محاولة فاشلة لشراء الأصوات.. ضبط متهم بتوزيع أموال على ناخبين بالخانكة    وكيل تعليم القاهرة في جولة ميدانية بمدرسة الشهيد طيار محمد جمال الدين    السعودية تلغي المدفوعات على العمالة الوافدة في المنشآت الصناعية    نتنياهو يعلن رسميًا المصادقة على اتفاق الغاز مع مصر بمبلغ فلكي    الرقابة المالية توافق على التأسيس والترخيص ل 6 شركات بأنشطة صندوق الاستثمار العقاري    «إسكان اجتماعي أخضر الدولة» تنفذ 68 ألف وحدة صديقة للبيئة بأسعار ملائمة    إقرار مشروع قانون أمريكي يتضمن إلغاء عقوبات «قيصر» المفروضة على سوريا    حكومة نتنياهو تجتمع غدا لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة    تشكيل مانشستر سيتي أمام برينتفورد في كأس الرابطة الإنجليزية    أحمد عبد الرؤوف يجهز بدائل الزمالك لتعويض الغيابات أمام حرس الحدود    جنرال التعليق مدحت شلبي في مهمة نهائي كأس العرب بين الأردن والمغرب    ضبط شخص يوزع أموالا على الناخبين ببركة السبع    النصب باسم الرحلات الدينية| الداخلية تحمى البسطاء من شركات السياحة الوهمية    مصرع مسن في حادث دراجة نارية بالوادي الجديد    إصابة 3 طلاب بكفر شكر ألقي عليهم ماء نار أثناء استقلالهم توك توك    صدور رواية «ظل الإمام» للكاتبة نهلة النمر.. تشارك بمعرض الكتاب المقبل    رسالة مفاجئة من ياسر جلال لمصطفى أبو سريع بعد انفصاله عن زوجته    نجوم الفن فى عزاء إيمان إمام شقيقة الزعيم أرملة مصطفى متولى    رئيس إذاعه القرآن الكريم السابق: القرآن بأصوات المصريين هبة باقية ليوم الدين    ما حكم حلاقة القزع ولماذا ينهى عنها الشرع؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    محافظ الجيزة يفتتح مبنى علاج الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى أبوالنمرس المركزي    "جبران" يلتقي وزيرة العمل الإيطالية لتعزيز التعاون المشترك    يسري نصر الله: باسم سمرة فنان كبير رغم عدم امتلاكه لغات أجنبية    الحكومة تستهدف استراتيجية عمل متكامل لبناء الوعى    إصابة شخصين في حادث تصادم 3 سيارات أعلى الطريق الأوسطي    في قبضة أمن الإسماعيلية.. كلاكيت تاني مرة شراء أصوات بالقصاصين والقنطرة شرق وغرب ( صور )    خالد الجندي: من الشِرْك أن ترى نفسك ولا ترى ربك    إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا من سكان قطاع غزة    بوتين: روسيا ستسعى لتوسيع مكاسبها في أوكرانيا حال فشل محادثات السلام    الداخلية تكشف حقيقة إجبار سيدة على ترك مسكنها بالبحر الأحمر    السيسي يرحب بتوقيع اتفاق الدوحة للسلام الشامل بين حكومة وتحالف نهر الكونغو الديمقراطية    محمود كارم: خطاب الكراهية أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة    جلسة صعود وهبوط: 6 قطاعات فى مكسب و10 قطاعات تتراجع    البنك الزراعي المصري يسهم في القضاء على قوائم الانتظار في عمليات زراعة القرنية    مستشار رئيس الجمهورية: مصر تمتلك كفاءات علمية وبحثية قادرة على قيادة البحث الطبى    أرفع أوسمة «الفاو» للرئيس السيسى    جامعة الدول العربية تطلق المنتدى العربي الأول للإنذار المبكر والاستعداد للكوارث    محافظ القاهرة يتفقد عددًا من اللجان الانتخابية للاطمئنان على سير العملية الانتخابية    التموين تنتهي من صرف مقررات ديسمبر بنسبة 73%    الصحة: إجراء جراحة ميكروسكوبية دقيقة لطفل 3 سنوات بمستشفى زايد التخصصى    جوائز مالية ضخمة للمنتخبات المشاركة في كأس العالم 2026    تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص    18 فبراير 2026 أول أيام شهر رمضان فلكيًا    مكتبة الإسكندرية تشارك في افتتاح الدورة العاشرة لملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي    محافظ القليوبية يكرم البطلة