هل تنجح الفضائيات في تدويل الملحمة الوطنية؟! حادثة الإسكندرية تحتاج إلي خطة خاصة جدا من جانب وزير الإعلام لاستغلال روح التلاحم في الداخل والتصدي للشائعات المغرضة في الخارج لوجو (جديد) علي مختلف القنوات أمر ضروري وعودة (الأوبريت) مهمة والاستفادة من الفيس بوك واجبة قناة الأخبار نجحت في نقل وتغطية وتحليل الحادث الأليم ..ولكن هناك أمورا مهمة تاهت في الطريق بطولة حوض النيل تحتاج لاستغلالها إعلاميا لإظهار الموقف الوطني للمسلمين والأقباط جرت العادة ان يكون الاعلام دائما هو محرك الاحداث القادر علي صناعة رأي عام.. فأحيانا يصيب واحيانا يخطئ بمعني ان يكون في بعض الاحوال مقنعا وفي احيان اخري غير مؤثرا إذا ما خرج عن الحياد ولم يمس مشاعر المواطنين.. ولكن جاءت احداث الإسكندرية مع مطلع العام الجديد والعملية الارهابية (القذرة) لتقلب الاية ليصبح المواطن المصري (مسلم ومسيحي) هو محرك الاحداث صانعا اعلامه بنفسه متحدثا عن وحدة وطنية قوية موجودة بالفعل وانطلقت بقوة في الازمة الاخيرة من خلال المنتديات والشات والفيس بوك حيث ظهرت ملحمة وطنية رائعة اجبرت الجميع ان يتابعها.. ويضاف لها بالطبع صور الوحدة التي ظهرت عقب وقوع الحادث واثناء تشييع الجنازة ليأتي خطاب الرئيس مبارك بعد ساعات من وقوع الحادث ليزيد من هذا التلاحم مؤكدا ان الارهاب يستهدف الجميع اقباطاً ومسلمين.. إذن هناك اعلام مرئي يجب ان يكون علي مستوي الحدث وان يستغل ظهور هذه الروح ويركز عليها بما ينميها ويقويها. عقب وقوع الحادث الاليم تابعت قناة النيل للاخبار الحدث لحظة بلحظة وتحرك مراسلوها بسرعة وبعدها بدأت بقية القنوات تتابع الاحداث وتسعي لتحليلها واثارها من خلال ضيوف البرامج علي اختلافهم ورغم ذلك لم تسلم قناة مثل قناة الاخبار من الانتقادات علي شبكة الفيس بوك ورغم المجهود المبذول ومعني الانتقاد ان هناك احتياجاً ما للمشاهدين وهو احتياج إعلامي يبحثون عنه ولم يعثروا عليه حيث استشعروا ان ما يقال مكرر حتي في برامج التوك شو نفسها.. فلاتوجد مادة جديدة.. وإلتهاب مشاعر المواطنين لم تجد اعلاما مرئيا يدعمها ووصل حد الانتقاد الي بقية القنوات غير الاخبارية التي تعرض الافلام الكوميدية وخلافه حتي الاغنيات الوطنية تم انتقادها.. اذن هناك رغبات واحتياجات بحث عنها المسلمون قبل الاقباط ولم يعثروا عليها الا من خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس محمد حسني مبارك التي تحدثت عن الوحدة الوطنية وكيفية ظهور روح التوحد لمواجهة الارهاب. هنا كان يجب ان نتوقف امام قنوات ماسبيرو وقياداته ونطلع الي الدور المنتظر من انس الفقي وزير الاعلام الذي ادار المعركة الانتخابية الاخيرة (اعلاميا ببراعة) وحرص علي الحياد وتصديه الصريح للقنوات التي تثير الفتن وتهدد قيم المجتمع.. الفقي عقب الاحداث بدأ بالفعل في التفكير في كيفية تأثير الاعلام بشكل إيجابي خلال هذه المرحلة وتابع عبر الاجهزة التابعة له ماتبثه وسائل الاعلام الخارجية.. فهو يدرك ان الامر يحتاج الي مواجهات اعلامية داخليا وخارجيا. اخباريا نجحت قناة الاخبار في تغطية الحدث وتحليله ولكن فيما عدا ذلك لم تتلامس ما تقدمه بقية القنوات بما تطلع إليه المواطنون.. وفي هذا نرصد بعض ماقيل. هناك من