قال تعالي: »إنا عرضنا الامانة علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا« »الاحزاب 27«. الامانة حمل ثقيل حتي الجبال رفضت تحمل مسئوليتها لإدراكها ان الحساب سيكون عسيراً يوم لا ينفع مال ولا بنون، فطوبي لمن حملها بصدق والعاقبة لمن ضيعها لانه حينما يضيعها يضيع معها مقدرات ومصائر وأرواحا وشعوبا. الوصول للسلطة والكراسي والتحكم في مقدرات خلق الله ليس منحة بل هي محنة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، هذا إن كان هناك ضمائر تعي مسئولية هذه الولاية ورحم الله سيدنا عمر حين بكي من خشية الله عندما تحمل مسئولية المسلمين وقال قولته الشهيرة: لو تعثرت ناقة في العراق لسئل عنها عمر أمام الملك الديان لماذا لم أمهد لها الطريق؟! ولكننا ومع دوران الأيام وتباعدها تناسينا تعاليم ومبادئ ديننا الحنيف الذي يأمرنا بمراعاة الله في أعمالنا . هل هانت الأوراح والدماء إلي هذه الدرجة أمام سطوة المال ولعبة السلطة؟.. كيف اصبحنا بهذا التبلد وكأن ما يجري حولنا وبأيدينا لا يهمنا من قريب أو بعيد؟.. كيف بهذا البلد الضارب في الحضارة لآلاف السنين يغرق في العشوائية والسلبية والفساد وكأن أمر رفعته وعلو شأنه لا يخصنا ولكنه مهمة ناس آخرين يدافعون عن كرامته وعزته وتاريخه؟! ولعودة الهيبة لهذه الدولة لابد من تطبيق شرع الله والقصاص من كل مهمل وآثم وفاسد ومنحرف.. فحوادث القطارات باتت مخيفة وكارثية بالرغم من أننا نمتلك ثاني أكبر خطوط سكك حديدية علي مستوي العالم!! وكيف وهذه الخطوط بهذا السوء نتيجة اهمال عشرات السنين نفكر بدلا من اصلاحها تأمينا لأرواح الناس في شراء وحدات قطارات طائرة من كوريا؟.. وليقل لي العاقلون أين ستطير هذه القطارات والخطوط مهترئة والمزلقانات بدون اشارات وحتي الفلنكات أصبحت لا تتحمل القطارات المتهالكة التي تسير عليها بسرعة 02 كيلو مترا في الساعة! الإهمال في كل مكان والدماء ايضا في كل مكان.. في البحر لنشات تغرق وعلي الطرق التي خرجت بطونها وفي المحليات التي تسمح بإقامة عمارات بدون ترخيص للانهيار.. والهم الأكبر هو الوصول لكراسي والجلوس عليها والادلاء بالتصريحات وبعدها الحصول علي الغنائم والحوافز والبدلات وكأن المسئولية تنحصر في ذلك فقط.. ايقضوا ضمائركم وخافوا يوم الحساب فكل راع مسئول أمام الله عن رعيته وأمانته وكيف ضيعها؟!