جنة صليح لحصولها على برونزية قذف القرص بدورة الألعاب الأفريقية    مفتي الجمهورية يلتقي نظيره الكازاخستاني على هامش الندوة الدولية الثانية للإفتاء    أسوان تكرم 41 سيدة من حافظات القرآن الكريم ضمن حلقات الشيخ شعيب أبو سلامة    اليونيفيل: التنسيق مع الجيش اللبناني مستمر للحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق    المحمدي: ظُلمت في الزمالك.. ومباريات الدوري سنلعبها كالكؤوس    أوكرانيا تعلن استهداف مصفاة نفطية روسية ومنصة بحر القزوين    اتجاه في الزمالك لتسويق أحمد حمدي في يناير    المصرف المتحد يرعى المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها الثانية والثلاثين    إقبال على التصويت بجولة الإعادة في انتخابات مجلس النواب بالسويس    محافظ قنا يوجه بحملات مرورية مكثفة للحد من حوادث الطرق    متحدث وزارة الصحة يقدم نصائح إرشادية للوقاية من الإنفلونزا الموسمية داخل المدارس    أجواء شتوية وفرص لسقوط أمطار.. الأمطار تكشف تفاصيل حالة الطقس    النائب أيمن محسب: الخروقات الإسرائيلية تهدد الانتقال للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار    مصطفى عثمان حكما لمباراة البنك الأهلي ومودرن سبورت في كأس عاصمة مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البيان الختامي للمؤتمر العالمي لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام المنعقد بالبحرين
نشر في المصريون يوم 25 - 03 - 2006

أنهى المؤتمر العالمي لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام فعالياته اليوم، والذي عقد في مدينة المنامة بمملكة البحرين خلال اليومين الماضيين، حيث حضره ما يزيد على ثلاثمائة من نخبة علماء الأمة الإسلامية ومفكريها ودعاتها لمناقشة الإساء للنبي عليه الصلاة والسلام. وخرج المؤتمر مجموعة من القرارات والتوصيات قرءها الدكتور الشريف حاتم العوني المشرف العام على اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء وجاء في أبرزها الإعلان عن إنشاء (المنظمة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم) لتكون هي الإطار الجامع والمنظم لاستمرار المؤتمر وتواصل أعماله. ويعدّ هذا المؤتمر اللقاءَ التأسيسي لها. وتنبثق أمانتها العامة عن المؤتمر وتتولى استكمال إعداد رؤية المنظمة وأهدافها ولوائحها ومكاتبها المتخصصة. ويتبع المنظمة بصفة أولية أربعة مكاتب هي: (مكتب النصرة الاقتصادية) و (مكتب النصرة القانونية)و (مكتب التنسيق والاتصال) و (المكتب العلمي والإعلامي). أيضا ثمن المؤتمر الخطوة التي أقدمت عليها شركة (آرلا) باستنكارها للرسوم ورفض مبررات نشرها. ومن جهته أوضح المهندس سليمان بن حمد البطحي المتحدث الرسمي باسم اللجنة العلمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم بمناسبة انتهاء فعاليات المؤتمر العالمي لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام الذي عقد مؤخراً في مملكة البحرين ؛ أن الأمة الإسلامية ومن خلال اجتماعها على مدى يومين لنصرة نبيها أثبتت أنها أمة ذات رسالة سامية، مستقاة من نهج قرره نبيها عليه الصلاة والسلام، مبينا أن ترشيد الجهود وتوجيهها نحو الطريق الصحيح قد بدء، وأنه حان الوقت أن يتحمل المسلمون عبء حمل الرسالة المحمدية الخالدة إلى العالم، لكي تصل عن طريق الحوار معانيها السمحة، وقيمها العادلة حتى تتقلص مساحة عدم الفهم بين الحضارتين الإسلامية والغربية. وأكد البطحي أن من أبرز ما خرج به المؤتمر أنه قدم مبادرة لقطع الطريق أمام كل من سعى ليسعّر صراع الحضارات بين الطرفين، المسلمين والغربيين، وأنه لابد للحكومات من تشجيع القنوات الشعبية للحوار ، فإن أي أزمة مهما تعقدت لا تنتهي إلا بالحوار. وفي سؤال أمين عام اللجنة الأستاذ علي جمعة عن موقف