محمد سلطان والد ابراهيم والزوجة فى الوسط مع أمها بعد الزواج الأم »باتريشيا« ظهرت وفقدت الوعي في أول اتصال مع الابن المفقود شيء ما انتابني يؤكد ان عظمة الخالق لن تتخلي عن دموع ابراهيم الشاب المصري الذي انسابت دموعه امامي وهو يعبر عن حنينه الي امه الفرنسية التي فقدته وهو رضيع ابن عامين.. وتحققت الامنية الايام الماضية عندما جاءني صوته صارخا مخلوطا بالدموع.. لقد ظهرت امي بل لقد رأيتها ورأتني عبر الانترنت بعد ان استطاع مواطن مصري ان يلتقط الخبر وتتحقق علي يديه إرادة السماء. أعلم ان زمن المعجزات قد انتهي.. ولكن هذا ما حدث من تطورات في أحداث القصة أو المأساة الانسانية التي نشرتها أخبار اليوم الأسبوع الماضي علي لسان بطلها الشاب المصري »يال إبراهيم« والتي قالت سطورها انه ولد منذ 82 عاما في مدينة فرايبورج الالمانية بعد زواج أمه الفرنسية »باتريشيا« من والده المصري محمد سلطان.. كل ما يعرفه الابن انه افترق عن امه وعمره عامان عاش محروما من حنانها حيث اجبرت علي العودة إلي المانيا بدونه وتكتمل مأساته بوفاة والده بعدها بسنوات قليلة معدودة ويبقي في رعاية صورية لاشقاء الأب ليعيش هائما يحترق حسرة الحرمان من الاب والأم خاصة وهو يري باقي اقرانه من الأطفال ينعمون بكل الرعاية والحنان من امهاتهم وهو هائم في شوارع دمياط يتنقل من مهنة لاخري حتي يجد ما يسد رمقه. كانوا يلقبونه بابن الفرنسية في حين انه لم ير امه ولا يعرفها سواء فرنسية كانت أو أي جنسية. نشرنا سطور المأساة التي كانت حروفها تقطر منها دموع الألم والحنين من الابن الذي أصبح شابا يافعا متزوجا من دمياطية انجب منها طفلين. قال انه سيبقي حتي آخر لحظة في حياته متمسكا بأهم حلم وهو العثور علي أمه التي تأكد اخيرا انها علي قيد الحياة بعدما وصله بالمصادفة خطاب منها.ولكن كانت المفاجأة.. التي كشفت عن الحقيقة الغائبة.. كيف حدث ذلك؟ وماذا دار بين الأم وابنها؟ في أول لقاء بينهما عبر شبكة الانترنت. كانت البداية عقب نشر أخبار اليوم القصة الأسبوع الماضي تفاصيل القصة التي عرفها لأول مرة كثير من أهل دمياط المحيطين بإبراهيم أو يال كما تحب أمه أن تسميه فأصبح حديث الجميع. ووسط دوامة التعليقات فوجيء بموظف البريد الذي عرف حقيقة إبراهيم ايضا بعد النشر يسأل عنه ليسلمه برقية جاءت من باريس.. البرقية مكتوبة باللغة العربية بتوقيع شخص مصري اسمه »عبدالرحيم« من مدينة طنطا كانت السطور تقول: أمك »باتريشيا« علي قيد الحياة وهي تبحث عنك واخبره انه كتب البرقية بعدما عرفت انه حي ايضا منذ فترة ولكن دون ان تجد له عنوانا تتواصل معه فعليا.. طلب »عبدالرحيم« من إبراهيم ان يحرر بريدا الكترونيا خاصا به ليخاطب امه. اخبرني »يال« أو »إبراهيم« بما حدث ليبدأ في الاتصال بالأم عبر البريد الالكتروني تحدثا في البداية عبر الكتابة وحتي تؤكد له انه امه بالفعل ارسلت له العديد من الصور الخاصة به وهو صغير واخري وهي تجمعهما معها هو ووالده.. ثم حدث اللقاء عبر الكاميرا وكما اخبرني ان امه فقدت وعيها تماما بمجرد ان شاهدته خاصة عندما امسك طفليه ولتكتشف انهما حفيداها اللذان جعلا منها جدة.