قاد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي تظاهرة ضخمه ضمت أكثر من عشرة آلاف من علماء وزارة الأوقاف وأساتذة وقيادات وطلاب جامعة الأزهر لتنديد للرسوم المسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، والتي نشرتها صحيفة دنمركية ثم نقلتها عنها العديد من الصحف الأوروبية ، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بتلك الرسوم وتطالب بمقاطعة الدول وقفت إلى جانب هذه الإساءة. وشارك في المظاهرة التي طافت أرجاء جامعة الأزهر ، كل من الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية والدكتور محمود زقزوق وزير الأوقاف والدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر والدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق ، وردد المشاركون هتافات تطالب بنصرة الرسول الله عليه الصلاة والسلام . وطالب المتظاهرون الدول العربية والإسلامية بضرورة سحب السفراء العرب من الدول التي تسيء للإسلام وقطع العلاقات الدبلوماسية والدعوة إلى عقد قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي للاتفاق على موقف إسلامي موحد للتصدي لهذه الترهات. وعقد شيخ الأزهر مؤتمرا حاشدا ، وسط هتافات المتظاهرين ، أعلن فيه أن مصر بأكملها تدافع عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام أكثر من دفاعها عن نفسها . وقال طنطاوي إن كل دولة تسئ إلى الرسول عليه الصلاة والسلام هي دولة محتقرة وكل دولة تدعمها في هذه الإساءة هي أيضا دولة محتقرة ويجب على كل مسلم أن يقاطعها اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا كواجب ديني وفرض عين على كل مسلم وأيضا كل صحيفة تدعم هذا الإجرام يجب مقاطعتها. وأضاف أننا نضحي بكل ما نملك من اجل صيانة حرمة ديننا الإسلامي ونبينا عليه الصلاة والسلام ضد أي إساءة أو عدوان. من جانبه ، استنكر وزير الأوقاف الدكتور محمود زقزوق الإساءة الدنمركية والنرويجية للرسول عليه الصلاة والسلام ، مشيرا إلى أن ذلك يتنافى تماما مع حرية التعبير ولا علاقة لها به ، مطالبا المنظمات والهيئات الإسلامية الدولية من منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي بالتحرك لدى منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن لسن قوانين تحرم معاداة الأديان السماوية. وقال إننا كمسلمين نحترم كافة الأديان السماوية وندعو أتباع الديانات الأخرى أن يحترمون ديننا ونبينا وإننا على استعداد لبذل كل غال ونفيس من اجل الدفاع عن مقدساتنا ومواجهة الإساءة التي تعرض لها نبينا عليه الصلاة والسلام. وكان لافتا للنظر خلال المظاهرة عدم تدخل قوات الأمن بأي شكل فيما يخص المظاهرة ولم يحدث أي احتكاكات بالمتظاهرين فيما وجود تعليمات عليا باقتصار دور جهات الأمن على منع خروج الأمور من تحت السيطرة فقط. من جانبه ، دعا مفتي الديار المصرية د علي جمعة إلى حماية الأقليات الإسلامية في المجتمعات الغربية والضغط من اجل سن قانون يجرم ازدراء الأديان وتعديل المناهج الدراسية في تلك البلاد لحذف كل ما يسئ للإسلام . ودعا رئيس جامعة الأزهر الدكتور احمد الطيب المجتمعات الأوروبية إلى عدم المساس بقدسية الأديان السماوية بدعوى حرية التعبير الزائفة والتي تتطلب أن تكون حرية ومسئولية في آن واحد ، مطالبا شعوب العالم الإسلامي بمقاطعة كافة البضائع والسلع الدنمركية والنرويجية وأي دولة تتطاول على الرسول عليه الصلاة والسلام أو على مقدسات المسلمين. بينما دعا المفتي الأسبق د نصر واصل حكومات العالمين العربي والإسلامي إلى اتخاذ الإجراءات الرادعة ضد كل من تسول له نفسه التطاول والإساءة إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام أو إلى الإسلام بصفة عامة. من ناحية أخرى ، قام طلاب جامعة بنها برفع دعوى قضائية طالبوا فيها السفارة الدنمركية تعويض قدره 100 ألف دولار وذلك لرفضها اتخاذ موقف إيجابي حيال ما تم بثه ونشره عبر مواقع الانترنت من رسومات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم. ووجه طلاب الجامعة رسالة احتجاجية للسفارة كما أرسلوا نسخة منها إلى وزارة الخارجية الدنمركية ، طالبوا فيها رئيس تحرير الجريدة التي نشرت رسوم مسيئة للإسلام والرسول بضرورة تخصيص نفس المساحات التي نشرت الرسوم لنشر رسالة اعتذار من الجريدة لجموع المسلمين في دول العالم . ومن المقرر أن ينظم الطلاب اليوم وقفة احتجاجية داخل حرم الجامعة وسيطالبون فيها بجمع أكبر قدر من التوقيعات للرسالة الموجه إلى وزارة الخارجية الدنمركية. وأصدر الطلاب بيانا طالبوا فيه بضرورة سحب السفير المصري من الدانماركوطرد السفير الدنمركي في مصر وقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية والاقتصادية مع الدانماركوكافة الدول التي أساءت صحفها للرسول صلى الله عليه وسلم. وكان كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة قد ناشد في بيان أصدرته الأممالمتحدة أمس الاثنين ، الدول الإسلامية إنهاء ما أسماه العنف المصاحب للاحتجاجات علي الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم مؤكدا أنه يشارك انزعاجهم إزاء الرسوم إلا أنه حث علي عدم الرد بعنف. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة سيتفان دوجاريك " أن الأمين العام منزعج من التهديدات والعنف، بما في ذلك إحراق السفارات التي وقعت في سوريا ولبنان وغيرها من الدول خلال الأيام القليلة الماضية" . وأشار دوجاريك إلى أن الأمين يشاطر المسلمين انزعاجهم من الرسوم التي يعتبرونها مسيئة لدينهم ، إلا أنه يريد أن يؤكد أن هذا الرفض لا يبرر استخدام العنف خصوصا عندما يكون موجها إلى أشخاص ليسوا مسئولين أو يملكون علي نشر تلك الرسوم. ورغم عدم اعتذار الصحيفة الدنمركية عن نشرها تلك الرسوم المسيئة إلا أن كوفي عنان قال إنه يتوجب علي المسلمين أن يقبلوا اعتذار الصحيفة تمسكا بروح الإسلام الذي يحث علي السلام والتراحم. وطالب عنان الدول الإسلامية أن يبذلوا ما في وسعهم للحد من التوتر ومما اسماه التصريحات والأعمال التي تزيد من تلك الاحتجاجات. ولم يعلق الأمين العام للام المتحدة علي دعوة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس مجلس علماء المسلمين الذي دعي فيها الأممالمتحدة أن تصدر قرارا بمنع التعرض للأديان السماوية وللرسل تحت أي مسمي حتى لو كانت حرية الصحافة.