انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه الأربعاء في البنوك    ارتفاع أسعار النفط بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية    حقيقة ارتفاع سعر الثوم بالأسواق.. هل الكيلو هيوصل 100 جنيه؟    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 24 أبريل    إصابة رئيس الشيشان قديروف ب"مرض مميت"، والكرملين يجهز بطل روسيا لخلافته    صحف الإمارات اليوم.. لا مؤشرات على توقف الحرب في غزة.. وفد اقتصادي كوري شمالي يزور إيران.. وأمريكا تنذر تيك توك    الشيوخ الأمريكي يوافق على 95 مليار دولار مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا    ما حقيقة المقابر الجماعية في مجمع ناصر الطبي؟    10 معلومات عن ميناء غزة المؤقت.. تنتهي أمريكا من بنائه خلال أيام    طولان: الزمالك سيتخطى دريمز الغاني.. ولست ضد حسام حسن لكن اختياره خاطئ    الذكرى ال117 لتأسيس النادي الأهلي.. يا نسر عالي في الملاعب    ميدو يعلق على تأهل العين الإماراتي لنهائي دوري أبطال آسيا    الأرصاد تحذر من ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة اليوم، والقاهرة تسجل 41 درجة في الظل    الكونجرس يقر نهائيا قانونا يستهدف تغيير ملكية تطبيق التواصل الاجتماعي تيك توك    الكرم العربي أعاق وصولها للعالمية، "بيتزا المنسف" تثير الجدل في الأردن (فيديو)    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    عتريس السينما المصرية.. محمود مرسي تزوج مرة واحدة وتوفى أثناء التصوير    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة    نمو الطلب على إنتاج أيه إس إم إنترناشونال الهولندية لمعدات تصنيع الرقائق    «زراعة الإسكندرية»: ذروة حصاد القمح الأسبوع المقبل.. وإنتاجية الفدان تصل ل18 أردبًا هذا العام    قبل 8 مايو.. ما شروط الأعذار المرضية قبل بدء امتحانات نهاية العام 2024؟    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    الكونجرس يقر مشروع قانون يحظر «تيك توك» بالولايات المتحدة    نتائج مباريات الأدوار من بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    مشاهدة صلاح اليوم.. موعد مباراة ليفربول وإيفرتون في الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة    بعد وصفه بالزعيم الصغير .. من هم أحفاد عادل إمام؟ (تفاصيل)    موازنة النواب: تخصيص اعتمادات لتعيين 80 ألف معلم و30 ألفا بالقطاع الطبي    أيمن يونس: «زيزو» هو الزمالك.. وأنا من أقنعت شيكابالا بالتجديد    خطر تحت أقدامنا    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأربعاء 24/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    3 أشهر .. غلق طريق المحاجر لتنفيذ محور طلعت حرب بالقاهرة الجديدة    أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تحول الصور والمقاطع الصوتية إلى وجه ناطق    من أمام مكتب (UN) بالمعادي.. اعتقال 16 ناشطا طالبوا بحماية نساء فلسطين والسودان    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    مسئول أمريكي: خطر المجاعة «شديد جدًا» في غزة خصوصًا بشمال القطاع    إعلام عبري: مخاوف من إصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال لمسؤولين بينهم نتنياهو    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    هل يجوز طلب الرقية الشرعية من الصالحين؟.. الإفتاء تحسم الجدل    رغم فوائدها.. تناول الخضروات يكون مضرا في هذه الحالات    عاجل - درجات الحرارة ستصل ل 40..متنزلش من البيت    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    «رب ضارة نافعة»..أحمد عبد العزيز يلتقي بشاب انفعل عليه في عزاء شيرين سيف النصر    تنخفض 360 جنيهًا بالصاغة.. أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024    قد تشكل تهديدًا للبشرية.. اكتشاف بكتيريا جديدة على متن محطة الفضاء الدولية    طريقة عمل الجبنة القديمة في المنزل.. اعرفي سر الطعم    كم مرة يمكن إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية؟.. تساعد على نمو البكتيريا    موعد مباريات اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024| إنفوجراف    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اقباط ومسلمون في الكاتدرائيه لآلقاء النظره الآخيره
البابا .. كلمة السر في القضايا الوطنيه
نشر في أخبار الحوادث يوم 21 - 03 - 2012

وسط اجواء من القلق و الترقب ودعت مصر بمسلميها و اقباطها البابا شنودة الثالث تاركا خلفه تاريخا سطر كلماته بنفسه لازال وسيظل الجميع يتذكرونه علي مر العصور .. فكما كان الاب الروحي للمسيحيين كان ايضا اخا و رفيقا و ابا لكثير من المسلمين .. الغالبية تسارع اليه في اوقات الشدائد ، البكاء و الدموع هي المشهد المسيطر هنا و لا تنقطع الاحزان الا لتذكر مواقفه الوطنية المشهودة بعبارات الشكر و الثناء تقديرا لمجهوداته السياسية والدولية والاجتماعية وغيرها .
يقول سامح عزيز (محاسب) عندما علمت بخبر وفاة البابا شنودة الثالث تخيلت وكأنني في كابوس اود الافاقة منه سريعا ..
ولن ابالغ لو قلت انني فقدت روحي من بعد رحيله ..
كان دائما يسمع للصغير قبل الكبير ملبيا جميع الطلبات ، حتي انه في بعض الاحيان كان يتبرع من ماله الخاص من اجل مساعدة المحتاجين وتوفير جميع الخدمات للأخوة الاقباط ، ويستكمل سامح حديثه قائلا كنت حريصا علي ان احضر جميع الاجتماعات التي يقوم بها ، كنت اجد فيه الرجل الحكيم والاب الحنون والرفيق الوفي .. فكان اذا وعد اوفي .. لغته التسامح ..
وعلي قدر المهاجمات التي تعرض له الا انه كان قادرا علي كسب احترام الغير ، قائلا هؤلاء ابنائي ولا استطيع ان اغضب منهم وينهي كلامه قائلا كل ما اتمناه الان هو الصلاة عليه مع القديسين وندعو له بان تكون منزلته اعلي المنازل ليكون شفيعا لنا في الاخرة .
ويلتقط خيط الحديث نزيه جورج (عامل ) والدموع تنهمر من عينيه لقد فقد اليوم المسيحيين ابا عظيما لن تستطيع الايام ان تعوضه فكم كان نصيرا للفقراء ، مجاهدا من اجل الدفاع عن حقوقهم ، لاسيما الفترة الاخيرة وما تعرضت له البلاد من فتن طائفية كادت ان تطيح بأمن مصر الا انه تدخل لحل الازمة بمساعدة شيخ الازهر والفقهاء المسلمين ، فاذا اردنا ان نتحدث عن انجازاته ومجهوداته فلا يكفينا أياماً وليالي في الثناء عليه ، وهذا الجمع الرهيب اكبر دليل علي مدي محبته لدي الاخوة الاقباط فجميع الحاضرين هنا يريدون اقتحام الكاتدرائية من اجل توديعه للحظة الاخيرة ولكن امن الكنيسة حالو بيننا وبين وجه الملائكي ..