المؤتمر من شركة آرلا ، ذكر أنه موقف إيجابي يدل على أننا أمة عدل وإنصاف ولا نأخذ البريء بجريرة المذنب. فلقد ثمنت القيادات الإسلامية الشعبية موقف شركة (آرلا) الدنمركية التي أعلنت استنكارها للرسوم المسيئة، ورفضها لجميع مبررات نشرها. وفيما يلي نص البيان الختامي والتوصيات الصادرة عن الجلسة الختامية للمؤتمر. البيان الختامي للمؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين حبيبنا وقدوتنا وإمامنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد.. فقد انعقد – بفضل الله تعالى- المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم في مملكة البحرين بتاريخ 22-23/2/1427ه الموافق 22-23/3/2006م بحضور نخبة من علماء الأمة الإسلامية ومفكريها ودعاتها وذوي الرأي فيها لمناقشة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم. ووضع الاستراتيجيات والآليات العملية للنصرة وذلك بدعوة كل من: جمعية الأصالة في مملكة البحرين، مؤسسة الإسلام اليوم ، الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، اتحاد علماء المسلمين ، اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم وقد أصدر المؤتمر البيان التالي: تمهيد: في السادس والعشرين من شهر شعبان عام 1426ه ( 30سبتمر 2005م ) أقدمت صحيفة ( يولاندز بوسطن ) الدانمركية على نشر اثني عشر رسماً كاريكاتيريا تسيء للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ومع الرسوم نشرت الصحيفة تعليقاً لرئيس تحريرها يعتبر فيه تعظيم المسلمين لنبيهم ضرباً من (الهراء الكامن وراء جنون العظمة)، ودعا إلى فضح ما أسماه (التاريخ المظلم) لنبيِّ الإسلام، وتقديمِهِ إلى الرأي العام في صورته الحقيقية التي عبرت عنها الرسوم المنشورة ! البدايات والتداعيات في أوروبا.. لم تكن تلك الرسوم وليدة الوقت الذي نشرت فيه، وإنما جاءت في سياقِ جملةِ من الاستفزازاتِ والإساءات التي تكشفت تباعاً وأعطت المسألةِ أبعاداً أخرى فمن الاستفزازات موقف الحكومة الدانمركية بعد ظهور الرسوم، حيث: بذلت البعثات الدبلوماسية الإسلامية وقيادات المسلمين في الدانمرك جهوداً لاحتواء الأزمة بالتعبير عن الاستنكار والمطالبة باعتذار الصحيفة حيث: 1 قدّم المسلمون في الدانمرك مواطنون ومقيمون ودبلوماسيون طلباً لمقابلة رئيس الوزراء لإبداء احتجاجهم، فرفض مقابلتهم، وأشار إلى أن القضية تتعلق بحرية التعبير للصحافة وأن الاعتراض على ذلك محله القضاء. 2 تقدم بعض المسلمين بدعوى قضائية ضد الصحيفة فرفض الادعاء العام قبول القضية، ورد المدعي العام بأن (كلا من نص وروح المادة التي تجرم عدم احترام المقدسات بالقانون الدانمركي لا يصلحان للاستخدام ضد الصحيفة)، ولم يزل موقفهم الرافض لقبول الدعوى حتى اليوم. 3 استنكر مؤتمر قمة الدول الإسلامية في مكة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكتب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي خطابات عدة لحكومة الدانمرك وللاتحاد الأوروبي، وكان الرد الدانمركي أنّ قضية حرية التعبير تمثل ركناً أساسياً في الديمقراطية الدانمركية. فقررت منظمة المؤتمر الإسلامي إعلان مقاطعتها لمشروع دانمركي، يتمثل في إقامة معرض كبير تحت عنوان ( انطباعات عن الشرق الأوسط ). 4 موقف الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى حيث أوضح أن هذه تأتي في إطار حرب ضد الإسلام وليس في سياقالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صراع بين الحضارات، وطالب البرلمانيين العرب بممارسة ضغوط على الأمم المتحدة للتوصل إلى حل قاطع لهذه المسألة. 