقع جديد يأملون فيه».
وعن مفاوضاته مع الرئيس المعزول، كشف السيسي عن أن مهلة 48 ساعة لم تكن الاولى للجماعة، مشيرا إلى أن هذه المهلة سبقها بأربعة أشهر، حديث مطول مع الرئيس المعزول مرسي بعد ساءت الأوضاع واستشعر أن عليه التزاما أخلاقياً ووطنياً أن يتكلم بكل وضوح، حتى لو أدى الأمر إلى تركه منصبه، موجها حديثه لمرسى قائلا «مشروعكم انتهى، وحجم الصد تجاهكم فى نفوس المصريين لم يستطع أى نظام سابق أن يصل إليه، وأنتم وصلتم إليه فى 8 شهور».
حديث "السيسي" مع "مرسي" لم يأتى بجديد، بالعكس أصرت الجماعة على موقفها وساءت الأوضاع بشكل اكبر مما كانت عليه، ليجتمع السيسي بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قبل أيام من 30 يونيو، ليتم الاتفاق على وضع مبادرة جديدة كفرصة للنظام، تتضمن المطالب التى يجمع عليها الناس، والتى أهمها الاستفتاء على الرئيس مرسى، فإذا وافق الشعب على بقاء الرئيس لن يكون للمعارضين أى حجج.. وبالفعل ذهب السيسى إلى الرئيس الأسبق محمد مرسى وأطلعه على الامر وكانت المفاجأة أن "مرسى" لم يغضب من الفكرة لكنه تحفظ من رد الفعل..غير أن مكتب الإرشاد كان له رأى آخر، بالأخص نائب المرشد خيرت الشاطر الذى طلب لقاء السيسى ومعه سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة.
وفى 25 يونيو، اجتمع السيسى بالشاطر والكتاتنى فى مكتب القائد العام.. وفيه أخذ الشاطر يتحدث لمدة ساعة كاملة مهدداً بلجوء الإخوان وحلفائهم إلى السلاح.. ورد عليه السيسى منفجراً: «ماذا تريدون؟!.. اهضموا ما أكلتموه قبل أن تفكروا فى مزيد الأكل. لقد خربتم البلد، وكرهتم الناس فى الدين، أنتم أعداء الدعوة الإسلامية، ولن أسمح بترويع الناس ولا إرهابهم.. وأقسم بالله أن من يطلق رصاصة على مواطن أو يقترب من منشأة عسكرية، فلن يكون مصيره إلا الهلاك وكل من وراءه» وحاول الكتاتنى التهدئة قائلاً: ما الحل؟.. فرد عليه السيسى: «أن تحلوا مشاكلكم مع القضاء والأزهر والكنيسة والقوى السياسية والإعلام والرأى العام».
فى هذه الاثناء، تضامن المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإجماع مع الشعب وأعلن قراره إذا نزل الشعب بعشرات الملايين إلى الشوارع والميادين مطالبين بسقوط الرئيس فسوف يؤيدهم الجيش ورد السيسى على القادة قائلاً: دعونى أواصل جهودى عسى أقنع الرئيس بمطالب الجماهير.
فى الصباح التقى السيسى مع مرسى لمدة ساعتين، قبيل إلقائه خطابه الشهير فى مركز المؤتمرات الدولية، أمام حشد من قيادات الإخوان وحلفائهم، أخذ السيسى يحاول إقناع الرئيس بصيغة خطاب تصالحية مع الناس، يمكن أن تكون مخرجاً مقبولاً وأنهى مرسى الاجتماع قائلاً: «الدكتور الكتاتنى سيأتى، وكل ما تقوله سنفعله».
دُعى السيسى لحضور الخطاب، واستجاب، وقبل دخوله إلى القاعة قال الكتاتنى للقائد العام «كل اللى قلته هنعمله»..وعندما تحدث مرسى عند منتصف الليل.. فوجئ السيسى بأن خطاب مرسى مغايراً تماماً لكل ما اتفق عليه، عدا عبارة اعتذار فى بدايته.
خطاب "مرسي" الأخير أكد على رفض الجماعة تغليب صوت العقل وتقديم المصلحة العامة للبلاد على المصالح الشخصية.. ونزل الشعب إلى الشارع..لتجد القوات المسلحة نفسها أمام مسئوليتها التاريخية بضرورة التدخل وحل الأزمة، لتقرر تمديد المهلة من جديد لبعض ساعات عسى ان تستجد فى الأمور امورا ..وأمهلت القوات المسلحة الرئيس 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب.
