مصر وطن يعيش فينا وليست وطنا نعيش فيه، ولو كانت أمريكا ستدخل مصر لحماية الاقباط.. فليمت الاقباط ولتحيا مصر.. هذه كلمات البابا شنودة الثالث رحمه الله، الرجل العظيم والمفكر والشاعر والعاشق لتراب مصر، والذي سبقتنا امريكا لتكريمه باطلاق اسمه علي واحد من شوارعها الرئيسية واليوم وبعد ان جلس البابا تواضروس الثاني علي كرسي الكنيسة الارثوذكسية خلفا للبابا شنودة الثالث، اعتقد انه قد آن الأوان لان تكرم مصر واحدا من خيرة ابنائها.. في وقت نجد فيه من يطالبون الناس بعدم الوقوف احتراما للنشيد الوطني المصري، واخرين يحتلون موقعا مخصصا لانشاء مطرانية بشبرا الخيمة بدعوي اقامة مسجد في نفس الموقع، لاشعال روح الفتنة الطائفية بين مسلمي مصر واقباطها دون مبرر. لقد استطاع البابا شنودة خلال ثلاثين عاما هي عمر جلوسه علي كرسي البابوية ان يقدم لمصر ما لم تقدمه وزارة الخارجية بكل هيئاتها وسفاراتها خاصة عقب كل حادث من حوادث الارهاب والفتنة الطائفية التي طالت الكنائس والمسيحيين، لقد وقف امام العالم اجمع يدافع عن مصر التي يحبها، ويرفض اي تدخل دولي لحماية الاقباط ويدعو للسلام والمحبة والأمن والأمان، ولم يخرج الرجل برغم حالات الغضب والاحتقان التي سادت اقباط مصر عقب الاعتداءات المتكررة عليهم، مطالبا بدولة مستقلة للمسيحيين، ولا داعيا للانتقام، بل ظل دائما مساندا لقيم التسامح والود، لان الاقباط هم جزء اصيل من نسيج مصر لن يخرج ولن ينفصل عن جسد الوطن.. فتحية اجلال وتقدير لروح البابا شنودة الثالث، وتهنئة من القلب للاخوة المسيحيين باعتلاء البابا تواضروس الثاني عرش مار مرقس الرسول، وفي انتظار تكريم الدولة لاسم يستحق التكريم.. البابا شنودة الثالث.