فجميعنا في اشد الاحتياج اليه ولو كان يسمعنا لطلبنا منه الا يتركنا حتي ولو ظل جثة هامدة إلا اننا لا نريد ان نفارق وجه البشوش وعلي الجانب الآخر توافد العديد من السيدات والفتيات الذين شهدوا بسامحته ومدي قدرته علي احتواء الازمات خاصة الاوقات الماضية .. فتقول رزينا (طالبة) لم يكن هذا اليوم في خاطري فكم تمنيت ان يأتي اليوم الذي اقبل فيه يده وهو بكامل صحته الا ان حلمي لم يتحقق وتفوت الايام لاجد نفسي اقبل يده ولكن الوقت قد تأخر كثيرا .. فانا الان في اشد الاحتياج اليه ، اريد ان اتحدث له عن همومي وما يدور في خيالي ، لقد كنت اضعه في منزلة اقرب الي من ابي وامي ، فدائما ما كنت اتابع حلقاته علي قنوات التليفزيون وعندما علمنا بخبر تدهور صحته لم اتمالك نفسي من البكاء نظرا لما يتحمله من آلام الي ان وصل بيا الحال ان اكون انا حاملة للمرض بدل منه ،
ولكنها ارادة الله فوق كل شئ ، واذكر انه اثناء فترة مرضه بالسرطان قام بالنزول من علي فراش المرض ليهنئ الامة المسيحية باعياد الميلاد فكم كان شخصا عظيماً لم أرينا (طالبة) منذ مساء يوم السبت وانا ماكثة هنا في محاولة ان ادخل للبابا شنودة الثالث حتي يتسني لي ان اري وجهه الملائكي للمرة والاخيرة وان آخذ البركة منه كما عودنا علي ضرورة الحصول علي المباركة من اسلافنا لانهم مشفعون لنا في الآخرة ، بالاضافة الي ما قام به مع احد اقاربي حينما توجهت له بطلب مساعدتها في نفقات العلاج الخاصة بابنتها وسعيه في الاجراءات حتي تسني لها الشفاء التام لابنتها فكيف اصف لك شعور هذه السيدة بعد سماعها خبر وفاة البابا شنودة الثالث ، فهي الآن في حالة اعياء شديدة من هول الصدمة التي تلقتها .واذكر اننا لن نفارق الكاتدرائية حتي يوم الثلاثاء الي ان نودعه الي مثواه الأخير داعين له بألا ينسانا وان يدعو لنا في السماء بكل خير .
وتقول مارينا شادي اننا من هذا المكان الطاهر نرجو من امن الكاتدرائية ان يسمحو لنا بالدخول الي مقر جلوس البابا شنودة الثالث ، فاننا لا نريد سوي ان نري وجهه فقط ، لا نريد ان نودعه بهذه الطريقة دون ان نراه ، فهي بالفعل فاجعة احزنت الجميع ، فهناك من ترك عمله وحياته وآخر حضر من اقصي محافظات مصر من اجل توديع البابا ، فقد كان رحيما بنا ..
لم نر منه اي سوء او مكروه ، فكان مثالا للتسامح والروح الملائكية ، فبفضله قام بحل العديد من الازمات دون اللجوء الي الوسائل العرفية ، فكان عندما يجلس في مكان سواء في داخل مصر او خارجها كان يهيب بارواح المصريين المتسامحة وقدرتهم علي تخطي الازمات بصبر وعقلانية ، بالفعل كان ابا عظيما لن تستطيع الامة المصرية ان تأتي بمثله ، وانا الآن اطلب من جميع الحاضرين ان يبتسمو من قلوبهم نتيجة للبشري الطيبة التي تقع عليه الآن والمنزلة السامية مع المسيح والقديسين ونتمني من الله ان يجعلنا بجانبه في الحياة الآخرة .
وتنهي الحديث سناء يوسف قائلة لقد قابلت البابا شنودة الثالث مرة واحدة في محافظة الاسكندرية وطلبت منه ان يكتفي بالسلام علي الحاضرين من خلال الميكرفون نظرا لدخول صحته في المراحل الاولي من المرض وكان رده عليّ كيف انصرف عن احبائي علي هذا النحو ، فهم بسلامهم عليّ يخففون ثقلي ومرضي ز واعتذرت علي الفور لانها كانت في بداية تقف في الصف من تمام الساعة الخامسة فجرا امام بوابة الكاتدرائية التي تستقبل القادمين لتوديع البابا شنودة الثالث لمثواه الاخير .
واخيرا ليس هناك كلمات تصف مدي الحزن العميق الكامن في نفوس الاخوة الاقباط الا ان نقول لهم الهمكم الله الصبر والسلوان .يخطئ من يعتقد ان دور الكنيسة يقتصر فقط علي الجانب الروحي وانها كانت بعيدة كل البعد عن السياسة ..
لا بد من التفريق بين الكنيسة كمؤسسة والكنيسة كمواطنين .. لقد شهدت مصر ثورة يفتخر بها كل مصري وتحتاج الي دفعات متتابعة وجهود متضافرة من كل فرد ومؤسسة في مصر لتؤتي ثمارها المرجوة من تحقيق العدالة والحرية والدولة المدنية ..وقد ظهر دور الكنيسة في حل الكثير من الازمات ولعبت دورا محوريا في افريقيا منذ عهد اسرة محمد علي مرورا بفترات حكم الرؤساء جمال عبدالناصر و السادات و مبارك و حتي الآن وقد ظهر دور الكنيسة القبطية في حل الازمات السياسية وكان من بين هذه الازمات ازمة المياه، دعم الحوار وتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية..وهو ما اشار اليه دكتور جوزيف رامزس -مدير عام الإعلام الأفريقي بالهيئة العامة للاستعلامات- إلي أن الكنيسة القبطية تستطيع أن تقوم بدور سياسي وطني في أفريقيا، وقد برز هذا الدور بصورة واضحة في أفريقيا في عهد البابا زكيرلس الرابعس الملقب بأبي الإصلاح، حين ساءت العلاقة بين مصر وأثيوبيا، طلب الخديوي سعيد من البابا كيرلس الرابع أن يتدخل في الأمر، الذي بدوره لم يتردد من أجل إزالة سوء التفاهم.
وعن دور البابا زكيرلس السادسس يقول زرامزس أنه من قيادات الكنيسة القبطية الهامة التي لعبت دورًا محوريًا في أفريقيا مع الرئيس زجمال عبد الناصرس والإمبراطور زهيلاسلاسيس الذين شكلوا مثلثا لخدمة قضايا السلام والعدل في المنطقة، وبلورة حركة التقارب والتفاهم بين مصر والشعوب الأفريقية، هذا إلي جانب الزيارات المتكررة التي قام بها البابا شنودة الثالث إلي العديد من الدول الأفريقية، ومن ضمنها أثيوبيا والسودان وليبيا، ومن هذا يتضح أن هناك العديد من العوامل والأسباب التي تساعد الكنيسة القبطية علي إجراء اتصالات موسعة مع الكنيسة الأثيوبية بشان حل أزمة مياه النيل.
