تظل حرب أكتوبر المجيدة هي الحلم الذي لم يعشه شباب هذا الجيل، إنها الحقيقة التي عاشها الجيل الذي سبقنا، والذي أصبحنا نسمع عنه كما الأساطير، هو أحد الشخصيات الأساسية في حرب أكتوبر المجيدة، والنموذج القدوة الذي أبرز مدى تلاحم الضباط مع الجنود، كان اللواء أ.ح/ شفيق متري سدراك. ولد اللواء أ.ح/ شفيق متري سدراك عام 1931، في قرية المطيعة بمحافظة أسيوط، تخرج في الكلية الحربية عام 1948 مقاتلاً بسلاح المشاة، وكان من أوائل من حصلوا على شهادة الأركان حرب برتبة رائد، وكان أصغر الخريجين سنا. عمل سدراك مدرساً لمادة (التكتيك وفن القتال) بالكلية الحربية، خاصة للطلبة الوافدين باللغة الإنجليزية، ثم عُين كبيراً للمعلمين بها، وكان من أوائل خريجي أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ويعتبر واحداً من علماء قواتنا المسلحة في العلوم العسكرية والتكتيك. اشترك في معركة أبو عجيلة عام 1967، وهي من أشرف وأرقى معارك قواتنا في تلك الجولة، وكان قائداً لكتيبة مشاة، وحصل على ترقية استثنائية لقيادته البارزة، وتكبيده العدو قدراً هائلاً من الخسائر في الأرواح والعتاد. ومنذ عام 1967 وهو أحد الصامدين فوق ضفة القنال - وتجاوز البطل الواقع المؤلم، وقاتل برجاله فوق أرض سيناء معارك متميزة خلال حرب الاستنزاف في الأعوام 68 ، 69 ، 1970- وكان لمعاركها في قلب مواقع العدو نتائج عسكرية قتالية على درجة كبيرة من الأهمية، في مناطق بورسعيد والدفرسوار شرق وجنوب البلاح والفردان. وفي 6 أكتوبر 1973/ قاد الشهيد أحد ألوية المشاة التابعة للفرقة 16 مشاة من الجيش الثاني الميداني بالقطاع الأوسط في سيناء، ووصل بقواته إلى قرب الممرات حيث كان يجيد فن القتال بالدبابات في الصحراء، وكان دائما يتقدم قواته ليبث في نفوسهم الشجاعة والإقدام، وكان يعلم أنه ذاهب ليتمركز فوق الأرض الأسيرة بعد تحريرها، وحقق أمجد المعارك الهجومية ثم معارك تحصين موجات الهجوم الإسرائيلي المضاد. استشهاده في حرب أكتوبر في يوم 9 أكتوبر 1973م، وأثناء إدارته للمعركة في عمليات تحرير (النقطة 57 جنوب)، الطالية، كان الشهيد شفيق سدراك يقاتل برجاله داخل عمق بلغ مداه ما يقرب من 14 كيلومترا في سيناء - وكان يتقدم قواته بمسافة كيلومترا - وهي مسافة متميزة في لغة الميدان والحروب، ولكنها خاصية القائد المصري التي أظهرتها العسكرية المصرية في معركة العبور، وعندما أصيبت سيارته بدانة مدفع إسرائيلي قبل وصوله إلى منطقة الممرات في عمق الممرات، جاد بالروح، واستشهد ومن معه في المركبة وكانوا خمسة أبطال آخرين، ليحظى بشرف الشهادة ويسهم في رد الاعتبار لمصر والأمة العربية. الأوسمة والنياشين أمضى اللواء شفيق أكثر من 11 عاما متواصلة في جبهة القتال، وهو حاصل على وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى. وكان البطل المقاتل الشهيد لواء أركان حرب شفيق متري سدراك، أول بطل كرمه رئيس الجمهورية الراحل أنور السادات (القائد الأعلى للقوات المسلحة) في الجلسة التاريخية الوطنية بمجلس الشعب صباح 19 فبراير 1974، إكباراً وتكريماً لسيرته العسكرية وكفاءته القتالية واستشهاده البارز فدية للنصر والأرض والعرض وإخوانه وأهله والوطن. كما حصل الشهيد اللواء سدراك على جميع الأوسمة والنياشين التقليدية والدورية والاستثنائية، ولكن يظل أعظم هذه الأوسمة والنياشين هو وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، والذي منحه الرئيس الراحل محمد أنور السادات لأسرة الشهيد، تقديرا لما أظهره الفقيد من أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة في ميدان القتال أثناء حرب أكتوبر، وهو أعلى وسام عسكري مصري، كما تم إطلاق اسمه على الدفعة 75 حربية وهى من أفضل خريجي الكلية الحربية.