ماذا يحدث في نقابة الصحفيين؟... سؤال كنت أتمني ألا أطرحه، فقد كان من المفروض أن أبادر بتهنئة الزميل ضياء رشوان علي فوزه بمنصب نقيب الصحفيين، وأن أدعو له بالتوفيق في مهمته بتحسين أحوال الصحفيين، والحفاظ علي كرامتهم، سواء خلال مدة خدمتهم أو بعد خروجهم إلي المعاش، وتوفير الخدمات الأساسية التي توفرها أي نقابة لأعضائها.. ولكن بمجرد اعلان فوز النقيب حتي شعرت وكأننا كنا في معركة حربية تستهدف تحرير مصر، فقد جاء النقيب بأحد بلطجية الملاعب ليشدو له بالأغاني الوطنية التي تتغني بحب مصر، والنقيب وأتباعه يردون وراءه »كورس«، في مشهد كوميدي ساخر، وكأن منافسه وهو زميل صحفي قدير وزميل له في مؤسسته الصحفية، وأيضا نقابي قدير وقديم، كان يهدف لاحتلال مصر وتسليم النقابة »تسليم مفتاح«، إلي الأعداء »الوحشين«.. ومن اليوم التالي مباشرة اتضحت الصورة، فقد أصبح هدف ضياء رشوان الوحيد هو الوقفات السياسية الاحتجاجية والصراخ بأعلي صوت، لكي يوهمنا بأنه يدافع عن الصحفيين »بجد«.. وأخشي أن يأتي يوم قريب بعد أن ينجح رشوان في تفريغ النقابة من أعضائها وقصرها علي فرقة الهتيفة ومدعي الوطنية وحب مصر وأصحاب الأجندات الخارجية والفضائية، أن يفتح باب العضوية لقبول البلطجية وصبية إلقاء الحجارة والمولوتوف، فهؤلاء يمثلون له ضرورة مرحلية، وإحدي أدواته لتحقيق أهدافه! وإذا كان من حق ضياء رشوان أن يكون له موقفه السياسي وأن يكره »الإخوان المسلمين«، والتيار الإسلامي كله، وأن »يكون ضيفا دائما علي موائد الفضائيات إياها«، فإن ذلك قبل أن يكون نقيبا للصحفيين، فهو الآن مسئول عن الجماعة الصحفية كلها، ويجب أن يكون نقيبا لكل الصحفيين وليس لفصيل بعينه منهم.. وللأسف فإن ما نشاهده الآن من بوادر لا يبشر بأي خير! ضياء رشوان الذي يطالب باعتذار رسمي من جماعة »الإخوان المسلمين«، عن الإساءة للصحفيين الذين ذهبوا إلي مقر »الإخوان«، بالمقطم يحاصرونه ويضربونه ويشتمون ويسبون.. لم يتحرك منذ تولي منصبه أو يقدم اعتذارا إلي النقيب السابق ممدوح الولي زميله ورئيسه في العمل، وواحد من أبرز النقابيين في تاريخ نقابتنا، والذي قدم للصحفيين كلهم وليس فصيلا منهم فقط علي مدي السنوات التي قضاها في النقابة عضوا ورئيسا، الكثير من الخدمات والامتيازات بدون ضجة، والذي تعرض للاهانة والضرب والسباب داخل مبني النقابة وهو يؤدي عمله خلال عقد الجمعية العمومية التي لم تكتمل، وهذه الجريمة موثقة بالصوت والصورة ومرتكبوها معروفون.. وتخيلوا لو أن واحدا من »إياهم«، تعرض لمثل ما تعرض له الولي أو أقل كثيرا، ماذا كان سيفعل رشوان وجماعته »إياها«؟! ضياء رشوان الذي يعمل مذيعا مساعدا وسنيداً في أحد برامج »التوك شو«، بإحدي الفضائيات، لا يستطيع أحد أن يلومه أو يحقد عليه.. ولكن ألم يكن من اللائق وقد أصبح نقيبا للصحفيين، أن يتخلي عن هذا الدور احتراما لمنصبه ولجموع الصحفيين الذين يتحدث باسمهم؟.. أم أن ما أقوله أمر غريب؟! وإذا كنت أتفق مع ضياء رشوان علي أن واحدا من أهم أدوار نقابتنا هو حماية الحريات وكرامة كل المصريين، فإن ذلك لا يجب أن يكون مقصورا علي فصيل بعينه، بينما تساند اهانة ووضع القيود علي فصيل آخر.. وضياء وجماعته يقيمون الدنيا علي ضرب فتاة وصفوها بالناشطة ومهنة ناشط أصبحت موضة مثل لقب شهيد علي وجهها من أحد حراس جماعة الإخوان، ولم يلتفتوا لاعتراف الفتاة بأنها ضربت الرجل بحذائها أولا.. ثم إذا كان ضرب فتاة علي وجهها ينال من كرامة المصريات وهذا حق فلماذا لم يتحرك رشوان وجماعته أمام حالات التحرش والاغتصاب الجماعية بميدان التحرير لفتيات مصر؟.. أم أن ذلك في نظرهم تكريم للمصريات، لأنه تم باسم الثورة؟! ضياء رشوان.. نريدك نقيبا لكل الصحفيين.. وألا يكون هدفك الأول »أنقذة«.. النقابة، وجعلها فرعا لجبهة الانقاذ.. عفوا »جبهة الخراب«.