ويشير الأنبا »أنطونيوس« -أسقف جنوب أفريقيا- في مقدمة أحد الكتب الذي يقع تحت عنوان زدور الكنيسة القبطية في أفريقياس إلي أن الكنيسة القبطية تعد الكنيسة الأم في أفريقيا، وهي التي تأسست في القرن الأول الميلادي بكرازة القديس زما مرقسس الرسولي، وهي ذات دور قوي وفعال في أفريقيا منذ القرن الأول وحتي الآن، ويزداد هذا الدور ويتعمق يومًا بعد يوم، فمن المؤكد تاريخيًا أن إشعاع الكنيسة القبطية الروحي والكنسي، امتد إلي العالم كله عن طريق قانون الإيمان الذي أعده أثناسيوس الرسولي، واعتمده مجمع نيقية مدافعًا عن لاهوت المسيح، وكذا عن طريق الرهبنة التي أسسها زأنطونيوس الكبيرس وامتدت إلي العالم كله، فإذا كان هذا هو دور الكنيسة نحو المسيحية العالمية كلها، فكم وكم هو دورها نحو أفريقيا التي استقبلت المسيح والعائلة المقدسة في العام الثاني الميلادي، والتي يشير إليها الوحي قائلاً: مبارك شعبي مصرس أي مبارك شعبي أفريقيا.
وتشير بعض الإحصائيات عام 1992 إلي أن عدد الأقباط أكثر من 12 مليون من 57 مليون مواطن وهم يُشاركون ويحضرون القداسات الإلهية يومياً في آلاف الكنائس القبطية بمختلف محافظات مصر. هذا بالإضافة لأكثر من4 مليون قبطي في أرض المهجر، موجودون بمئات الكنائس بالولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وأستراليا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والنمسا، وهولندا، والبرازيل، والعديد من الدول الأخري بآسيا وأفريقيا. وفي داخل مصر، يعيش الأقباط في كل المدن، ولا يُمَثِّلون الأغلبية في أي هذه المدن.. وتنتشِر ثقافة، وتاريخ، والكنوز الدينية بكل أنحاء مصر، حتي في أبعد واحة، وهي واحة الخارجة في أعماق الصحراء الغربية.
وعلي الصعيد الشخصي، فقد وصل الأقباط لمستويات أكاديمية وعملية رفيعة، منهم د. بطرس بطرس غالي الأمين العام السادس للأمم المتحدة (1992-1997)، وكذلك د. مجدي يعقوب، أحد أشهر جراحي القلب في العالم.
جمال أسعد المفكر القبطي اكد أن الكنيسة لها دور وطني وتاريخي في مواجهة الاستعمار منذ القدم خاصة ومن المعروف أنه منذ دخول الإسلام في مصر فهناك ما يسمي بنظام الملة لغير المسلمين حيث أنشأ مجلس الملة في سنة 1974 إلا أنه مع التطور الديمقراطي ظهر ما يسمي بحقوق المواطنة وهي تعني المساواة والعدل بين كل المصريين وبالتالي يصبح هنا للكنيسة دور ديني
فقط وليست لها أي علاقة بالسياسة
وأضاف أسعد أن النظام السابق رأي أن تلعب السياسة دورا سياسيا هائلا حيث أوكلت لها الدولة مهمة أخبار الأقباط وهو الأمر الذي انتقص من حقوق الأقباط في المواطنة الأمر الذي أدي بالأقباط الي عدم الاستفادة من الدولة ولا حتي من الكنيسة في حل مشاكلهم..
وأشار أسعد إلي أن البابا شنودة كان شخصا استثنائيا واستطاع أن يعبر بالأقباط إلي بر الأمان، خاصة في كثير من الفتن الطائفية التي حدثت في عصر الرئيس السابق، مؤكدا علي أهمية الدور الديني الذي تلعبه الكنيسة بعيدا عن إقحامها في دور سياسي تنخرط فيه وتهمل حقوق الأقباط كما أهملها عصر النظام السابق.
وأكد أسعد أنه لن يكون هناك خلاف في تولي خليفة للبابا شنودة في مصر، حيث تنص لائحة 57 أنه من حق الراهب الذي أمضي 16 عاما أن يتم ترشيحه، وعلي الكنيسة أن تنتخب ثلاثة أسماء فقط تجري عليهم القرعة ويتم اختيار قائد الأقباط في مصر مؤكدا علي أنه كان يجب تعديل هذه اللائحة.
و يشير جمال اسعد أن البابا كان في مواجهة شرسة مع الراحل محمد أنور السادات إلا أنه كان في مشاركة مع عصر مبارك وليس في المواجهة لأن الدولة كانت ضعيفة في هذا الوقت وأوجدتها الظروف السياسية والمناخ السياسي لتصبح الكنيسة مع الحاكم والنظام.
وأشار أسعد إلي أن المجلس الملي تم إنشاؤه في 1874، وكان هناك خلاف دائم بين البابا وبين الرئيس الموجود مثلا كالخلاف بين رئيس الوزراء الأسبق بطرس غالي مع البابا، وكذلك طالب الخديوي عزل البابا في وقت من الأوقات، واستمرت بعض الخلافات بين عدد من البطاركة منهم البابا كيرلس و البابا شنودة و بين بعض اعضاء المجلس الملي
حالة من الحزن الشديد سيطرت علي الاقباط عقب سماعهم خبر وفاة قداسة البابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فهو كان يمثل لهم الكثير.....
فتحدث القس اكرام لمعي المتحدث باسم الكنيسة الانجيلية : رحل الهرم الرابع البابا شنودة فهو له مواقف كثيرة مع جميع الاقباط التي لا تنسي فمصر فقدت قامة كبيرة وعظيمة جدا فهو كان عقلا متفتحا ومستنيرا ورجل سياسيا من الطراز الاول فهو كان رمانة الميزان في كافة الازمات التي كانت تحدث كان شخصا حكيما استطاع ان يحمي مصر علي مدار 30 عاما من الفتن لما كان له مكانة لدي جموع المسلمين والمسيحيين .
يضيف لمعي قائلا : البابا كان يهتم بعملية السلام في الشرق الاوسط بين المسلمين والميسحيين بشكل عام وكان عنده حساسية من اهانة كرامة مصر والعرب اجمعين وفي هذا التوقيت اتذكر موقفه مع الرئيس انور السادات عندما حب يستخدمه في تمرير معاهدة كامب ديفيد مع امريكا واذكر انه قال مع السلام العادل وليس ضد السلام فهو كان يري ان هذه المعاهده لا تحقق العدالة مع السلام . ووقتها انحاز للشعب المصري ورفض ان تكون الكنيسة عميل للغرب لتفويض مثل هذه المعاهده .
يختتم لمعي حديثه قائلا : ان البابا شنودة استطاع ان يثبت ان المسيحيين مصريين وعرب قبل ان يكونوا ميسحيين .
نهر النيل
تحدث المستشار ادوارد غالب سكرتير المجلس الملي قائلا : البابا شنودة كان يصف بين الاقباط بنهر النيل لان عطاءه كان لا ينتهي والدليل علي ذلك انه ظل لاخر وقت يعطي ......
