رغم أن الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس يقترب من عامه السادس.. إلا أن هناك الكثير من الأصوات الفلسطينية التي تتمني أن يكون عام 2013 هو عام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الخلافات والانقسامات السياسية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة ليكونوا يداً واحدة لمواجهة الاعتداءات الوحشية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني خاصة بعد حصول فلسطين علي وضعية مراقب غير عضو بالأممالمتحدة في نوفمبر الماضي. ويلقي الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية ومدير وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط الضوء علي الأسباب التي تعوق المصالحة الفلسطينية حي الآن ودور مصر في إنهاء هذه الخلافات.. فيري أن هناك أسبابا كثيرة تقف في وجه هذه المصالحة منها اختلاف توجهات كل من فتح وحماس سواء في الرؤية أو برنامج المصالحة الذي يضعه كل طرف.. ولذلك طالب كلا من الطرفين الطرفين بضرورة الوصول إلي حد أدني من الإتفاق لكي يتم تطبيق المصالحة علي أرض الواقع. ويؤكد في تصريحات ل »أخبار اليوم« أن بعض هذه المشكلات تكمن في الاختلاف علي رئيس الحكومة التي يتم تشكيلها بعد عمل هذه المصالحة علي الرغم من ان حماس أعلنت موافقتها علي اختيار شخصية توافقية مثل الرئيس محمود عباس أبو مازن او سلام فياض.. بالإضافة إلي أنه عند إجراء الانتخابات الرئاسية فإن كل طرف يريد أن يجعلها حرب تكسير عظام . ويضيف أن إسرائيل لها مصلحة كبيرة في تكريس سياسة الوضع الراهن وحالة الانقسام الواقع بين حماس وفتح، وأن إسرائيل هددت السلطة الفلسطينية في حال استمرار علاقتها مع حماس، لأن المصلحة الفلسطينية ستكلف الحكومة الإسرائيلية الكثير لأن حركة المقاومة الفلسطينية ستكون أقوي مما هي عليه الحالة لن يكون أبو مازن مقبولاً لدي الحكومة الإسرائيلية.. خاصة أن الحكومة الإسرائيلية تستعد لإجراء انتخابات في الفترة القادمة وبناء علي نتيجة هذه الانتخابات سيتم تحديد الموقف الإسرائيلي من قضية المصالحة الفلسطينية. ويؤكد أستاذ العلوم السياسية أن مصر تعتبر هي الراعي الوحيد في المنطقة العربية لقضية المصالحة الفلسطينية، ومن المتوقع أن تدعو إلي عقد حوار بين حماس وفتح في الفترة القادمة سواء في القاهرة أو داخل قطاع غزة، مؤكداً علي أن زيارة محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري إلي فلسطين في الوقت الحالي دليل علي دور مصر القوي في دفع إقامة الحوار الفلسطيني الفلسطيني.. ولكن مصر لديها شئون داخلية لها أولوية ولذلك يجب أن تتم بداية هذا الحوار من داخل كل من الطرفين الفلسطينيين وأن يبدأوا بأنفسهم ثم بعد ذلك يأتي الدور المصري في هذه القضية. وأوضح أنه من الضروري أن ينتبه الفلسطينيون إلي أنه لن يحل لهم مشاكلهم أحد غيرهم، وعليهم أن يبدأوا في أخذ خطوات جادة تجاه المصالحة الفلسطينية.. لأنه من المتوقع أن يتراجع اهتمام الدول العربية بالقضية الفلسطينية لأن معظم الدول العربية ستكون مهتمة بالدرجة الأولي بمداواة جراحها بعد التغيرات التي حدثت في معظم الدول العربية التي قامت بها الآن.. الثورات وعلي رأسها مصر وليبيا وسوريا واليمن وتونس وبالتالي سيكون اهتمامهم الأساسي بإعادة بناء اوطانهم. ويري أن وقوف الفصائل الفلسطينية في الفترة الحالية صفا واحدا وشعبا واحدا يساعد ذلك علي تصعيد القضية الفلسطينية علي المستوي الدولي مرة أخري واستئناف الحوارات الدولية، وكذلك إعادة توجيه الطلب للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين كعضو في الأممالمتحدة بشكل كامل وليس دولة مراقب فقط.. بالإضافة إلي ضرورة حل الخلافات الداخلية التي توجد داخل الفصيلين الفلسطنيين سواء فتح أو حماس وتطهير الإدارة الداخلية لكل منهما.. ومراعاة تأثير ذلك علي قضية المصالحة الفلسطينية خاصة في ظل التغيرات التي قد تحدث بعد الانتخابات التي سيتم إجراؤها داخل حركة حماس في الفترة المقبلة. ويناشد د. طارق فهمي الرئيس أبو مازن بضرورة القيام بزيارة إلي قطاع غزة والالتقاء مع قيادات حركة حماس باعتبارهم جزءاً من الشعب الفلسطيني وليس مجرد نظام أو إقليم منفصل وألا تكون الزيارة بدعوة رسمية لان غزة جزء من فلسطين ويمكنه زيارتها في اي وقت.