هذه المرة اختلفت رحلتي .. فالمهمة عزيزة علي النفس والمقصد إلي أغلي بقعة في الأرض.. فهي إلي المدينةالمنورة.. في رحاب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. حبيب الله.. رسول المسلمين وخاتم الأنبياء والمرسلين.. والمناسبة المؤتمر العالمي الأول الذي نظمته الجامعة الإسلامية برئاسة المفكر الإسلامي الدكتور محمد العقلا بالتعاون مع إدارة الملك عبد العزيز تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - أتم الله شفاءه -.. والذي تناول علي مدي ثلاثة أيام جهود المملكة لنصرة الإسلام والمسلمين في محاولة جادة لإصدار كلمة موحدة حول الالتفاف علي محاولات الهجوم علي العالم الإسلامي وازدراء الأديان. وقد أضفي التمثيل الكبير للوفود المشاركة من العلماء والباحثين من أكثر من خمسين دولة إسلامية أهمية خاصة لوثائق ومقررات المؤتمر.. فضلا عن الحوارات والنقاشات التي شاركت فيها شخصيات لها ثقلها في السعودية أمثال الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام والدكتور نزار مدني وزير الدولة للشئون الخارجية والدكتور صالح بن حميد رئيس المجلس الأعلي للقضاء والدكتور ساعد العراب الحارثي مستشار وزير الداخلية والدكتور عبدالرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون العربي والدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهم من الشخصيات العامة العربية والإسلامية .. كما جاءت مقررات المؤتمر إعلانا واضحا لبدء مرحلة جديدة للانطلاق برؤية استراتيجية تخطط لمستقبل الأمة الإسلامية وتواكب التحديات الدولية وتطوراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يحفظ قيم الأمة الإسلامية من خلال عمل إسلامي مشترك.. وقد أعلن الدكتور محمد العقلا أن المؤتمر استهدف بيان الدور الريادي الذي تقوم به السعودية في خدمة القضايا الإسلامية ورصد الجهود الدعوية والإغاثية إضافة إلي الجهود العلمية والثقافية التي تقدمها المملكة لأبناء المسلمين.. والإسهام في صد الدعوات المغرضة والحملات المعادية للجهود التي تبذلها المملكة وإبراز المساعدات والمنح المالية والاقتصادية التي تقدمها السعودية للدول والشعوب الإسلامية ودعم المنظمات والجمعيات والجامعات العربية والإسلامية.. فضلا عن التعريف بالإسلام والتضامن الإسلامي.. وقد أجمعت الدول الإسلامية علي أولوية الإصلاح والتطوير.. في إطار نابع من مجتمعاتنا الإسلامية ومتوائم مع مكتسبات الحضارة الإنسانية.. كما أكدت علي نبذ التطرف والغلو والعنف.. والقلق من تنامي ظاهرة كراهية ومعاداة الإسلام في العالم باعتبارها شكلا من أشكال العنصرية والتمييز.. والعزم علي العمل الجاد للتصدي لها بجميع الوسائل المتاحة.. كما جاءت أيضا توصيات المؤتمر لتعكس حاجة الأمة الإسلامية الشديدة لتوضيح رؤاها في دعم الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان ونقل الصورة الحقيقية لشرعية الدين الإسلامي السمحاء ومواجهة المشاعر المعادية للإسلام والمسلمين. ولم تخل مناقشات القمة من التطرق إلي جهود نصرة القضية الفلسطينية.. وسبل حل القضية الأفغانية وإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية ودعم القضايا الخليجية والعربية والإسلامية.. والمحافظة علي وحدة الأمة العربية وقوتها والدور الذي تقوم به السعودية في هذا الصدد بالتعاون مع شقيقاتها الدول الأخري.. لم يشغلني زخم اللقاءات والاجتماعات المتواصلة عن ضرورة توفير الوقت لصفاء الروح والنفس والاغتسال من الذنوب والهموم بزيارة الرسول الكريم