5 بعد الشعور بعدم جدوى الجهود المحلية تحرّكت وفود شعبية مسلمة وعرفت بالقضية في عدد من عواصم الدول الإسلامية. كل هذه الخطواتِ تعدّ خطواتٍ ( سلمية ) و ( حضارية ) كان يمكن من خلالها للحكومة الدانمركية، وللأوروبيين عامةً تفادي الموقفِ التصعيديّ. ولكنّه بعد كل هذه المساعي سجّلَ الواقعُ هذه الأحداث : 1 أصرت الحكومة الدانمركية على موقفها، الرافض لاحترام شعور المسلمين تجاه هذه القضية الكبرى لديهم وذلك بعدم اعترافها بأن تصرف الصحيفة كان خاطئاً، وتسويغها لذلك العمل. 2 أصرت الصحيفة الدانمركية على عدم الاعتذار ومازالت الرسوم المسيئة على موقعها الإلكتروني . 3- بعد مئةِ يومٍ من حادثةِ نشر الرسومِ أعادت مجلة نرويجية نشر الرسوم في يوم عيد الأضحى من عام 1426ه. ثم تبعتها عدة صحف ووسائل إعلام أوروبية وأعادت نشر الرسوم تحت ذريعة حرية التعبير رغم الاحتجاجات التي ظهرت بعد الرسوم. موقف العالم الإسلامي وحيث لم تجد الشعوب المسلمة تجاوبا وتراجعا، وشاع فيها خبر هذه الإساءات المتكررة والتحديات الاستفزازية من بعض وسائل الإعلام الأوروبية، ونظراً لما يمثله الرسول صلى الله عليه وسلم من مكانة عظيمة، ولما لمقامه الرفيع من حرمة كبيرة عند المسلمين فقد اندلعت في العالم الإسلامي احتجاجات شعبيةٌ عارمةٌ انبعثتْ بتلقائيةٍ تامّةٍ، ودعت إلى المقاطعة الاقتصادية، وكان أكبر ما يميز تلك الاحتجاجات أنها كانت سلمية في معظمها. ولم يشهد التاريخ المعاصر وقفةً إسلاميةً موحدة في قضية من القضايا كما شهدها في هذه الحادثةِ، فقد اجتمعت الأمة كلها صفاً واحداً دفاعاً عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وترافق مع هذه الاحتجاجات الشعبيةِ المباركةِ مواقف سياسيةٌ حكوميةٌ تمثلت في استدعاء بعض السفراءِ، والتعبير الرسمي عن الاستياء والاستنكار. وكان الموقف الأوروبي يشكل تناقضاً إذ لم يستوعب حجم تلك الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يأبه لردود الأفعال عليها، إلا ما حصل من تصرف صائب من قبل الحكومة النرويجية بإعلان اعتذارها وتفهم علماء المسلمين لذلك. العلاقة بين المسلمين والغربِ وأثر هذه الأحداث يؤكّد المؤتمرُ أنَّ علاقة المسلمين بالغرب لا ينبغي أن تكون قائمة على الصراع بل على العدل والاحترام المتبادل، وحفظ الحقوق، فليس المسلمون دعاة صراعٍ ولا عنصريةٍ، ولكنهم يدافعون عن حقوقهم، ويصرون على ضرورة احترامهم واحترامِ مقدّساتهم منطلقين من قوله تعالى : (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إنما ينهاكم الله على الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) [سورة الممتحنة:8]. والمتتبع للتاريخِ يجدُ مصداقَ هذه الحقيقةِ بشهادة المنصفين من الغربيين أنفسهم، وحسب المؤتمر أن يشير إلى أنّ الحضارة الإسلامية سمحت أن يكون داخل الدول الإسلامية محاكم للأقليات اليهودية والمسيحية وهو شيء لم يصله التشريع الغربي إلى الآن. ولا يرى المؤتمر أن الرسوم المسيئة تعبر عن جميع الشعب الدانمركي أو الشعوب الأوروبية، فلقد قام عدد من الساسةِ والإعلاميين والكتابِ الغربيين باستنكار نشر هذه الصورِ، وبينوا خطورة ذلك على علاقة المسلمين بالغرب . وينبغي أن يدرك الغربيون أن مثل هذه التصرفاتِ والإساءات تقودُ إلى صراعات ثقافيةٍ وفكريّةٍ واجتماعيّةٍ، وتؤجج مشاعر الكراهية، وتوجد البيئة الخصبة للعنف وتدفع إلى وجود الاضطراب والتمزق داخل نسيج المجتمع الغربيّ نفسِهِ، قبل أن تقود العالم كله إلى كوارثَ لا تحمد عقباها. إنّنا – معاشر المسلمين – لا نقبلُ بحالٍ أن تكون دعاوى حريةِ التعبيرِ سبيلاً للنيل من نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه. فالقوانين تحمي حرية التعبير ما لم تشكل عدواناً على الآخرين. هذا وقد رأى المؤتمرون بعد اجتماعهم هذا انتهاز الفرصة في توجيه رسالة شكر إلى الأمة المحمدية (على نبيها أفضل الصلاة والتسليم) لما قامت به من نصرة سلمية لرسولها ، وإظهار وحدة الأمة وجمع صفها وكلمتها وما اتصفت به هذه النصرة من العدل والإحسان في التعامل مع الآخرين، وقد أصدر المؤتمر في ختامه جملة من القرارات والتوصيات. