لا أعرف ما يجب ان يكتب في مثل هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها. فأنا لست إخوانية، ولا أتبع أي فصيل سياسي. كل ما أعرفه أنني احب وطني واعشق ترابه. أنا مثل الملايين رافضة للعنف ومتألمة لإراقة الدماء. أتمني أن أنام وأصحو فأجد الكابوس قد انزاح: عاد الناس لأعمالهم، ودارت عجلة الانتاج من جديد. كدنا ننسي مصر التي نعرفها. فأنت تقسم يومك بين متابعة حصار المنشآت العامة وحرائق مشتعلة بفعل فاعل هنا وهناك. كله كوم.. وحصار رجال الدين في المساجد كوم آخر. حتي هؤلاء فقدوا هيبتهم بعد أن حولوا المساجد إلي ساحات للصدام بين المصلين. لقد قلناها الف مرة: لا تخوضوا في السياسة بالمساجد واحفظوا لها قدسيتها واقصروا ما يجري فيها علي شئون الدين. لكن للاسف كسرت مكانة رجال الدين الاجلاء، بعد أن كانت تحيط بهم هالة من الوقار. لا أتصور ان خراب مصر يمكن ان يفيد واحدا من أبنائها فمصر أكبر وأعظم من ان يحكمها ويتحكم فيها فصيل واحد. مصلحتنا جميعا ان ننبذ العنف ونقاوم الفوضي ننبذ خلافاتنا وإختلافاتنا. نجلس معا لنصل إلي حل يرضي جميع الاطراف قبل أن تتقوض أركان الدولة المصرية! كلما حدث شغب أو فوضي، أتساءل اين الشرطة؟ لماذا لا تواجه مثيري الشغب بقوة؟ وجهت سؤالي إلي شرطي شاب فقال لي: نحن موجودون في كل مكان بغير سلاح. فكيف نصمد امام المولوتوف والرصاص الحي والشماريخ واذا تعاملنا مع الشغب، يتم إحالتنا فورا إلي المحاكمة؟ قلت: الاجابة ليست عندي .. لكن عند وزير الداخلية!