الذي يحرض علي الفتنة باسم الهلال أو الصليب، ليس مؤمنا بالله. والذي يحرض علي شق وحدة الهلال مع الصليب، كافر بمصر. العجيب أننا نحتفل هذه الأيام بمرور 37 عاما علي نصر مجيد، حققه بواسل أشداء مسلمين ومسيحيين من طين هذا البلد، كانوا يحملون المصحف أو يعلقون الصليب، توضأوا أو تعمدوا معا بمياه القناة، ثم عبروها واقتحموا حصون العدو، وهم يهتفون في نفس واحد باسم إله واحد، ويغرسون علي الرمال علم الوطن الواحد، وسالت دماؤهم وامتزجت مصرية طاهرة علي أرض سيناء في سبيل تحرير التراب واسترداد الكرامة. بينما في هذه الأيام نجد من يحاول تدنيس تلك الذكري العطرة، بأراجيف تستهدف قسمة أبناء الوطن الواحد، ودعاوي تسعي لإشعال فتنة علي أرض لم يعرف اهلها الا المحبة والتسامح. وإذا جاز لمن في الجنة أن يتألم، فظني أن شهداء أكتوبر من المسلمين والمسيحيين الأحياء عند ربهم يرزقون، يألمون حزنا وحسرة.. قلوبهم تتوجع وهم يرقبون أولئك الذين يخونون تضحياتهم ويقدمون للعدو بجهالة ما عجز عن تحقيقه بالحرب. هناك.. من عليين يطل علينا شهداء من القادة العظام أمثال أحمد حمدي قائد لواء الكباري وشفيق متري سدراك قائد اللواء الثالث اللذين جادا بروحيهما في قلب المعركة، وأحمد بدوي قائد الفرقة السابعة وفؤاد عزيز غالي قائد الفرقة 18 اللذين لحقا بهما بعد الحرب، ومعهم آلاف الشهداء من الضباط والصف والجنود، يودون لو يثوب الحمقي إلي رشدهم، يودون لو نعلم جميعا ان مصر معهم في الجنة، وهم ينعمون بصحبة النبيين.. إدريس النبي المصري، وابراهيم زوج المصرية هاجر أم العرب، وموسي صاحب اللسان المصري، وعيسي الذي جاء وأمه مريم إلي مصر ليجدا فيها ملاذا وأمنا، ومحمد صلي الله عليه وسلم زوج المصرية ماريا أم ابنه ابراهيم.. محمد الذي وصف جند مصر من قبل أن يدخلها الاسلام بأنهم خير أجناد الأرض. مصر في الجنة مع النبيين والشهداء وطنا وملاذا ولسانا ونسبا.. وعلينا ألا نسمح لجاهل يكفر بمصر أن يفتننا في وطننا.