الغريب أن مصادر قريبة من السيسي قد كشفت عن أن مرسى والسيسى شاهدا بيان مهلة 48 ساعة معا فى غرفة واحدة على شاشات التليفزيون.واستمع مرسى إلى صيغة البيان، ثم شاهدها تتلى على شاشة التليفزيون، فأبدى استياءه وغضبه من البيان ورد عليه السيسى قائلاً: «أمامنا 48 ساعة نحل المسألة، لأن الناس نزلت يوم 30 يونيو بأعداد ضخمة جداً»..وعقب مرسى قائلاً: دول كلهم 120 ألفاً! فقال السيسى: سأحضر لك سيديهات لمشاهد مصورة من الطائرة لحجم المتظاهرين، فرد مرسى: كلها «فوتو شوب»!.
فى اليوم نفسه، التقى السيسى ومعه اللواء محمود حجازى مدير المخابرات الحربية، بالرئيس مرسى بناء على طلبه، ليعرض عليهما التخلى عن مطالب الشعب مقابل ما يطمحان إليه من مغانم، قائلاً: اطلبوا أى حاجة أنتم عايزينها. كل اللى عايزينه «حاتخدوه».. ورد عليه السيسى وحجازى: «نحن لا نريد إلا مصلحة بلدنا وشعب مصر».
حاول السيسى فى أخر اجتماع له مع مرسى فى يوم 2 يونيو، أن يقنعه بالاستجابة لمطلب إجراء استفتاء شعبى على رئاسته، أو القبول بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، دون جدوى..ورغم ايقانه بعدم عودة الرئيس عن قراره إلا ان السيسى أنتظر صبيحة يوم الثالث من يوليو تلقى نتائج اتصالات 3 شخصيات من المقربين لمرسى، كان منهم _الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى السابق وصهر مرسى_ طلب منها التوسط لإقناعه بقبول الاستفتاء أو الانتخابات الرئاسية المبكرة، لكن دون جدوى، فقد كان كل ما لدى مرسى هو إجراء تعديل وزارى، والدعوة إلى انتخابات برلمانية وليس رئاسية.
عصر يوم الثالث من يوليو، التقى السيسى لأول مرة، بقيادات حركة تمرد، مع جمع من ممثلى فئات وطوائف الشعب المصرى، الذين توافقوا بعد اجتماع 5 ساعات على صيغة بيان صدر فى هذا اليوم متضمنا خارطة المستقبل ومراحلها.. وفى حضور ممثلى فئات وطوائف الشعب، وأمام عشرات الملايين من المصريين، ومئات الملايين من شعوب العالم.. أعلن السيسى بيان الثالث من يوليو الذى توافقت عليه إرادة ممثلى الشعب، ليجنب البلاد خطر اندلاع حرب أهلية، كان يتوقع حدوثها فى غضون شهرين لو لم يتدخل الجيش لإنفاذ إرادة الشعب.
شهود العيان
تظل الساعات الخمس الاخيرة ل"مرسي" فى سدة الحكم من أخطر واهم الساعات التى مرت فى تاريخ مصر الحديث.. وهو ما أكده العديد من الشخصيات التى حضرت اجتماع السيسي مع ممثلى فئات وطوائف الشعب قبل اعلان بيانه الشهير.
الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد، أحد الحاضرين الاجتماع التاريخى، كشفت كواليس ما قبل إعلان 3/7/2017 قائلة: كنت أري ان مصر في خطر جسيم، خطر يهدد الهوية الوطنية والثقافية والإيمانية، وكنت أري مؤسسة رئاسة تعمل مجرد حامل حقيبة لجماعة الإخوان، وأن مصر بكل تاريخها وعراقتها تدار من مكتب مرشد الإخوان، بعد ان تكشف للعالم ما لم تصل اليه تصورات من منحوا الإخوان حكم مصر، خاصة بعد سقوط شهداء في موقعة محمد محمود الثانية، وأمام الاتحادية.
وعن طريقة اختيار الرموز الوطنية التي كانت موجودة ابان اعلان الفريق السيسي بيانه الشهير، قالت تم اختيار بعض الرموز الوطنية التي تمثل المجتمع المصري، حيث تلقيت اتصالا هاتفيا من القوات المسلحة لحضور اجتماع مهم وكان ذلك في صباح يوم 3/7/2013.. وكانت مهلة ال48 ساعة التي منحها الفريق السيسي لمحمد مرسي وجماعة الإخوان لإصلاح الأوضاع قد انتهت وشعرت بأن هناك أمرا عظيما يتم التجهيز له، وأن ما تم استدعائي اليه هو استجابة للغضب الشعبي.
