غدا في باريس وبدعوة فرنسية تجتمع قرابة 70 دولة لبحث سبل حل القضية الفلسطينية، وهي ربما تكون المرة الاولي الذي تتبني فيه عاصمة اوروبية هذا التوجه بهذا الزخم منذ اكثر من 60 عاماً من عمر الصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ومشاركة أمريكا في المؤتمرشكلية وبشكل كيدي للنظام الأمريكي الجديد برئاسة ترامب، والذي يؤيد إسرائيل تأييدا اعمي، كما لا تشارك إسرائيل أو الفلسطينيون بشكل فعلي، ولكن مساعي فرنسا المعلنه تقول انها تسعي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي والوصول إلي حل الدولتين، والعمل علي منع انتشار الإرهاب في العالم، والدور الفرنسي محمود، ولكن في ظل عدم وجود ارادة دولية قوية تجبر أمريكا وإسرائيل للإنصياع لن تفيد، وستجعل من المؤتمر مكلمة علي الطريقة العربية، والاجدي ان يصنع المؤتمر رأيا عاما دوليا، وان تتحرك الدول الكبري الأربعة في مجلس الأمن بدون أمريكا، ويذهبوا إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويصدروا قرار قويا، يتلوه توجه دولي جامع الي مجلس الأمن بعد صنع رأي عام دولي يواجه الفيتو الأمريكي ويحبطه، ويضع أمريكا في مواجهة العالم، ولن يتأتي هذا بدون مشاركة الأربعة الكبار في مجلس الامن لمواجهة امريكا، وهذه المرحلة لن تتم قبل الاستمرار في اعمال المؤتمر ومساعي هيكلة الدولة الفلسطينية، وقيام دور دولي قوي في هذا البناء، وربما تستطيع جامعة الدول العربية ان تشارك فرنسا ودول العالم، ولكن المفاوضات المباشرة التي تتمناها إسرائيل لن تفيد أو تكون قوية بدون رعاية ومشاركة دولية، وإسرائيل لن تعترف بأي حق فلسطيني بدون قوة دولية ضاغطة، والعرب يملكون الكثير ولكن لا يريدون أو يستطيعون استخدامه حاليا، واذا نجح المؤتمر في الخروج من مرحلة الكلام إلي الخطوات الجادة فسوف يكسب العالم بداية جيدة نحو مرحلة سلام جديدة، وانهاء نمو الإرهاب المرعب الذي يغزو العالم، واستقرار مهم في منطقة الشرق الأوسط، وفرصة لسلام حقيقي بين العرب واليهود، فهل يستطيع المؤتمر تحقيق هذا المناخ، الله اعلم.