أسعدني قرار جامعة القاهرة بطرح مادة الاخلاق للطلاب في مختلف التخصصات، بحيث يتم تدريسها بداية من العام القادم، ويؤدي الطالب الامتحان فيها قبل التخرج.فالكفاءة وحدها لا تكفي للنجاح في الحياة. إني أعرف عباقرة لم يصلوا إلي ما وصل إليه غيرهم،كانوا أقل منهم عبقرية ونبوغا، لكنهم يمتازون عنهم بشيء واحد هوالاخلاق. فالوفاء والصدق والامانة هم أهم من أي شهادة علمية! واليوم نحتاج لإعادة بناء أخلاق الانسان المصري. نريده أن يحترم الصراحة ويحتقر مسح الجوخ والتملق. يفرح للناجحين ولا يحقد عليهم.. ويعتمد علي المخلصين لا المنافقين. نبدأ بأن نمنع كل ألوان النفاق، مثل حفلات التكريم للكبراء عندما يصلون إلي مناصبهم، ونقصرها علي الذين يتركون المنصب، بعد أن خدموا ونجحوا وتفانوا في أعمالهم .نمنع أغاني التطبيل والتزمير للحكام، ونغرس في قلوب الناس إحترام النفس وننزع منها مشاعر العبيد! هذا البلد كان يفخر بفضائل شعبه وقيمه. كانت الرابطة الأسرية قوية ومتماسكة. كانت الصداقة دائمة ومتينة. كنا نقدر الانسان برصيده من الأخلاق لا برصيده من الأموال. الشباب يجب أن يروا قدوة في كل ميدان من ميادين الحياة حتي لا يكون المرتشون والنصابون واللصوص هم قدوتهم، للوصول إلي أعلي المناصب. يجب أن يروا من أفنوا حياتهم في العلم والبحث والعمل، وشقوا طريقهم إلي الصفوف الاولي بالجهد والعرق والصمود. فلنقض علي الفساد الأخلاقي لأنه السوس الذي ينخر في عظام الامة!