يري ان يكون هناك علي الشاشة وخلال الاحتفالات بالاعياد لوجو يحمل الهلال مع الصليب ليس طوال اليوم ان كان هذا صعبا ولكن من خلال عمل خطة برامجية او احتفاليات او عرض افلام معينة بحيث يظهر البرنامج او الفيلم محملا بهذا الشعار الهلال مع الصليب. عمل اوبريت وطني تنتجه ماسبيرو من خلال قطاع الانتاج مثلا للعرض ايام اعياد الميلاد المجيد ومشاركة اكبر كم من الفنانين المصريين والعرب فيه. عمل لجنة لاختيار مجموعة معينة من افلام الوحدة الوطنية وبعض المسلسلات وعدم الاكتفاء بعرضها بل من الممكن استضافة نقاد ونجوم بعض هذه الافلام. استغلال بطولة حوض النيل لكرة القدم التي ستنطلق غدا بالاتفاق مع اتحاد الكرة لاظهار روح الوحدة الوطنية سواء بوضع شارات تحمل الهلال مع الصليب مع استغلال جذر في المدرجات يحمل نفس الشعار.. ولاشك ان هذا سيكون جاذبا الوسائل والاعلام العالمية وسيحظي بمتابعة الجميع ومن بينهم رواد الفيس بوك بما اصبحوا يمثلونه من قوة. تحديد بعض البرامج لتكون لها رسالة واضحة ومحددة تعتمد في الاساس علي مواجهة المسلمين والاقباط للارهاب ويكون الاعتماد الاساسي فيها رجل الشارع ولن يكون صعباً عمل لقاءات حية بين اسر مصرية مسلمة وقبطية كجيران أو زملاء عمل والبحث عن هذه النماذج من الممكن العثور عليها بسهولة. الشاشة لايجب ان تسخر للتنديد والشجب فقط ولا إستضافة نجوم يبحثون عن شو اعلامي للحديث عن الوحدة الوطني لانها موجودة بالفعل.. ومن الضروري ايضا عدم نسيان الدور الكبير الذي يبذله العاملون بوزارة الداخلية والذين يتعرضون للاخطار الدائمة. اما علي مستوي الاعلام الخارجي وبعد دراسة توجيهاته في اعقاب الحادث الغاشم وما قبله ومن بينه اعلام يسعي دائما لتصوير الاحوال في مصر علي انها غير مستقرة ويسعي لاشعال الموقف فإنه آن الأوان لمواجهته مستغلين ظهور هذه الحالة الحميمية بين المسلمين والاقباط لتكذيب ادعاءات الاعلام الاسود.. وفي هذا فمن السهل جدا استغلال الحفلات والندوات والوقفات التي ستظهر خلال الفترة المقبلة وتتم دعوة جميع وكالات الانباء وحتي القنوات المشبوهة لاخراس السنتها.. لتقوم ببث هذه الروح علي العالم اجمع وليت الفقي يقوم بالاتفاق مع جميع الفضائيات المصرية ليكون هناك شعار واحد ترفعه جميع هذه القنوات.. مع استغلال المسيرات التي ستنطلق لتندد بالارهاب ومنها مسيرة طالب بها جروب علي الفيس بوك يحمل اسم جروب الاعلاميين العاملين بإتحاد الاذاعة والتليفزيون لخروج العاملين في ماسبيرو لعمل مسيرة تندد بالارهاب. علي الفقي ورفاقه إدارة الاحداث الجارية بكل الاستراتيجيات الاعلامية الجاذبة وان يتم تسويق بعض مايتم تصويره او الاعداد له الي اكبر الفضائيات العالمية!! او من خلال استغلال الموقع الالكتروني لاتحاد الاذاعة والتليفزيون. اما النقطة التي ما تزال غائبة فهي عدم التفكير حتي هذه اللحظة سواء علي فضائيات ماسبيرو او الفضائيات في عمل تغطيات يتم بثها بجميع اللغات وهو امر بات ضروريا. انها مرحلة فارقة يستطيع الاعلام المرئي ان يلعب فيها دورا كبيرا ولن يستطيع النجاح فيها الا بالاسس والخبرات العلمية والاستغلال الامثل لرغبات المواطنين الباحثين عن اعلام يصنعونه بمشاعرهم.. عموما خطة الفقي ستظهر خلال ساعات! هشام زكريا