د. عامر ابوالخىر يبدو ان المدفعية والصواريخ التي تدك المدن السورية وتحول بناياتها وشوارعها الي خراب.. لم يقف تأثيرها داخل سوريا فقط.. بل وصل المجلس الوطني السوري الذي يضم عددا كبيرا من السياسيين والمعارضين لسياسة ونظام بشار الاسد.. في محاولة لتفتيت قواه وتمزيق مسيرته. لكن التأثير لم يأت من خلال المدفعية.. بل من تدخلات خارجية.. دفعت بضرورة ادخال تعديلات علي خريطة المعارضة السورية تعتمد علي الزج بعدد كبير من الاسماء والفصائل السياسية المعارضة.. وعدم تمكين المجلس الوطني السوري من قيادة السفينة وحده.. بل تحويله الي فصيل داخل كيان المعارضة في شكلها الجديد الذي يتم تشكيله حاليا في الدوحة عاصمة قطر. هذه التشكيلة السياسية التي تلقي تدعيما من عدة دول في مقدمتها امريكا وفرنسا تقابل بعاصفة من رفض السياسيين المعارضين من اعضاء المجلس الوطني ويرونها تدخلا مرفوضا من الخارج.. وليس من حقهم فرض اجندة سياسية مفصلة وفق اهوائهم علي الشعب السوري.. ومع هذا فقد شهدت الدوحة عقد سلسلة من الاجتماعات الساخنة في هذا الصدد.. مثل فيها المجلس الوطني السوري نحو 001 شخصية يتقدمهم عبدالباسط سيدا رئيس المجلس يمثلون المكتب التنفيذي للمجلس.. اكدوا ان المجلس الوطني لم يأل جهدا في الدفاع عن قضية الشعب السوري والمطالبة بحقوقه واسقاط النظام الحاكم طيلة خمسة اشهر كاملة.. رغم ما قد يوجه للمجلس من تقصير أو اخطاء.. واسفرت المناقشات عن قيد 14 شخصية سياسية يمثلون اطيافا مختلفة للمعارضة السورية وضمهم للامانة العامة للمجلس.. في نفس الوقت الذي تواصل فيه ورش العمل المنعقدة في الدوحة اعمالها لرسم الخريطة الجديدة للمعارضة السورية ووضع ملامحها النهائية التي تستهدف وضع المجلس الوطني الحالي مجرد فصيل بين الفصائل تقودهم قيادات معارضة تمثل اطياف المعارضة. مبادرة ترك وفي نفس الوقت تختتم اجتماعات الدوحة اعمالها بمناقشة المبادرة التي تقدم بها رياض ترك وهو معارض سوري تجاوز الثمانين من العمر.. وله تاريخ طويل في ركب المعارضة السورية وسبق له ان سجن واعتقل في فترة حكم حافظ الاسد وتقلد منصب الامين العام للحزب الشيوعي الثوري عام 3791 ولجأ الي لبنان في الستينيات هربا من ملاحقته من النظام السوري. نعود الي المبادرة التي تثير مخاوف عديدة لدي المعارضة السورية فهم ينظرون اليها كقنبلة لو انفجرت ستطيح بالمجلس الوطني السوري وكل الجهود الرامية لحفظ حقوق الشعب السوري.. فحسبما يري الدكتور عامر ابوالخير رئيس الهيئة الاستشارية لتنسيقية الثورة السورية في مصر ودكتور دامس الكيلاني منسق عام الثورة السورية في مصر.. ان المبادرة التي تدعمها امريكا وفرنسا وقطر تهدف الي تخلي الاسد عن الحكم واسقاط نظامه لكن بشرط تمتع افراد النظام بالخروج الامن ووضع ضمانات كاملة لمنع ملاحقتهم ومحاكمتهم.. وعلي ما يبدو ان هناك نقاطا ستتضمنها المبادرة ستركز علي الخروج الآمن للاسد ورجاله وهذا ما اوضحته تصريحات »وليم هيج« وزير خارجية بريطانيا الذي اعلن صراحة انه يكفل لبشار الاسد الخروج الآمن اذا وافق!. وظهر في مباحثات الدوحة مائدة المفاوضات اقتراحا بتشكيل حكومة منفي لسوريا ضمن ملف المبادرة.. كل هذه الاحداث تتم علي الساحة وسط مشاعر خيبة امل ومخاوف تسود اطياف المعارضة السورية الذين يرون ما يحدث مجرد مضيعة للوقت وتمييع للقضية!. وتمضي الاحداث ساخنة.. متلاحقة وسط اصوات ازيز المدافع علي ارض سوريا وسقوط عشرات الضحايا كل يوم.. ويصعب من يتوقع ماذا تحمل الايام القادمة داخل دهاليز المعارضة السورية.