وعبر ساعات متتالية من التواصل بين الأم التي شرحت تفاصيل دامية للسنوات التي حفرت جروحا دامية داخل قلبها وعقلها.. شرحت له كيف تزوجت من والده بعد قصة حب عنيفة ومعارضة شديدة من اسرتها لكونه مصريا مسلما في تفاصيل اشبه بقصة فيلم »النمر الأسود« ونجحت رغبتهما ولكن اسرتها لم تنس قصة التحدي لها. للأب تاريخ اخبرته ان والده كان يعيش في المانيا معروفا كفنان محترف في النحت علي الخشب الخاص بصناعة الموبيليا ثم تولي الاشراف علي محطة وقود وفي الميدان الرئيسي لفرايبورج بالمانيا خلدوا اسمه علي تمثال للعذراء من الخشب قام بنحته.شرحت الأم كيف حدثت المأساة عندما حدثت الخلافات مع والده حول نشأته رغم انه مازال رضيعا وكيف حضرت للقاهرة لتغادرها بدونه.. لم تصدق انها فقدته.. لقد اختفي تماما وابتعدت بسبب ما حدث من الأب.. بذلت كل المستحيل لاعادته الي احضانها.. احضرت والدها معها الي مصر مرة اخري ولكن دون جدوي.. اقامت دعوي قضائية امام المحكمة الدولية ولكن فشلت ايضا. وكما تقول الام »باتريشيا« لم يقتل الأمل داخلها.. ظلت ترسل خطابات وبرقيات طوال السنوات الماضية باسم الابن علي عنوان الاب في دمياط ولم تتوقف عن ارسال برقيات تهنئة يوم عيد ميلاده طوال 62 عاما.. ومنذ أيام قليلة وبعد نقل والدتها لمصحة عقب فقدها الذاكرة تماما اكتشفت انها وهو اي الابن قد تعرضا لمؤامرة كبيرة من جدته التي اودعت المصحة وكانت هي وراء فقد الاتصال بابنها. لقد قامت الأم بفحص اوراق امها لتفاجأ بخطابات قادمة من مصر باسم ابنها »إبراهيم« بل وجدت صورا له وكلها كانت مخفاة بواسطة امها انتقاما منها لقصة زواجها من المصري رغم انفها. وأخيرا التقت »عبدالرحيم« المدرس المصري الذي جاء للعمل في باريس.. »عبدالرحيم« يعرفها ويعرف مأساتها.. علم بما نشر.. اخبرها لتبدأ الاتصالات. أسرة جديدة الأم اخبرت ابنها انها تزوجت بعد والده من مواطن فرنسي عادت معه الي باريس للاقامة معه وانجبت منه ولدا وبنتا الاخيرة هي بطلة اوروبا في التزحلق علي الجليد.. وعبر الحديث باللغة الانجليزية التي تجيدها زوجة »ابراهيم« تواصل مع شقيقه وشقيقته الفرنسيين.. ابديا فرحتهما بظهوره في حياتهما خاصة ان ذلك سبب سعادة غير عادية لامهما حيث اختفت ملامح الحزن التي كانت ترتسم علي وجهها لتغادرها الكآبة من شدة حزنها لفراقه وهي القصة التي يعرفونها عن الأم منذ ولادتهما. سنلتقي اخيرا الأم ابلغت ابنها.. طلبت ارسال بعض البيانات والصور الشخصية له ولطفليه .. فهي الان بصدد استخراج جوازات سفر فرنسية له ولحفيديها.. حيث ستحضر الجوازات معها حين حضورها للقاهرة قريباً مرة اخري بعد 62 عاما من الفراق ستعود المرة القادمة لتري الطفل الذي حرمت منه وهو رضيع وقد أصبح الأن رجلا وابا لاثنين هما حفيداها.