الأبن سامح يبحث عن والده - والدة سامح قبل وفاتها ان تموت والدتك بعد ولادتك فالزمن كفيل بأن يزيل مصيبتك بالنسيان.. ولكن المصيبة الحقيقية ان تفقد امك ثم تحرم من حنان والدك لمدة 03 عاما هنا عندما تعيش كل هذا العمر معتقدا ان والدك مات ولحق بالام ولكن ماذا يكون الامر عندما تكبر ويستدعونك وتكتشف ان والدك مازال علي قيد الحياة وان حرمانك منه كان بفعل فاعل، انها جريمة لا يمكن ان تغتفر بأي شكل من الاشكال.. سطور هذه الحكاية ليست مشهدا من فيلم سينمائي او مسلسل تليفزيوني مثير وانما قصة حقيقية دارت وقائعها بحواري وأزقة بمنطقة البساتين الشعبية تفاصيل الواقعة الغريبة تسردها السطور التالية... صاحب هذه القصة الحزينة او المأساة هو الشاب سامح الذي يعيشها منذ نعومه اظافره طوال 03 عاما دون ان يكون له يد فيها، المأساة كانت ثمارا طبيعة للتفكك الاسري بسبب فشل الزوجين.. ولكنها نتاج طبيعي لفشل التفاهم بينهما. الحياة الزوجية التي عادة ما تكون عواقبها وخيمة علي الاطفال.. والمحزن ايضا ان مأساة هذا الشاب ومعاناته لم تنته حتي الان علي الرغم من مرور 03 عاما علي بداية رحلة الألم التي عاشها سامح في رحلة البحث عن والده بعد ان علم بانه علي قيد الحياة وليس من الاموات كما كان يفهم حتي وصل الي سن السادسة من عمره.. ولم يجد والده بجانبه.. فسأل عليه اسرة والدته الذي يعيش معهم ولكن بسبب المشاكل بين والد سامح وامه رفضت جدته وخاله الاجابة عن سؤاله. ولكن سامح كلما اشتد عوده يعود ليسأل عن والده وفي كل مرة لم يجد اجابة.. حتي اخبرته جدته وخاله ذات مرة بعد بكائه المستمر بان والده مازال علي قيد الحياة.. وقتها شعر سامح بسعادة بالغة خاصة عندما حصل من جدته علي عنوان والده الذي يقيم فيه واسرع متوجها اليه للبحث عنه ولكنه فوجيء باهالي المنطقة يخبرونه بان والده ترك الشقة وسافر الي احدي دول الخليج للعمل هناك.. لم يقطع سامح الامل خاصة ان لديه شعور بان والده سوف يعود بعد عام او عامين ويلتقي به وظل يتوجه بالفعل كل 6 شهور الي منزل والده القديم ليسأل عنه ولكنه في كل مرة لا يجده.. لم ييأس سامح حتي وصل سنه الي عشرين عاما وظل يستشير جيرانه واصدقاءه في كيفية البحث عن والده بأسلوب او بطريقة قاطعة تدفع به الي طريق والده الغائب حتي أشاروا عليه بان يتوجه الي النائب العام ويقدم طلبا بادراج اسم والده لهم لكي يترقب وصوله فور عودته للبلاد وظل يتوجه كل عدة شهور الي المطار ليسأل عن اسم والده حتي علم منذ عدة شهور ان والده حضر الي القاهرة علي احدي الطائرات القادمة من دولة خليجية.. ليعيد مرة اخري جولة البحث عن والده في القاهرة بداية من منزله القديم ليسأل عنه ولكن دون جدوي.. لم يترك سامح شارع في منطقة والده القديمة الا وسأل عليه لم يترك مقهي دخلها يتفحص روادها لكن كان يصطدم بنفس النتيجة السابقة.. سامح بدموعه الحزينة تنساب ولكن مازال الامل يتحرك داخله وكله امل ان يعثر علي والده من خلال نشر صورته وصورة والدته علي امل ان يتعرف عليه والده حتي تجف دموع سامح ويعود الي حضن والده الذي حرم من حنانه لمدة 03 عاما.