رغم مرور44 عاما علي غيابه وانقطاع اخباره في10 يونيو1967 مازالت اسرة الملازم مجند ضابط الاحتياط عثمان جميل عبدالفضيل من قرية العمايدة الشرقية بمركز المنشاة محافظة سوهاج تؤمن بأنه مازال حيا. هكذا تحدث شقيقه الاصغر عبدالكريم وكيف ان والدته التي توفيت بعد34 عاما من اختفائه كانت تمني نفسها بعودته او الوصول الي قبره.. رغم شهادة الوفاة التي استخرجت له والمعاش الذي تتقاضاه كل شهر لكن شعورا كبيرا يقول انه سيعود يوما لكنها لن تراه لانهارحلت قبل ان تعرف.. ويضيف عبدالكريم ان والده ذهب يسأل عنه في وحدته فاخبره القائد ان الضابط عثمان مفقود ولانعرف مكانه حتي الآن وفي طريق عودته مرعلي مدرسة تحولت الي مستشفي ميداني بالسويس يعالج فيه مصابو الحرب لم يعثر عليه ولكن جنديا هناك اعطاه مفكرته وساعته وقال ان الضابط عثمان اصيب في ساقيه لكن لانعرف اين هو آخر شيء شاهدته قبل اصابتي انه فتح لنا باب السيارة.. واوضح عبدالكريم ان والده ذهب الي رئاسة الجمهورية ليسأل عنه كما اخبره قائد الوحدة بأن هناك كاتم اسرار قد يرشده اوغيره بمعلومات عن ابنه. وفي رئاسة الجمهورية طلبوا منه ان يسجل بيانات شقيقي وبعد لحظات نادي ضابط عليه وقال له إن ابنك موجود في وحدته حيا فانفعل ابي وقال انا عائد منذ قليل من وحدته وهو ليس هناك فارتفع الصوت بينهم فخرج الرئيس, قاطعته اي رئيس. قال الرئيس جمال عبدالناصر الذي قال فيه ايه؟. فصمت ابي من هول المفاجأة فهو امام الرئيس جمال عبدالناصر وكان ابي الذي توفي عام1984 يحب عبدالناصر حبا كبيرا. واخبرني انه لم يعد يعرف هل هو سعيد برؤية الرئيس ام حزين علي فقدان عثمان لكنه شاهد الرئيس كأنه تجاوز المائة عام بدا عبدالناصر حزينا منكسرا واشتعل الشيب في رأسه قال ابي والدموع في عينيه ابني ياسيادة الريس. قال ماله رد ابي مختفي والعميد يقول انه في وحدته واناعائد للتو من هناك. انخرط ابي في البكاء فما كان من الرئيس الا ان قال تعالي ياحاج واخذ بيد ابي ودخل المكتب. وفي مكتبه اجلس ابي امامه وامسك الرئيس جمال عبدالناصر بالتليفون وقال ياحاج اسمه ايه ورتبته واين كانت وحدته. ثم طلب القيادة العامة للقوات المسلحة واعطاهم البيانات وطلب منهم البحث عنه واخباره شخصيا بآخر موقف عنه بل قام الرئيس بالاتصال بعدةاماكن بالقوات المسلحة من اجل البحث عن شقيقي.. وظل عبدالناصر يهديء من ابي ويقول ان شاء الله يكون بخير ويرجع بالسلامة وسأله عبدالناصر عن الناس والصعيد وكيف استطعت ان تعلمه ويحصل علي بكالوريوس التجارة وعن احوال امي وكيف هي الآن. وفي نهاية المقابلة اعطي الرئيس جمال عبدالناصر تليفوناته الخاصة لابي واخذ رقم تليفون منزلنا هنا في قرية العمايدة اذا وصل خبر او عرفنا نحن شيئا يخبره ابي او يبلغ الرئيس والدي كان ابي لايطيق الجلوس بالمنزل حرقةوحزنا علي اخي يريد ان يعرف اين قبره فتارة كان يخرج بالليل دون ان يخبرنا الي اين هو ذاهب وعندما يعود يقول ذهبت الي السويس او الاسماعيلية. اما امي فقد انقطعت عن الدنيا وتحول كل شيء الي اسود كل ملابسها سوداء كل من يعودها تقول ان عثمان حي.. سنوات طويلة من الالم والحزن عاشتها امي وابي الذي كان ذات مرة في السويس وفي منطقة صالح هنا قبر ابني عثمان وبحث في المنطقة تعرف ان بها مقابر لشهداء القوات المسلحة. في مفكرة الشهيد عثمان جميل عبدالفضيل والتي بقيت له والتي تسلمها والده في السويس بد أ في14 مايو1967 كتابة يومياته او يوميات الحرب في ذلك اليوم كتب: قد صدرت الاوامر بالاستعداد للتحرك وفي15 مايو بدأت الكتيبة في التحرك وفي باقي الايام تحدث عن استمرار التحرك والعبور إلي المضايق او الممرات عبر كوبري ناحية الدفرسوار إلا انه طلب من الكتيبة التمركز واخذ الاوضاع وعمل التجهيزات الهندسية اللازمة كان يوم25 مايو1967 اخر ماكتب الملازم مجند او ضابط الاحتياط عثمان جميل في يومياته.. لتنقطع اخباره عن اسرته حتي اللحظة حتي وان ارسلت الجهات المعنية خطاباتها بفقد الشهيد او استخراج شهادة وفاه ومنحه شهادة تكريم وتخليد اسمه في الابطال والشهداء ومنح اسرته معاشا شهريا ظلت الام التي توفيت2001 تري ان ابنها الاكبر مازال حيا حتي وهي تتسلم معاشه وحتي وهي تردد باكية اهذا الذي بقي من عثمان.. ليتني ماعشت وماتسلمت يداي معاش عثمان.