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. القرارات والتوصيات الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد انعقد - بفضل الله وتوفيقه - (المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم) في مملكة البحرين في 2223/2/1427ه (الموافق 2223/3/2006م). وقد دعت إليه المنظمات الآتية: الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين. جمعية الأصالة في مملكة البحرين. مؤسسة الإسلام اليوم . الندوة العالمية للشباب الإسلامي . اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم وقد استجاب للدعوة وحضر المؤتمر أكثر من (300) عالم وداعية ومفكر من أقطار شتى. وبعد مداولات مستفيضة رأى المؤتمرون أهمية استمرار انعقاده بصفة دورية للتشاور وتبادل الآراء بين علماء الأمة الإسلامية ودعاتها ومفكريها فيما يجد من الأحوال والقضايا التي تهم المسلمين في نصرة نبيهم r، والتباحث في نهضة الأمة وإصلاح أحوالها لتؤدي دورها في النصرة. ولتحقيق ذلك قرر المؤتمر ما يلي: أولاً: القرارات: 1- إنشاء (المنظمة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم) لتكون هي الإطار الجامع والمنظم لاستمرار المؤتمر وتواصل أعماله. ويعدّ هذا المؤتمر اللقاءَ التأسيسي لها. وتنبثق أمانتها العامة عن المؤتمر وتتولى استكمال إعداد رؤية المنظمة وأهدافها ولوائحها ومكاتبها المتخصصة. ويتبع المنظمة بصفة أولية أربعة مكاتب هي: (مكتب النصرة الاقتصادية): يتولى شؤون المعلومات والدراسات الاقتصادية ويكون مرجعية موثوقة لأعمال النصرة الاقتصادية التابعة للمنظمة كالمقاطعة وغيرها. (مكتب النصرة القانونية): يتولى المتابعة القانونية والقضائية لكل من يسيء إلى الإسلام وكتابه العظيم ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، ويسعى لاتخاذ التدابير القانونية لمنع الإساءة وتجريم مرتكبيها، ويكون مرجعية موثقة لأعمال النصرة القانونية التابعة للمنظمة. (مكتب التنسيق والاتصال): يتولى تنسيق أعمال النصرة بين الجمعيات والمؤسسات ذات
العلاقة في الدول المختلفة والقيام بمهمة التواصل والحوار مع غير المسلمين. (المكتب العلمي والإعلامي): والذي يتولى القيام بالمهام العلمية من دراسات وبحوث ، وكذلك الإعلامية من ندوات وبرامج مهمة تبرز أعمال النصرة في العالم كله. 2- إنشاء (الصندوق العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم) التابع للمنظمة، لتمويل مشروعاتها وأنشطتها. وتعدّ التبرعات التي وردت لهذا المؤتمر بداية تأسيس الصندوق. ثانياً: : النتائج والتوصيات: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: إن المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشكر مملكة البحرين على استضافتها للمؤتمر، كما يشكر الجهات والمؤسسات الداعية للمؤتمر، وجميع الذين شاركوا. وقد وصل المؤتمر إلى جملة من النتائج والتوصيات: يشيد المؤتمر بالوقفة الشجاعة للأمة المسلمة دفاعاً عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ويوصيها بالاستمرار والثباتِ، مع توسيع دائرةِ النصرةِ عبر تفعيل الوسائل السلمية الأخرى. يستنكر المؤتمر الإساءة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عموما بأي صورة ومن أي جهة وفي أي بلد. ويطالب باعتذار ثقافي يتم بموجبه نشر الصورة الصحيحة للإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودوره العظيم في صناعة الحضارة الإنسانية. يوجه المؤتمر الشكر لكل الحكومات والمؤسسات والهيئات والشخصيات العالمية التي تفاعلت مع الأحداث ووقفت موقفاً كريماً برفض نشر الصور، أو عاقبت من نشرها، أو اعتذرت