سنوات عمره القليلة ما هي إلا محطات مظلمة في رحلة آلام وخوف فرض عليه من حوله خوضها.. بداية ولد بين زوجين غير متفاهمين علي خلاف مستمر، الضجيج والشجار هو ضيف بيتهما الدائم وانتهي بهما المطاف إلي الطلاق.. إلا أنه لم يذق طعم الراحة أو السكينة أيضا بعد أن انفصلا وتزوج كل منهما حيث تفرقت طفولته بين بيوت العائلة التي لكزه الشعور بالغربة في جميعها وبعد أن توفيت جدته لأمه صار لزاما عليه الانتقال إلي حضانة والده تحت رعاية زوجته القاسية.. لتبدأ رحلة عذاب جديدة هي الأسوأ في كل ما مر به. منذ الساعات الأولي في منزل والده استشعر الطفل ذو العشر سنوات انه ملفوظ بين جدرانه.. نظرات زوجة أبيه، عصبية والده وغضبه عليه لأتفه الأسباب، نبذه من قبل إخوته غير الأشقاء.. كلها اشارات واضحة بانه غير مرغوب به لكنه لا يدري أين يذهب. فزوج والدته يتقبل زيارته الأسبوعية لأمه بالكاد وفي إحدي مرات عودته منها فوجئ بوجود رجل غريب في غرفة زوجة أبيه فبدأ بمراقبتها وتحققت شكوكه عندما تكرر نفس الموقف مع رجال مختلفين وعندما أدركت الزوجة اللعوب ان الابن يراقبها هددته بالقتل إذا أخبر والده فوافقها بشرط ألا تحضر رجالا إلي البيت مرة أخري، حينها كشفت عن وجهها الأكثر قبحا وأخبرت الابن انها ستلقنه درسا لن ينساه قامت الزوجة الشريرة بتقييد الطفل وتعليقه في شجرة نبق بحظيرة المنزل وظلت تجلده وتحرقه بالنار وتحرمه من الطعام يوميا، وقبل حلول المساء تنزله وتهدده بأنها ستزيد من عيار التعذيب في اليوم التالي إن أخبر والده وظلت علي هذه الحال أربعين يوما أذاقته فيها صنوف العذاب حتي انتهت قدرته علي التحمل ولفظ أنفاسه معلقا علي الشجرة، أبلغت الزوجة والده بأنه توفي حينما كانت تعاقبه علي أخطائه وعندما شاهد الأب جثة ولده بدلا من أن يفتك بها أخذ يبحث عن وسيلة لاخفاء الأمر لأن الطبيب لن يصرح بدفنه لوجود آثار تعذيب بالجثة وهداهما تفكيرهما الشيطاني إلي ان يدفناه تحت سريرهما بعد أن ينام الأبناء وبالفعل حفر الأب ودفنه ثم نام علي السرير فوقه وكأن ابنا لم يكن.. بدأت تتكشف الجريمة حينما راود أم الضحية القلق من غياب ابنها عن الزيارة الأسبوعية وعندما ذهبت إلي طليقها تسأله أخبرها أن ابنهما مفقود. جن جنون الأم وأبلغت الشرطة التي أجرت تحرياتها وعلمت ان زوجة الأب سيئة السمعة وتدير منزلها ونفسها للأعمال المنافية للآداب وباستجواب اخوة الضحية أقروا بان أخاهم اختفي بعد ان كانت تعذبه والدتهم يوميا وتحرقه وبالضغط علي الزوجة بأقوال ابنائها وبالمعلومات حول سلوكها أقرت بفعلتها وتم استخراج الجثة وأحيلت إلي محكمة جنايات أسيوط بتهمة الضرب المفضي إلي الموت المقرون بسبق الاصرار والترصد بينما اتهم الأب بالمشاركة في اخفاء الجثة.. عاقبت المحكمة المتهمة الأولي بالسجن المشدد 15 عاما وبسجن الأب لمدة سنة وهو الحد الأقصي للعقوبة لجريمة كل منهما. صدر الحكم برئاسة المستشار محمود القاضي وعضوية المستشارين محمد شوقي ومحمد سيف.