فهر كان له شخصية كاريزمية ومفرحة يشيع الفرحه بين الناس عمل علي تكاتف الوحدة الوطنية حتي اخر نفس من انفاسة فهو حمي مصر من الفتن خاصة خلال الفترة الاخيرة لما تعرض له الاقباط من مصادمات . ورغم عظمته الا انه كان خجول فهو في احد المرات عندما كان يحكي لي عن بعض الامور التي حدثت عندما كان اسقفا ورأيت الدموع تنهمر من عينيه وقتها ادركت انه رقيق جدا ومتناثرا .
يستكمل قائلا : كان عنده القدرة علي وأد الفتنة واخمدها بل ويبادر باطفاء الفتنة لدرجة انه اتخذ موقف ضد اقباط المهجر الذين دعوا الي تأجيج الفتنة حيث كان لايعطي الغرب فرصة للتدخل في شئون الوطن .
اتذكر جملة قالها البابا لا أستطيع ان انساها أبدا وهي ا لو الاقباط هيكونوا السبب في ان امريكا تفرض سيادتها علي مصر فليموت الاقباط وتحيا مصر ا .
بالاضافة الي انه كان لدية القدرة ان يتعامل مع الطفل كانه طفل ومع الزعماء مثل الزعيم والقائد لابنا يعوضنا ويعوض مصر كلها خير ويعوض الكنيسة .
العقل الوطني
تحدث نجيب جبرائيل المحامي عن رحيل البابا شنودة قائلا : لقد رحل صاحب العقل الوطني المتزن الذي اعطي احساسا للشعب المصري بانه وحدة متماسكة من نسيج وطني واحد مشيرا أن البابا كان من أشد المؤمنين بالوحدة الوطنية وكان يضعها فوق أي اعتبار ..... فلم يأت علي مر العصور القادمة رجل اخر يقدم لمصر مثلما قدم البابا فهو ضرب به المثل في الوحدة الوطنية .....
استطاع ان يحصل علي حب الشعب المصري باكمله من خلال رفضه للتدخل الاجنبي في شئون مصر .
لقد تنيح قداسة البابا بعد رصيد طويل من تقديم الكرازة في مصر وبلاد المهجر فهو كان يحتل رقم 117 بين بطاركة الكرازة المرقصية وكنت اعتبره احد اعظم الشخصيات المصرية في زماننا .
اما السياسي جمال اسعد و هو الذي عرف عنه انتقاداته الكثيرة و هجومه علي الكنيسة الارثوذكسية و البابا قبل ذلك فيقول: لقد خسرنا شخصية استثنائية في تاريخ الكنيسة المصرية ففي عهده اتسعت الكنيسة ووصلت الي العالمية الي جانب احداثه نهضة في انشاء الاديرة علي مستوي مصر والعالم .
هذا الرجل أعطي بعدا سياسيا واعلاميا لكرسي البابا ففي لحظة من اللحظات كان يتعامل وكأنه مسئول سياسي عن الاقباط مما سيصعب مهمة البابا القادم.
اختتم أسعد حديثه انه بيتقدم بخالص العزاء للعالم العربي و الشعب المصري قائلا: فالبابا شخصية تخص معظم العرب الشعب المصري وليس الاقباط وحدهم .
وفاته أدمت القلوب.. وأبكت العيون.. فالبابا شنودة كان رجلا من طراز نادر.. عاش حياته قويا مدافعا عن السماحة.. وعمل بكل طاقته من أجل ترسيخ القيم المسيحية.. وأعلي مصلحة البلاد فوق كل اعتبار..
عاش من أجل ترسيخ القيم المسيحية.. واعلي مصلحة البلاد فوق كل اعتبار..
عاش حياة زاخرة بأعماله ومواقفه القوية.. رفض التطبيع مع اسرائيل.. وانقذ البلاد من متربصي الوحدة الوطنية..
انه قداسة البابا شنوده.. الذي وافته المنية عصر السبت الماضي.. والذي دمعت عيون المسلمين والمسيحيين حزنا علي رحيله.. والما علي فراقه..
لكن كيف أستقبل المصريون خبر وفاته؟!.. وكيف وصفته كلمات الرموز السياسية والوطنية سواءا كانوا اقباطا او مسلمين؟!.. وماذا قال عنه مرشحو الرئاسة؟!.. هذا ما سنعرفه الان..
عقب وفاة قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي وافته المنية مساء السبت عن عمر ناهز 89 عاما بعد صراع مع المرض..

سارعت العديد من القوي السياسية والرموز الوطنية في التعبير عن حزنهم البالغ لرحيل قداسته..
وكان المجلس العسكري في مقدمة مؤسسات الدولة التي اصدرت بيانا لنعي فقيد الامة حيث قال المجلس العسكري في بيانه..
فقدت مصر والعالم أجمع بمسلميه ومسيحيه رجل دولة من الطراز النادر, عمل بكل طاقاته علي ترسيخ القيم المسيحية السمحة وأعلي مصلحة الوطن فوق كل اعتبار".
وأضاف البيان " ينعي المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والفريق سامي عنان رئيس اركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلي وأعضاء المجلس الأعلي وقادة وضباط وجنود القوات المسلحة للشعب المصري ببالغ الحزن والأسي البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ".
وأضاف البيان: أن البابا شنودة هو " أحد الرموز الوطنية المصرية التي تفانت في العطاء من أجل هذا الوطن وسعيه الدائم للحفاظ علي وحدة النسيج الوطني داعين الله أن يتغمده بالرحمة ويلهم أبناءه من الشعب المصري الصبر والسلوان".
كما اعرب الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب عن خالص حزنه وقال في بيان النعي الذي اصدره نواب الشعب :` "السادة أعضاء الاجتماع المشترك من مجلسي الشعب والشوري , ونحن في هذه اللحظة التاريخية التي نقوم فيها بتشكيل حاضر ومستقبل مصر بشأن إعداد دستور جديد للبلاد , تآلمنا أشد الآلم وحزنا أشد الحزن أن نتلقي في هذه اللحظة هذا النبأ الحزين , فقد غاب عنا قداسته في هذا اليوم المشهود".
كما توجه رئيس المجلس إلي جميع الأقباط في مصر والعالم وإلي جميع أعضاء المجلس المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية بخالص العزاء الأليم في هذا الرجل العظيم , وعوض الله مصر خيرا ولأبناء الوطن جميعا الصبر والسلوان..
وفي نفس السياق اصدر حزب الوفد نعيا عزي فيه الشعب المصري قائلا: فقد الشعب المصري ابنا بارا من ابنائه وزعيما طالما دافع عن حقوقه, زعيما وطنيا انحاز دائما الي مصر وقضاياها الوطنية, وحكيما كانت حكمته صمام أمن في كثير من الفتن التي حاول البعض اشعالها للمساس بالوحدة الوطنية وهو قداسة البابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وأوضح البيان ان حزب الوفد يشاطر الكنيسة المصرية في مصابها الجلل والذي هو مصاب المصريين جميعا وليس الكنيسة فقط ..ونسأل الله ان يلهم كل محبيه الصبر والسلوان.