وعن تفاصيل الاجتماع والأطراف المشاركة فيه، قالت أنها لم تكن على علم بمضمون الاجتماع أو أى من اطرافه وكذلك باقى الحاضرون، وعندما اكتمل العدد المطلوب بدأنا في مناقشات استمرت 5 ساعات، وكنا جميعا في انتظار رد من الجماعة لرأب الصدع، وكانت الجملة الثابتة والمتواصلة علي لسان قائد الجيش هي الدم المصري كله حرام‬..ومرت الساعات طويلة ورد الجماعة علي مهلة الفريق السيسي لم يأت، كان الأمل مازال يداعب خيال الجميع بأن تحسم الجماعة ورئيسها محمد مرسي أمرهم ويوافقون علي تحقيق مطالب الشعب، وان يأتي رد رسمي منهم بين الدقيقة والأخري، لكن لم يأت أي رد.. وكانت الحالة المسيطرة علينا جميعا هي انتظار ان تحدث استجابة من الجماعة.
وتابعت : خلال الاجتماع والمناقشات كنا نبحث احتمالية تغيير السيناريو المتوقع لو أن الجماعة ومحمد مرسي قد تداركوا اخطاءهم، وطلبوا فتح صفحة جديدة مع الشعب المصري، وأصلحوا ما أفسدوه، إلا أن مرور الوقت دون جديد، قد جعل كل الحاضرين في حالة شبه اجماع علي أن الجماعة قد استنفدت كل الفرص، وأن حالة الغضب الشعبي قد بلغت الذروة.. وبعد انتهاء الفريق عبدالفتاح السيسي من إعلان البيان التاريخى، قالت شاهدت بعيني انفجار الفرحة في قلوب المصريين، عشت فرحة عارمة وأنا أشعر ان ارض مصر تهتز طربا وفرحاً وزهواً، وشاهدت القائد عبدالفتاح السيسي يبتسم ابتسامة تواضع شديد ورأيت دمعة رقيقة تنساب من عينيه، دموع قائد وفرحته في لحظة واحدة، وابتسامة شديدة التواضع، ابتسامة قائد استجاب لإرادة الشعب.. كانت لحظة الإعلان غير مسبوقة بكل مافيها من مشاعر، لحظة قلبت تاريخ المصريين وغيرت حاضر ومستقبل هذا الوطن.. لحظة اعتبرها في تاريخي هي الأغلي والأروع.
وروى الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، كواليس ما حدث في اجتماع عزل محمد مرسي في حوار أجرته معه أحدى الصحف الأجنبية، قال فيه «دعمت إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما كان مطروحًا في خارطة الطريق التي تبناها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والإمارات وقطر، كان ذلك كل ما في الأمر، والرئيس مرسي لم يكن يحافظ على تماسك البلاد».
وأضاف: «محمد مرسي كان مسموح له بالترشح وفق التصور، لكنه أخطأ عندما رفض إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فالفكرة آنذاك كانت رحيل مرسي مع استمرار مشاركة الإخوان المسلمين في العملية السياسية، فقد كانت هناك دعوة للإخوان المسلمين لحضور لقاء للاتفاق على المصالحة، بعد أسبوع من خلع مرسي، ولكنهم لم يلبوا الدعوة لأن مرسي كان قد تم القبض عليه بالفعل».
محمود بدر، أحد مؤسسي حملة «تمرد»، كشف كواليس يوم 3/7، قائلا "اتصل بي المتحدث العسكري، العقيد أحمد محمد علي، لإبلاغي بالاجتماع، ومقابلة وزير الدفاع الفريق السيسي، وذهبت أنا وزميلي محمد عبد العزيز، ثم حضر الدكتور البرادعي، وتم استدعاء شيخ الأزهر والبابا تواضروس، والكاتبة سكينة فؤاد، وجلال مُرة، فيما رفض الكتاتني في اتصال مع اللواء محمد العصار، الحضور».
وأضاف: «أبلغت الدكتور البرادعي، برفضي مشاركة الدكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء الأسبق، وهو ما استجاب له الجنزوري، ورحل من الاجتماع، ثم بدأ النقاش، وطرح السيسي إجراء استفتاء على رحيل او بقاء مرسي، لكننا أبلغناه أنه لا بديل عن الرحيل».
من جانبه، أكد محمد عبدالعزيز، أحد مؤسسي «تمرد»، أن اللواء محمد العصار، مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح، اتصل هاتفيا برئيس حزب الحرية والعدالة، سعد الكتاتنى، لحضور الجلسة التى ضمت عددا من ممثلى القوى الوطنية، قبيل عزل محمد مرسى، إلا أن الكتاتنى رفض الحضور.
وأشار إلى أن اللقاء استمر لنحو 6 ساعات متواصلة، وتم فيه مناقشة وجهتي نظر لخارطة المستقبل، الأولى، تحدثت عن استفتاء على شرعية محمد مرسى، والأخرى الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وفى النهاية اتفق المجتمعون على الرأى الأخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.