لم يتوقع كل من رفع الصليب مع الهلال كل هذا الجدل الواسع الذي دار علي صفحات الفيس بوك بين الشباب حول شعار " عاش الهلال مع الصليب " بعد أن رفع معظم الشباب الهلال مع الصليب بدلا من صورهم وظهرت جروبات كثيرة ترفع شعار عاش الهلال مع الصليب بجوار شعار " شعب واحد وطن واحد " وتدعو كل أفراد المجتمع لنبذ العنف والتطرف ولكن الأمور لم تسر علي ما يرام فما حدث علي الفيس بوك يعكس جانبا كبيرا من الواقع حيث نشأ اختلاف بين بعض الشباب الذين رفضوا جمع الصليب مع الهلال فرأي فريق منهم أنه لايجوز للمسلمين رفع الصليب في الوقت الذي رفض أيضا مسيحيون رفع الهلال مكتفين برفع الصليب ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل بدأت دعوات من الطرفين الرافضين للشعار لباقي زملائهم علي الفيس بوك متناسين ان أجدادنا استخدموا هذا الشعار التاريخي في ثورة 1919 في الوقت الذي كان هناك التزام ديني حقيقي وواع وكل ما يعنيه هو التأكيد علي وحدتنا الوطنية . وقالت شيماء عبد القادر بكالوريوس تجارة اننا نحترم المسيحيين ولكن لا استطيع رفع الصليب حتي لو مع الهلال . وعلي الجانب الآخر قام عدد من الشباب المسيحي برفع الصليب فقط دون الهلال لنفس الأسباب . في حين رفض الناشط الحقوقي أحمد سميح هذا الكلام وأصر علي رفع الشعار مؤكدا علي أن الشعار يعني إمكانية العيش معا حتي لوكنا مختلفين في العقيدة الدينية وقال لو التضامن مع المسيحيين تهمة فأنا متهم . أيضا رفض أحمد ابو المجد الناشط الحقوقي مثل هذه الدعوات التي تضرب الوحدة الوطنية ولا تستند لأي وازع ديني رافعا الصليب علي صفحته بهدف التضامن مع المسيحيين بعد أحداث كنيسة القديسين وأكد أحمد ان الأزمة الأخيرة تنبيء بمشكلة موجودة في المجتمع المصري وتحتاج الي حوار واسع وخطوات جادة لإزالة اي محاولات لإحداث الفتن وإزالة التعصب الذي أصاب جانبا من المجتمع المصري . وانتصر الوعي وتجملت معظم الصفحات بالهلال يعانق الصليب ولكن الحوار الذي حدث علي الفيس بوك لم يكن إلا انعكاسا للواقع الذي نعيشه فهناك ازمة حقيقية تحتاج الي جهد كبير من الدولة ومنظمات المجتمع المدني وتدعو لضرورة تعديل المناهج الدراسية وتضمين المواطنة في المناهج الدراسية والرقابة علي القائمين علي تعليم مناهج الدين الإسلامية والمسيحية .