في ركن منعزل بالمنزل وبعيدا عن أعين جلادها جلست الطفلة سارة ذات الثلاث سنوات تبكي وتصرخ وحدها تشكو إلي الله ضعفها وقلة حيلتها وهوانها علي من ملك أمرها. مهمومة مكسورة الخاطر بعد أن ذبلت ملامحها وتبدلت بحيث أصبحت لاتحمل براءة الطفولة الجميلة التي تختفي وتتلاشي أمامها الأحزان, لهول ما تلاقيه من صنوف العذاب علي يد وحش كاسر قلبه لايعرف الرحمة ولا الشفقة بطفلة ضعيفة مقهورة لاحول ولا قوة لها. اعتاد الاعتداء عليها بوحشية بالضرب والتعذيب يوميا هي ووالدتها, كتب عليهما القدر أن يعيشا معه تحت سقف واحد فقد تزوجت صابرين عقب طلاقها من زوجها الأول والد الطفلة بسبب الفقر وضيق ذات اليد, ولكن حظها العاثر أوقعها وابنتها في قبضة جزار مدمن مخدرات اعتاد علي قضاء السهرات الحمراء مع أصدقاء السوء ليحتسي خلالها الخمور ويتناول الحشيش والأقراص المخدرة حتي أصبح العائد المادي من عمله في الجزارة لايكفيه للإنفاق علي سهراته وملذاته وتراكمت عليه الديون وهنا سول له الشيطان من أصدقاء السوء إجبار زوجته علي التنازل له عن المنزل الذي تملكه حتي يتخلص من شبح السجن الذي بات يطارده ليل نهار بسبب مطاردة الدائنين له. لم يتوان المتهم ولم يكذب خبرا فطلب من زوجته التنازل له عن المنزل ولكنها رفضت فبدأ يضربها ويعذبها وأمام إصرارها علي الرفض تجرد من كل مشاعر الإنسانية والرحمة بعد أن سولت له نفسه المريضة تعذيب الطفلة ابنة زوجته بالضرب والكي بالنار والصعق بالكهرباء للضغط علي زوجته للموافقة علي طلبه. وأمام سلبية الأم وخوفها منه تمادي الزوج في تعذيب الصغيرة حتي دفعت الطفلة المسكينة حياتها ثمنا لخوف أمها وإهمالها وجبروت زوجها الذي قام بتكبيلها بالحبال وظل يضربها بالخرطوم حتي لفظت أنفاسها الأخيرة. وكان اللواء عابدين يوسف مدير أمن الجيزة قد تلقي إخطارا من العميد محمود عبد الله مأمور قسم إمبابة بورود بلاغ من صباح(40 سنة) ربة منزل يفيد بقيام زوج شقيقتها باحتجاز زوجته وابنتها في منزلهما بشارع الطناني وأنه يعتدي عليهما بالضرب بطريقة هيستيرية. انتقل المقدم عمرو رضا رئيس مباحث إمبابة والرائد محمد الشاذلي معاون المباحث, وتبين من الفحص قيام حمادة(27 سنة) جزار ومقيم بحارة حمدي من شارع الطناني سابق اتهامه في4 قضايا آخرها القضية رقم11192 لسنة2011 جنح قسم إمبابة( مخدرات) بالتعدي علي زوجته صابرين(31 سنة) ربة منزل بالضرب مما تسبب في إصابتها بكدمات وجروح بالذراعين, وكذلك التعدي علي ابنتها الطفلة سارة عصام(3 سنوات) بالضرب مما أسفر عن إصابتها بجروح قطعية وكدمات متفرقة بالجسد مما أدي إلي وفاتها. وفي أثناء قيام رجال المباحث بضبط المتهم احتمي بأشقائه وحاول إثارة أهالي المنطقة علي رجال المباحث لكن الرائد أحمد عرفة معاون الضبط بالقسم والنقيب شريف ماهر عبد الحليم رئيس التحقيقات نجحا في القبض علي المتهم. وتبين من تحريات العميد حسام فوزي مفتش شمال الجيزة أن المتهم اعتاد التعدي علي الطفلة المجني عليها يوميا بالضرب أمام والدتها حتي يجبرها علي التنازل عن منزلها, ويوم الجريمة ظل يضرب الطفلة ويعذبها لفترة طويلة استخدم خلالها خرطوم مياه وأحرقها بالنار وعندما حاولت والدتها إنقاذها من بين يديه تعدي عليها بسكين فأصابها بجروح قطعية متفرقة بالجسد. وبمواجهة المتهم أمام اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث اعترف بارتكابه الجريمة فأمر المستشار محمد ذكري المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة بدفن جثة الطفلة بعد تشريحها لتحديد سبب الوفاة وما بها من إصابات وعرض والدتها علي الطب الشرعي لتحديد سبب إصابتها والأداة المستخدمة, وأمر بتجديد حبس المتهم15 يوما علي ذمة التحقيق وقد وجه له محمد الجمل مدير نيابة الحوادث تهمتي القتل العمد للطفلة والشروع في قتل زوجته. وقد التقي الأهرام المسائي مع المتهم والذي قال انه تعرف علي زوجته منذ عام تقريبا ونشأت بينهما علاقة عاطفية تطورت إلي الزواج, وبعد مرور عدة أشهر بدأت طلبات زوجته تزداد أمام الركود في سوق الجزارة نظرا لارتفاع أسعار اللحوم فبدأ يقترض بعض المبالغ المالية من أصدقائه لتلبية متطلبات واحتياجات زوجته فتراكمت عليه الديون, وبدأ يتناول الأقراص المخدرة حتي أدمنها وفي أحد الأيام شاهدته زوجته وسألته عن هذه الحبوب فأخبرها بأنه يتعاطاها حتي ينسي هموم الدنيا فطلبت منه قرصا فأعطاها نصفا وقال لها هذا يكفيكي وبدأت الزوجة تشارك زوجها في تناول الأقراص المخدرة وتدخين السجائر الملفوفة بالحشيش. وأضاف المتهم أنه في يوم الجريمة وصل إلي المنزل في حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل وطلب من زوجته التنازل له عن المنزل حتي يتمكن من بيعه لسداد ديونه, ولكنها رفضت ونشبت بينهما مشادة كلامية تناول علي أثرها قرص ترامادول مخدرا وسيجارة واستغرق في النوم لمدة ساعتين, وعندما استيقظ ظل يبحث عن علبة السجائر وقرص مخدر فلم يجدهما وسأل زوجته عنهما فأخبرته بأنها تناولت القرص ودخنت السجائر الأربع الموجودة في العلبة فانهال عليها ضربا باللكمات واستيقظت الطفلة المجني عليها علي صوت صراخ والدتها. وأثناء حديث المتهم أخذ نفسا عميقا وقال عندما شاهدت سارة تبكي وتصرخ خوفا علي أمها ضربتها بقدمي لكي تكف عن البكاء ولكنها زادت فتركت أمها وأمسكت بها وانهلت عليها ضربا بخرطوم المياه وأحضرت ملعقة ووضعتها علي النار, ووضعتها علي جسدها عدة مرات وأثناء محاولة والدتها التقاطها من يدي ضربتها بقدمي فسكتت سارة عن البكاء والصراخ ولفظت أنفاسرها الأخيرة.