عن نشرها تقديراً واحتراماً لمكانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. يؤكد المؤتمر أن العلاقة بين المسلمين والغرب لا ينبغي أن تقوم على الصراع ، بل على العدل والاحترام المتبادل وحفظ الحقوق كما يدعو المؤتمر إلى فتح الحوار الإيجابي. يدين المؤتمر ردود الأفعال المخطئة التي تمثلت في حرق بعض دور العبادة والمنشآت وإتلاف بعض الممتلكات لخروجها عن هدي الإسلام، ويوصي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها باعتماد ضوابط النصرة الصادرة عن المؤتمر، والابتعاد عن ردود الأفعال غير المنضبطة حتى لا تسيء إلى صورة الإسلام الحضارية ونبيّه الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم. يؤيد المؤتمر استمرار ما بدأت به الدول الإسلامية التي تقدمت بمشروع قرار إلى الأمم المتحدة ينص على حظر ازدراء الأديان، ويطالب المؤتمر بالعمل على استصدار تشريعات وقوانين وقرارات دولية تحرم وتجرم الإساءة للأنبياء والمرسلين. يؤكد المؤتمر على (المقاطعة الاقتصادية) أسلوباً حضارياً في الاحتجاج ، لما لها من دور فعال في النصرة. يوصي المؤتمر دول العالم الإسلامي بتنويع مصادر وارداتها مع التأكيد على دعم الإنتاج المحلي والعمل على الاكتفاء الذاتي في الموارد الأساسية وتشجيع التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية. يوصي المؤتمر وزارات التربية والتعليم في العالم الإسلامي بوضع منهج للسيرة النبوية الشريفة يدرّس في مراحل التعليم المختلفة، لغرس محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قلوب الطلاب والتربية على اتباعه والتأسي به من خلال تعريفهم بسيرته العطرة. يوصي المؤتمر وزارات ومؤسسات الإعلام الرسمية والأهلية في العالم الإسلامي بالقيام بواجبها في خدمة الإسلام والدفاع عنه والتعريف بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم. يؤكد المؤتمر على الالتزام بوثيقة المقاطعة الاقتصادية ووثيقة ضوابط النصرة الصادرتين عن المؤتمر كضوابط شرعية لاستمرار النصرة. يذكّر المؤتمر الحكومات العربية والإسلامية بدورها ومسؤوليتها العظيمة أمام الله جل وعلا ثم أمام شعوبها تجاه نصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. يوصي المؤتمر المسلمين أفراداً ومؤسساتٍ ودولاً باستثمار الحدث في التغيير والإصلاح من خلال العودة لكتاب الله تعالى واتّباع سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جميع جوانب الحياة . يشيد المؤتمر بمسلمي الدانمرك لتعاملهم مع أزمة الإساءة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأسلوب حضاري سلمي جمع بين المواطنة والاعتزاز بدينهم. يوصي المؤتمر المسلمين باعتماد استراتيجية المبادرة لا المدافعة ويحث جميع الحكومات والجمعيات والمؤسسات الإسلامية على العمل على تبني مشروعات علمية وعملية في الدعوة إلى الإسلام والتعريف بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم. يوصي المؤتمر بدعم الجمعيات والمنظمات الإسلامية في العالم عامة والغرب خاصة، التي تعمل على نصرة النبي والتعريف بالإسلام، وضمان حريات وحقوق المسلمين. يثمن المؤتمر موقف شركة آرلا التي أعلنت استنكار وإدانة الرسوم ورفضت أي مبرر لتسويغها، ويرى المؤتمر أن هذه الخطوة هي البداية الصحيحة لفتح حوار بين أمانة المؤتمر والشركة لاتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذه المبادرة. وختاما نكرر الشكر لمملكة البحرين – ملكاً وحكومةً ومؤسساتٍ وشعباً - على استضافتهم للمؤتمر، كما نشكر المنظمات التي دعت إليه، ونشكركم أيها الإخوة الحضور على استجابتكم للدعوة والمشاركة في المؤتمر، سائلين الله أن يبارك فيه ويحقق آمال المسلمين. والله الموفق.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.