بهذه الكلمات اختتم الكاتب الكبير موسي صبري مقدمة كتابه "وثائق حرب أكتوبر" الذي صدر في أعقاب حرب أكتوبر 1973 ويعيد "كتاب اليوم" في الذكري التاسعة والثلاثين لانتصارنا نشر فصول خاصة من العمل اختارتها بعناية الكاتبة ثناء أبو الحمد رئيس التحرير بعد أن ضمنته بملحق للصور الخاصة بالعبور. تشير أبو الحمد في تقديمها للعمل أن الكاتب الكبير الراحل موسي صبري كشف النقاب عن الملحمة الوطنية التي صنعها أبطالنا المصريون لاول مرة عقب تحقيق النصر، والذي قلب الموازين السياسية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة بأسرها، وأكد عبقرية المقاتل المصري وكذلك وطنية القائد الأعلي للقوات المسلحة في ذلك الوقت وهو الرئيس الراحل محمد أنور السادات صاحب قرار الحرب والسلام. وتضيف: نجح كاتبنا في أن يرسم لنا صورة صُنع هذا النصر؛ نظرا لقربه من القائد الراحل علي المستوي الشخصي والصحفي. وتبرر ثناء سبب اختيارها لفصول بعينها في أنها - أي الفصول - تركز علي قادة حرب أكتوبر الذين صنعوا النصر، والذين التقي بهم المؤلف ونقل جانبا انسانيا وبطوليا عنهم، وبذلك تضع أمام شبابنا قادة المعارك الرئيسية في القتال ليكونوا نبراسا وطنيا لهم وللأجيال القادمة، خاصة وأن هذا الكتاب الذي قدمه موسي صبري إلي مكتبة التاريخ هو أروع ما كتب عن الحرب وهذا رأي القادة العسكريين والمقاتلين والقراء. ويتناول الكتاب اختيار الرئيس أنور السادات لمدير المخابرات العامة المشير أحمد إسماعيل ليكون وزيرا للحربية، وما دار بينهما عن المعركة وامكانية القتال، ويروي علي لسان المشير تفاصيل الأحداث يوما بيوم منذ توليه الوزارة حتي ساعة الصفر في 6 أكتوبر، ويشرح المؤلف عقبات ومصاعب العبور في حواره مع الفريق سعد الدين الشاذلي الذي حددها في 6 عقبات ضخمة تمكنوا من التغلب عليها في مايو 1973. ويحكي الكاتب القصة الكاملة لمعارك الدبابات الرهيبة التي لم تشهد مثلها الحرب العالمية الثانية، وكيف جرت المعركة الجبارة علي طول قطاع الجيش الثاني في مواجهة تمتد الي 100 كيلو متر، وماذا كان رد فعل اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني حينئذ.