كما نعي الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر البابا شنودة قائلا: فقدت مصر أحد رجالها المحدودين في ظروف دقيقة تحتاج منا إلي حكمة الحكماء وخبرتهم ورهافة إحساسهم وهو قداسة البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،
قائلا: " لم يكن لفقيد مصر الكبير مواقفه الوطنية وشخصيته الجذابة وسعيه المستمر البناء علي المستوي الوطني فحسب،بل علي المستوي القومي أيضا عاشت قضية القدس ومشكلة فلسطين في ضميره لا تغيب ولا تهون، ويذكر الأزهر بكل الإكبار والإجلال موقفه الرائع في قضية القدس الشريف وصلابته في الدفاع عنه وعن تاريخه ومقدساته".
وقال شيخ الأزهر بأن قصاري ما يستطيع قوله في هذه الظروف الحزينة أن أحدا منا نحن المصريين لم ينس كلمته التي تعبر عن شخصيته الوطنية خير تعبير "مصر وطن يسكننا ولا نسكنه فحسب"، والأزهر وإن كان يشعر بخسارة كبيرة وفادحة بفقد قداسته، فإنه يأمل أن يقيد الله لمصر والإخوة من الأقباط من يحمل رسالة قداسته بما يعود علي مصر بمزيد من المحبة والمودة والإخوة والسلام، وعوّض الله مصر والإخوة من الأقباط في مصابنا ومصابهم خيرا، حيث كان الفقيد يحرص علي إقرار السلم والأمن الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة.
مرشحو الرئاسة!
مرشحو الرئاسة ايضا عبروا عن حزنهم فور وفاة قداسة البابا شنودة.. وكان علي قائمتهم المرشح المحتمل حمدين صباحي والذي قال «نعزي أنفسنا والشعب المصري في وفاة رأس الكنيسة الأرثوذكسية، ورمز من رموز الوطنية المصرية فقيد الوطن البابا شنودة الثالث»..
كما اعلن صباحي بعدها بانه سيوقف حملته الانتخابية حدادا علي رحيل قداسة البابا شنودة..
ومن جانبه قال عمرو موسي علي موقع التواصل الإجتماعي «تويتر»: «أقدم خالص التعازي لأقباط مصر جميعا في وفاة البابا شنودة الثالث، كما اعزي الشعب المصري كله في وفاة هذه الشخصية الوطنية الفريدة».
وفي نفس السياق نعي الفريق أحمد شفيق البابا بوصفه مصريا عظيما، وقيادة دينية فريدة، وعلما متميزا في التاريخ الوطني، مؤكدا أن وفاته خسارة عظيمة لمصر.
وأضاف شفيق في بيان له: "فقدنا قيمة كبيرة وحبرا جليلا وشخصية وطنية حظيت بتقدير كل المصريين مسلمين وأقباط، واحترام المجتمع الدولي والشخصيات العالمية".
وقال إن فقدان قداسته سيترك فراغا بين كل المصريين لا الأقباط وحدهم، وأن هذا سبب حزنا شديدا للجميع، متقدما بالعزاء إلي كل المصريين، مؤكدا علي أن الكنيسة المصرية العريقة قادرة علي أن تعبر هذه اللحظة العصيبة بفضل الميراث العظيم لقداسته.
كما توجه د.عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية بخالص تعازيه وقال في اتصال هاتفي للأنبا موسي: اعزي أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية، والأخوة الأقباط، وذلك في وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية.
ومن جانبها قالت المرشحة المحتملة للرئاسة الاعلامية بثينه كامل: ساظل اتذكرللبابا شنودة قراره بعدم الصلاة في القدس الشريف الا بعد انهاء الاحتلال الاسرائيلي.. وعدم الدخول بتاشيرة اسرائيلية.. وأختتمت كلامها قائله: اقدم خالص التعازي لاقباط مصر.
وقال ايضا منصور حسن المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية خلال بيان اعلامي في عزاء البابا شنودة: اننا تألمنا اشد الألم لفراق قداسته البابا شنودة «بطريرك الكرازة المركسية» لما كان له من مكانة وطنية عظيمة ودور وطني وقومي مشهود، بالإضافة إلي شخصيته الوطنية النموذجية.
وأضافت سطور البيان: كنا نأمل في الله ان يبقيه لنا لنستعين من حكمته وايمانه ووطنيته في هذه المرحلة الدقيقة ونقدم خالص العزاء للاخوة الاقباط ولكل ابناء شعب مصر»..
ومن جانبه قال خالد علي المرشح المحتمل للرئاسة: وداعا قداسة البابا شنودة الثالث لقد فقدنا برحيلك أحد أبرز رموز مصر عبر تاريخها الحديث..
كانت هذه بعضا من رسائل التعزية التي انطلقت من بعض القوي السياسية والرموز الوطنية ومرشحي الرئاسة.. لكن نود ايضا ان نشير الي ان هناك اسماء اخري وجهات اعلنت حزنها البالغ وتعازيها في رحيل البابا شنودة.. وكان من بينهم ايضا المرشح المحتمل صلاح ابو اسماعيل.. ووزارة الاعلام ونقابة الصحفيين.. والكاتب الصحفي مكرم محمد احمد نقيب الصحفين السابق.. والدكتور عمرو حمزاوي والفنان عمرو واكد و الدكتور عفت السادات رئيس حزب مصر القومي والدكتور مغاوري شحاته الامين العام.. وايضا الدكتور حسام بدراوي رئيس الهيئة العليا لحزب الاتحاد و اعضاء الهيئة العليا و نواب الحزب و اعضائه.. وحزب الاتحاد..
المحبة والسلام ..!
.. وأكد الدكتور عبد المعطي بيومي عميد كلية أصول الدين بالأزهر الشريف أن مصر فقدت أحد كبار رجالها الموقرين في ظروف دقيقة بالغة الحساسية وأن البابا شنودة يعتبر الأخ والصديق الكبير للأمة الإسلامية كما أشار أن له مواقف جليلة تجاه الوطن وحبه الخالص لمصر وللمصريين جميعا وكان له حرص شديد في إقرار السلم والأمن الإجتماعي بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة ، هذا بجانب صموده الذي لم يتحرك ولو للحظة واحدة لمكافحة الشر والكراهية والبغضاء .. كما أنه يشعر بخسارة كبري ومصيبة فادحة لفقد هذا الرمز الوطني الكبير فإنه يرجو من الله تعالي أن من يأتي بعده لمصر والمصريين يجب أن يحمل شعلة السلام ويواصل رسالة الفقيد الراحل بما يعود علي مصر بمزيد من المحبة والمودة والأخوة والسلام .. كما أننا لا يمكن أن ننسي مواقفه الجليلة التي تتمثل علي سبيل المثال في قضية القدس الشريف وفلسطين العربية وصلابته في الدفاع عنها وعن تاريخها ومقدساتها .. وفي النهاية عوض الله علي شعب
مصر أقباطا ومسلمين خيرا عن ذلك الرمز الوطني الذي تداعت لوفاته أفئدة المصريين وقلوبهم ..

الوحدة الوطنية ..!
