«هذا جسدى الذى حرقته الشيطانة بغلها الأسود وقلبها الأشر، هذا جسدى لم يعد يحتمل كل هذه القسوة الوحشية التى لم يستطع تبريرها عقلى، الذى لم يتجاوز رصيده من الحياة أكثر من ثلاث سنوات، هذا جسدى يئن للمرة الأخيرة تحت طيات التراب، مكللا بالورود التى ستذبل حتما كما ذبلت روحى على يد زوجة أبى، ها أنا ذى فى عالم آخر أكثر رحمة من ذاك العالم المصنوع من رائحة جهنم». الصرخات أطلقتها الطفلة شيماء، 3 سنوات، التى لاقت حتفها عذابا على يد زوجة أبيها التى أرادت الاستئثار بالزوج وحدها فقررت التخلص من ابنته التى لم يتجاوز عمرها السنوات الثلاث، وأذاقتها جميع أنواع العذاب حتى فارقت الحياة. التحقيقات التى أجرتها نيابة حلوان برئاسة عاصم نعيم، فى واقعة مقتل طفلة صغيرة على يد زوجة أبيها، كشفت عن التعرف الذى تم بين أحمد.ع، 36 سنة، بائع متجول، والد الطفلة المجنى عليها، وإيمان.ع، 30 سنة، ربة منزل، واتفقا على الزواج بشرط أن تعيش ابنته معه على أن ترى والدتها مرتين أسبوعيا، وفى أثناء زيارة الطفلة لوالدتها لاحظت الأخيرة آثار تعذيب على جسد ابنتها، وعندما سألت الفتاة أخبرتها أن زوجة والدها هى من فعلت بها ذلك، فأخبرت زوجها الذى قام بتهديد زوجته بالطلاق إذا استمرت فى تعذيب الطفلة ومعاملتها بهذه الطريقة غير الآدمية، واستجابت الزوجة لفترة من الوقت، إلى أن عاد الزوج ذات يوم للمنزل فوجد الباب مغلقا، فاستعان بجاره لدخول الشقة، وكانت المفاجأة أن وجد الطفلة فى مكان نومها مغطاة والدماء تسيل من جسدها، فكشف عنها الغطاء فوجدها جثة هامدة، فاتهم على الفور زوجته بقتل ابنته، وبإبلاغ اللواء محسن مراد مساعد الوزير، مدير أمن القاهرة، أمر بسرعة ضبط المتهمة، وإحالتها إلى أحمد شحاتة وكيل نيابة حلوان، الذى أمر بحبسها أربعة أيام على ذمة التحقيق ودفن الجثة.