قام الضباط الأحرار بثورة يوليو عام 1952 وقضوا علي النظام الملكي وأعادوا مصر للمصريين، وحدد أعضاء مجلس قيادة الثورة وقتها 6 أهداف رئيسية، ولن تنجح الثورة إلا إذا تحققت هذه الأهداف وهي القضاء علي الاستعمار، والقضاء علي الاقطاع، والقضاء علي سيطرة راس المال، وإقامة جيش وطني قوي، وإقامة حياة ديموقراطيه سليمه، وتحقيق العدالة الإجتماعيه والغريب أنه قد مضي ما يزيد علي 60 عاماً ولم يتحقق سوي 40٪ من هذه الأهداف، فلدينا جيش قوي حقق أعظم انتصار حربي للعرب والمسلمين في القرن العشرين، كما نجحت الثورة في القضاء علي الاستعمار وبنسبة كبيرة علي الاقطاع، ولكن في نفس الوقت فشلت ثورة يوليو وبامتياز في تحقيق الأهداف الثلاثة الأخري وهي إقامة الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء علي سيطرة رأس المال والنتيجة الحتمية لهذا الفشل كانت قيام ثورة يناير 2011 لاستكمال تحقيق أهداف ثورة يوليو، وبملاحظة بسيطة سنكتشف أن شعار ثورة يناير كان "عيش حرية عدالة اجتماعية"، فالعيش يعني توفير القوت للجميع وتخفيف سيطرة رأس المال، والحرية تعني إقامة حياة ديمقراطية دون خوف أوقهر، والعدالة الاجتماعية تعني أن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات ولافرق بين مصري وآخر إلا بقدر عطائه وجهده لهذا الوطن ما سبق يؤكد أنه ليس بالضرورة أن يقاس نجاح الثورات بمدي تحقيقها لكل أهدافها، ولكن يقاس بمدي إصرار الشعب واتفاقه علي ضرورة تحقيق ما قامت الثورة من أجله حتي ولو طال الزمن، ولكن الغريب أن الشعب المصري ومع حلول الذكري الثانية لثورة يناير العظيمة التي غيرت تاريخ الثورات في العالم يشهد حالة من حالات المتاجرة بالثورة وبأهدافها لامثيل لها.. فالقوي السياسية الليبرالية وعلي رأسها جبهة الانقاذ تسعي لحشد المواطنين في الشوارع والميادين تحت شعار ظاهري وهو استكمال أهداف الثورة، بينما الحقيقة أنهم يريدون زحزحة الأرض من تحت أركان النظام القائم وفي المقابل فإن التيار الإسلامي يحتفل بالذكري الثانية للثورة بمليونيات خدمية يحاول من خلالها توصيل رسالة للناس بأنه لا هدف لهم سوي خدمة المواطنين، زاعماً أن أهداف ثورة يناير تحققت وهذا غير صحيح بالمرة، وبين القوتين يقع الشعب المصري ضحية لشعارات وأهداف لن تتحقق إلا إذا اتحدت جميع القوي السياسية مع الشعب، ووقتها فقط سيتحقق ما نادي به الملايين "عيش وحرية وعدالة اجتماعية " كفانا متاجرة بمستقبل أمة ولنستوعب الدرس!!