و عبر محمد الجوادي المفكر والمؤرخ السياسي عن حزنه الشديد لوفاة البابا شنودة الثالث ووصفه بأنه " كان رمزًا دينيًا ليس في مصر وحدها وإنما في العالم العربي" .. كما أوضح إلي أن البابا كان رجل الحوار والتفاهم والعقل الواعي لمكانة الإسلام ، وشخصية منفتحة علي الأزهر الشريف والمحاور للفاعليات الإسلامية في العالم العربي ، وللاحترام المتبادل بين المسيحية والإسلام وكانت مشاركاته في المؤتمرات والندوات الإسلامية تنم عن حرصه علي توثيق العلاقة المسيحية مع الإسلامية وكانت محل تقدير لما يملكه من إطلاع علي الثقافة الإسلامية والتفاعل مع القيم المشتركة والتعامل الودي مع الدين الإسلامي والمنتمين إليه .. وأضاف أن الفقيد تميز بسعة الثقافة وسمو الروح وسماحة الخلق والحس الوطني هذا بجانب الإنتماء المشرقي والإنفتاح الفكري بجانب التمسك بالأصالة في الهوية والإنتماء سواء علي المستوي الكنسي وما تمثله الكنيسة المشرقية من رمزية تاريخية ودينية وثقافية أو علي المستوي الوطني والقومي وقد تمثل ذلك كله في إنفتاحه علي الإسلام ، ثقافة وحضارة وعلي المسلمين إخاء وصداقة ، وفي مواقفه الوطنية والقومية وتفاعله مع قضايا الأمة .. وقد كان البابا شنوده يحافظ علي الوحدة الوطنية المصرية والإنتماء الوطني والقومي للكنيسة القبطية وأقباط مصر.. وكان يقف كالسد المنيع أمام محاولات التدخل الخارجي ومحاولة جر الكنيسة القبطية ورعاياها لمسارات تمزق النسيج المجتمعي .. وفي النهاية أكد المؤرخ محمد الجوادي أن هذه المناسبة العظيمة تجسد الوحدة الوطنية المصرية بأبهي صورها .. وأنه يأمل في النهاية أن تحافظ الكنيسة القبطية الموقرة علي النهج الوطني والقومي الذي كان يمشي علي خطاة الفقيد الكبير وعلي العلاقة المسيحية الإسلامية المتميزة التي كان البابا شنودة حريصا عليها والذي كان مدركا لضرورتها وأهميتها هذا بجانب ضرورة صيانة جهوده العظيمة المبزولة من خلال الوعي الكامل والصبر والتضحية من خلال هذا الطريق الذي كان يسلكه ..
هل ينهي البابا المقبل مخاوف الأقباط؟!
فور رحيل البابا شنودة انطلقت بعض التصريحات التي اشعرت البعض بالقلق والخوف.. منها مايشير الي ان الأقباط حاليا يشعرون بالخوف بعد رحيل البابا شنودة.. ومنهم من أكد ان هناك مشاكل سوف تواجه الأقباط لاختيار البابا المقبل والذي سيخلف البابا شنودة.. هذا خلافا عن شعور الكثير من الأقباط بالخوف بسبب ارتباطهم الكبير بقداسة البابا شنودة.. لكن من أخطر هذه التصريحات علي الاطلاق هو ما قاله النائب القبطي ايهاب رمزي المحامي وعضو مجلس الشعب.. الذي اعلن بصراحة ان هناك مشاكل كبيرة سوف تواجه الأقباط في مصر بعد رحيل البابا شنودة.. ولذلك فضلنا ان تكون معه كلمة البداية.
وحسبما قال لنا النائب ايهاب رمزي: بالفعل خسرت مصر احد رموزها الدينية والوطنية.. وهذا ما جعلني اشعر بالخوف والقلق علي الأقباط في مصر.. خاصة وان البابا شنودة كان يتمتع بقدر كبير من الحكمة.. وقدرة كبيرة علي ادارة الأزمات.. وهو ما يشعرني بالقلق من البابا المقبل.. فهل يستطيع ان يحل مشاكل الأقباط مثلما كان يتعامل معها البابا شنودة.. وهل سيلتف الأقباط في مصر حول البابا المقبل مثلما التفوا بالبابا شنودة..
ثم اضاف قائلا: ايضا لائحة 57 وهي الخاصة باختيار أو التي تضع القواعد لاختيار البابا المقبل.. هي نفسها تثير القلق.. لانها تحتاج الي الكثير من التعديلات التي تتفق مع زمننا هذا.. والتي تستطيع التوافق في ظل هذه التطورات التي تجري علي الساحة المصرية..
ايضا قال: ان البابا شنودة ترك الكرسي في وقت عصيب.. تتكون فيه مصر من جديد.. وفي وقت ايضا يطالب فيه الأقباط بالعديد من الحقوق.. وان هذا الوقت يحتاج الي شخصية قيادية مثل البابا شنودة.. لتكون قادرة علي ادارة الأزمات.
وهذا بالاضافة الي الخوف الذي اصاب الأقباط لأننا جميعا نعتبره.. وهو ما اصابنا بحالة من الحزن وفقد الشهية للحياة. ويكمل النائب الشاب ايهاب رمزي كلامه قائلا: اخشي ان تصاب الوحدة الوطنية بالتفتت.. وهو ما كان يسعي اليه البابا شنودة طوال الأزمنة السابقة..
واختتم كلامه قائلا: اخشي الا يجد الاقباط من يدافع عنهم بعد رحيل البابا شنودة.
ويقول اسامة سليمان المتحدث باسم الكنيسة الاسقفية: الخوف الحقيقي الذي اصاب الاقباط في مصر ناتج عن شيء واحد فقط.. وهو اننا فقدنا رجلا كان يتمتع بكاريزما خاصة.. وان هناك اجيالا عديدة تربت علي يديه.. سواء كان عاطفيا أو نفسيا.
لكن في نفس الوقت اود ان اؤكد ان الكنيسة المصرية ستظل متماسكة.. خاصة وانه حدث انتقال داخل الكنيسة 116 مرة.. ولم يحدث فيها أي تغير.. ولم تفقد شيئا من قوتها.. واضاف قائلا: الخوف الذي يتحدث عنه البعض هو خوف نابع من الانسان.. وعن خوف البعض من اقباط المهجر قال: لم يؤثروا في أي شيء.. والبابا شنودة نفسه كان يعتبرهم اقلية.. وان القوة الحقيقية في الأقباط الموجودين في مصر.. وما يطلق عليهم بالأغلبية الصامتة.. مشيرا ان اقباط المهجر سيظلوا يتكلمون.. لكن الكنيسة المصرية ستظل كما هي قوية..
كما طالب اسامة سليمان الأقباط بالا يخشون من انتقال ما اسماه بالسلطة داخل الكنيسة.. هذا لان انتقال السلطة خلال السنوات والقرون الماضية تم بدون اي مشاكل.. ولم يفقد للكنيسة اي قوة.
ومن جهته قال الأب باسليوس- كنيسة العذراء بالأقصر- لا يوجد أي مخاوف بعد رحيل البابا شنودة.. ومن يدعي ذلك فاقول له انها اضرابات تصيب البشر فقط.. وما دام الله موجود.. فلا يوجد اي مخاوف.
واضاف قائلا: الحزن الشديد علي رحيل البابا شنودة من الممكن ان يصيب الكنيسة بالخلل.. لكن هذا لم ينقصها أي شيء.. ولم يفقدها أي قدر من قوتها..
ويختتم كلامه قائلا: هناك الكثيرون مما تتلمذوا علي يد البابا شنودة.. والذين تعلموا منه مباديء السماحة والمحبة.. ولذلك من الصعب ان تفتقد الكنيسة نفس الروح..
وتقول ايفا هابيل عمدة قرية كوم بدها باسيوط وهي اول امرأة تتولي منصب العمدة في مصر: أري انه لايوجد اي مبرر للخوف.. وايماني يؤكد لي ان الله يحميني.. اما بخصوص الدولة.. فلي حقوق.. رجل الشرطة يحميني في الشارع.. والعسكر يحمي البلاد.
اما عن شعور البعض بالقلق بعد رحيل البابا شنودة فقالت: هذا السبب واحد وهو ان كل الأقباط كانوا مرتبطين بالبابا شنودة روحيا.. فكان بمثابة الأب لكل قبطي لمصر.. وان هناك اجيالا كثيرة تتلمذت وتعلمت علي يديه ولذلك كلنا نشعر بالفراغ الان حزنا علي زحيله ولكن ليس خوفا من شيء اخر.
الصحف العالمية تصفه بالحكيم المصري
"رحيل حكيم الاقباط".. بهذا الوصف نعت الصحف العربية و العالمية في صدارة عناوينها البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية بمصر متفقين جميعا علي كونه صاحب صوت الحكمة و العقل لدي المسيحيين في مصر بعد ان عاش حياة حافلة مليئة بالخلافات و المواءمات مع رؤساء مصر السابقين و ذكرت صحيفة الشرق الاوسط تفاصيل السيرة الذاتية للراحل الذي توفي عن عمر يناهز 89 عاما اتسم طوالها بالحكمة و الذكاء و حسن التصرف في اكثر المواقف سخونة و اشتعالا علي الساحة السياسية او الدينية علي السواء.. و ذكرت الصحيفة جانبا من الحياة الانسانية للبابا شنودة الثالث و خاصة اعتياده إقامة مآدب إفطار للقيادات الاسلامية و المسيحية في شهر رمضان رغبة منه في بث الهدوء و تنحية جميع الخلافات جانبا في الشهر الكريم ..
ذكرت الصحف الاماراتية و الفلسطينية تفاصيل حياة البابا شنودة الثالث كما نشرت تصريحات و ردود الافعال العربية من خلال البرقيات التي ارسلها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الذي عبر عن خالص تعازيه للشعب المصري و الاقباط مؤكدا كونه مثالا لرجل الدين الذي يؤمن بالتسامح و التعايش بين الطوائف و الاديان بالاضافة الي حرصه الدائم علي وحدة الشعب المصري ..
و ابرزت الصحف البيان الرسمي الذي صدر عن الرئاسة الفلسطينية من خلال ارسال الرئيس ابو مازن برقية للكنيسة المصرية معزيا وفاة البابا شنودة مشيدا بموقفه الثابت نحو القضية الفلسطينية و رفضه تهويد القدس او القبول بالسيادة الاسرائيلية عليها بالاضافة الي رفضه الدائم لإقامة اي تطبيع مع اسرائيل و دعوته المستمرة الي وحدة العرب لإنقاذ القدس منتقدا قرارات الامم المتحدة التي لم يكن لها تأثير ايجابي علي القضية رافضا اي تنازل عن القضية الفلسطينية لصالح اسرائيل و اشاد البيان بموقف البابا المشجع للكفاح الفلسطيني المشروع لتحرير فلسطين و تعد هذه القضية هي اكثر ما ابرزته الصحف العربية حول مواقف البابا شنودة الذي رفض التصريح بزيارة القدس للأقباط الي ان يتم تحريرها و هو الموقف الذي اصر عليه منذ عشرات السنين دون تردد..
و سارعت وكالات الانباء و الصحف العالمية بنشر الخبر علي مواقع الانترنت المختلفة و صفحاتها الورقية مثل موقع هيئة الاذاعة البريطانية الذي افرد عدد من التقارير الصحفية لتغطية الخبر بعد اعلان الكنيسة الارثوذكسية عن وفاة قداسة البابا إثر ازمة قلبية حادة و نقلت الصحف و المواقع مشاهد لتوافد الاقباط علي المقر البابوي بالعباسية لإلقاء نظرة اخيرة علي الجثمان بعد السماح بإبقائه ثلاثة ايام بمقر الكاتدرائية لتوديعه و نقلت الصحف معاناة البابا شنودة من المرض لسنوات طويلة اضطرته الي قيامه برحلات عديدة الي الولايات المتحدة الامريكية للعلاج
افرد موقع البي بي سي تقريرا خاصا بالوضع الديني و السياسي بعد وفاة البابا شنودة مؤكدا في مقدمته ان المشهد ضبابي في مصر و تتزايد معه مخاوف الاقباط من الوضع السياسي و الديني في مصر وكان البابا شنودة بمثابة رمز الاطمئنان لدي المسيحيين و ينجح في لحظات في جعل وجوده امرا حيويا ومطمئنا لدي الجميع و سلط التقرير الضوء انشطة البابا و توجهاته الثقافية و الدينية و السياسية التي اتسمت جميعها بالحكمة و الهدوء و هو ما ابرز تفاصيله ايضا تقارير موقع السي ان ان الامريكي الذي طرح الاسماء المرشحة لخلافة البابا و ابرزها ثلاثة اسماء و هم الانبا بيشوي اسقف دمياط وسكرتير المجمع المقدس ورئيس لجنة محاكمة الكهنة و يبلغ من العمر 64 عاما و الأنبا موسي أسقف الشباب والثالث هو الأنبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة و عمره 63 عاما..
و تناولت الصحف ردود الافعال العالمية علي وفاة البابا شنودة و ابرزها اعراب الرئيس الامريكي باراك اوباما و زوجته عن تعازيهما بإسم الشعب الامريكي في وفاة البابا شنودة الذي وصفه بكونه الزعيم الروحي المحبوب للأقباط المسيحيين و داعية للتسامح و الحوار الديني و الوحدة الوطنية و ابرزت صحيفة الواشنطن بوست متاعب البابا الصحية التي اضطرته الي قضاء الفترة الاخيرة من حياته في رحلات علاجية الي الولايات المتحدة الامريكية بسبب معاناته من الفشل الكلوي و اورام بالرئة منذ سنوات عديدة و وصفت الصحيفة البابا بكونه رئيس اقدم كنيسة في العالم بأكمله كما يعتبر الحامي الاول لمسيحيي مصر الذي يقدر عددهم بحوالي 10 مليون نسمة و وصفته جريدة الجارديان البريطانية بكونه زعيم الاقباط لأكثر من 40 سنة و هو طوق النجاة لأي ازمة تقع للمسيحيين خاصة في ظل الازمات الاخيرة بدءا من حادث كنيسة القديسين و احداث ماسبيرو الدامية التي نجح فيها البابا في امتصاص غضب المسيحيين الذين توافدوا بالآلاف علي الكاتدرائية بالعباسية لإلقاء النظرة الاخيرة علي البابا شنودة الذي امتدت فترة رئاسته لحوالي 40 عاما..
لسنوات طويلة ظل دير الانبا بيشوي » حبيب المسيح « هو المكان الاكثر التصاقا بالبابا شنودة الثالث حتي قبل تنصيبه بطريركا ، و شهد هذا الدير حكايات و اسرار كثيرة مع البابا و كثير من الرهبان و البطاركة قبله ، و ارتباط البابا شنودة بالدير يرجع منذ ان ترهبن في دير البراموس العامر القريب من هذا الدير ، الا ان المحطات المهمة في حياة الدير مع البابا كان من اهمها السنوات التي قضاها متحفظا عليه و محددة اقامته بامر الرئيس السادات في سبتمبر 1981 و هو الحدث الذي عرف اعلاميا باعتقالات سبتمبر او حبس مصر حيث تم التحفظ و حبس اكثر من مائتي سياسي ورجل دين مسلم و مسيحي علي رأسهم البابا الراحل و 24 قسيسا و 8 اساقفة ، و استمر دير الانبا بيشوي هو الملاذ الاخير للبابا شنودة حيث كان يعتكف فيه للصلاة و الصوم خاصة اذا ما واجهت الكنيسة اي مشكلات مع رجال الدولة او تعرض ابناؤها للظلم او انتهاك حقوقهم من قبل البعض و ظلت الصلاة و الصوم هما سلاح البابا الوحيد في مواجهة الشدائد .
اما عن دير الانبا بيشوي الذي سوف يرقد فيه جثمان البابا فقد أنشأ كتجمع رهباني بقيادة رجل الله الصالح الأنبا بيشوي إلي أواخر القرن الرابع الميلادي، وعاصر بنائه القديس مقار الكبير. وكان آنذاك عبارة عن مجموعة قلالي (وهي مساكن الرهبان) وكنيسة في الوسط تحيط بالمغارة الصخرية التي عاش فيها الأنبا بيشوي وذلك دون بناء أسوار ، ولقد تعرض هذا الدير للتخريب أثناء غارة رابعة للبربر قرب نهاية القرن السادس الميلادي، علي التجمعات الرهبانية بوادي النطرون، وكانت مبانيه الأساسية آنذاك هي الكنيسة والحصن.
وقد أعيد بناؤهما في عهد البابا بنيامين الأول عام 645 م وربما ان البابا شنودة لن يكون اول بطريرك يتم دفنه في رحاب الدير حيث يوجد بالدير ضريح البابا بنيامين الثاني رقم 82 في تاريخ البطاركة ،و عدة مرات وفي عهد البابا شنودة الثالث، قام بحركة تجديد واسعة للدير، فقد أمر بتجديد القلالي، وأعاد ترميم بئر الماء الذي غسل فيه البربر سيوفهم بعد أن قتلوا شيوخ شهيت التسعة والأربعون، كما أضاف للدير قرابة 300 فداناً من الصحراء المحيطة به لأجل استصلاحها، بالإضافة إلي القلاية البطريركية الخاصة به، وأمر كذلك بإدخال الكهرباء للدير، يُذكر أنه قد تم طبخ وإعداد زيت الميرون في الدير خمس مرات من سبعة في عهده، وذلك في أعوام 1981، 1987، 1990، 1995، 2008 م في عهده، لتوزيعه علي الكنائس القبطية في مصر وخارجها ،و الدير . من حيث المساحة الأثرية دون المساحة المضافة تبلغ حوالي فدانين و16 قيراطاً، ويتخذ الدير شكلًا رباعي الأضلاع تحدده الأسوار المحيطة به. ويقع مدخل الدير في النهاية الغربية للسور الشمالي، ويتكون من الداخل من مجموعة من المباني أهمها الحصن، ويقع في الزاوية الشمالية الغربية من الدير.

وفي القسم الجنوبي من الدير، تقع كنيسة الأنبا بيشوي وملحقاتها التي تتمثل في »المائدة« وتقع في الغرب؛ وهيكل كنيسة الأنبا بنيامين وتوجد في الشمال؛ وكنيسة أبو سخيرون؛ وكنيسة مار جرجس؛ والمعمودية في الجنوب. أما في وسط الدير؛ فتظهر الحديقة محيطة بها عدة مباني، فمن الجهة الشمالية تطل قلالي حديثة نسبيًا بُنيت منذ 60 عاماً ويعلوها المطعمة، أما من الجهة الجنوبية فتوجد قلالي مبنية منذ القرن التاسع ما زالت تُستعمل حتي الآن، أما من الجهة الشرقية فتوجد قلالي حديثة الإنشاء، ويطل من الجهة الغربية مقبرة الرهبان المسماة بالطافوس.
وبجوار السور الجنوبي، توجد قلالي قديمة تغطيها أقبية. أما في الركن الجنوبي الشرقي من الدير يوجد كل من المطبخ والطاحونة القديمة والمخبز القديم. وإلي الشمال كان يوجد صف ثانٍ من القلالي ولكنه تهدم، وحل محله بيت الضيافة الجديد الذي شيده رئيس الدير القمص بطرس عام 1926. ويحتوي الدير علي مكتبة تُعد من أصغر مكتبات الأديرة، ولقد كانت مكتبة الدير الأصلية في الحصن، ثم نُقلت إلي مبني خاص بها في الدور الأرضي من بيت الضيافة الجديد، ثم أصبحت بعد ذلك في الحجرة الكائنة فوق المضيفة الملاصقة للسور الشمالي، حتي تم إنشاء مكتبة ضخمة في عهد البابا الحالي عام 1989. كما حدثت توسعات عديدة في الدير في عهد البابا شنودة الثالث في الجهة الجنوبية خلف السور الأثري الجنوبي، حيث أنشأ بيتًا للخلوة لإقامة الكهنة الجدد،
ومبني للضيافة يتكون من أربعة أدوار، كما أصبح للدير سبع بوابات ومنارات يعلوها الصليب، ويوجد بالدير أيضاً مقر خاص للبابا وبجواره مخزن متحفي لحفظ آثار الدير. ولقد تم ترميم سور الدير والحصن وكنيسة الأنبا بيشوي تحت إشراف هيئة الآثار المصرية.
الأسوار الأصلية للدير يرجع تاريخ بنائها إلي القرن التاسع الميلادي، بينما معظم الأسوار الحالية ترجع إلي القرن الحادي عشر الميلادي؛ حيث أنه رممت وأعيد بناء أجزاء منها. ويظهر في الجانب الغربي للسور عدم وجود تدعيم وتقوية له، كما أن في الثلثين الغربيين للجانب الجنوبي للسور لم يتم به عمليات ترميم. ويبلغ متوسط ارتفاع الأسوار حوالي عشرة أمتار، بينما يصل سُمكها إلي مترين تقريبًا. وتكسو جدرانها المبنية من الحجر الجيري طبقة من الجص.
ويحتوي الدير علي خمس كنائس، هي: كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية، كنيسة الأنبا بنيامين الثاني، وكنيسة مار جرجس، وكنيسة الشهيد أبو سخيرون، وكنيسة الملاك ميخائيل بحصن الدير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.