الجزيرة استغلت المعايير الاعلامية وانفردت بلقاءات ساخنة فجرت المفاجأة بعدم خروجها عن النص ووجهها الحقيقي يظهر بعد إعلان النتائج هشام زكريا هناك جوانب جذب من الممكن ان تحقق المتعة الي جانب رصد السلبيات00خصوصا ان اغلب الفضائيات لا تمتلك الكاميرات التي تؤهلها لتغطية كافة المحافظات تشهد الجولة الاولي لانتخابات مجلس الشعب الاهم والاخطر في تاريخ مصروالتي تجري اليوم صراعا محموما بين الفضائيات المصرية والعربية والعالمية حيث تسعي كل قناة لجذب انظار اكبر كم من المشاهدين اليها00ولن يكون غريبا ان يكون سباق اليوم هو الاشرس والاعنف بين الفضائيات حيث اثبتت الايام السابقة علي الانتخابات ان هناك كثيرا من الاهداف حكمت سياسة كل قناة حيث ارادت كل منها ان يكون لها مذاقا مختلفا عن الاخري ففي الوقت الذي حرصت فيه بعض الفضائيات علي التغطية الحايدة كانت هناك فضائيات تسعي للبحث عن الاثارة والتشكيك في نتيجة الانتخابات بشكل او بأخرقبل اجرائها ومن بينها فضائيات مصرية جدا 0في وقت نجحت فيه قناة الجزيرة ان تظهر بشكل معتدل علي غير عادتها واستغلت المعايير التي تم وضعها علي الفضائيات المصرية والتي تهدف للعدل بين الاحزاب والمرشحين بحيث لا يظهر كل مرشح اتلا بنسب متساوية في عمل لقاءات مطولة وجاذبة مع مشاهير المرشحين والاقطاب لتحقق جذبا كبيرا دون الخروج عن الاعراف المهنية وهو اسلوب جديد تتبعه الجزيرة لاول مرة حتي اذا كانت اسئلة مقدمي برامجها تعتمد علي الاثارة ولكنها لم تتطرق من قريب او بعيد لاحاطتها بشبهات التلاعب في النتائج مثلما حاولت بعض الفضائيات الاخري. نجحت الجزيرة في تعديد القضايا المحيطة بالانتخابات وفشلت في الفضائيات في تحقيق نفس الامر حيث خاضت مباشرة ومن اليوم الاول علي نظرية الاحتمالات وتفرغت لانتقاد المعايير الاعلامية التي وضعتها اللجنة الخاصة بها حتي لا تكون الساحة مرطعا لرؤوس الاموال الضخمة من بعض المرشحين علي حساب الاخرين. ولم ينجح في مجاراة الجزيرة في تغطيتها الاعلامية سوي قنوات التليفزيون المصري خصوصا برامج قطاع الاخبار والمناظرات التي اقامها عبد اللطيف المناوي00وان كانت مكاسب التليفزيون المصري هي الاكبر حيث حرصت قنواته علي تحقيق الهدف الاسمي وهو تشجيع المواطنين علي ضرورة الادلاء بأصواتهم والمشاركة في العملية الانتخابية وحاولته ايضا في اظهار سياسة اعلامية جديدة تجاه كافة المرشحين00في حين كان لبعض الفضائيات الخاصة مواقف غريبة تناسوا خلالها المواطن المصري وسعوا الي اتباع محاولات غريبة لاثنائه عن المشاركة بالتركيز علي عناصر الشغب وتوقعات البلطجة يوم الانتخابات والادعاء بأن الاقبال سيكون ضعيفا وتصوير أي قرار علي انه يخدم الحزب الحاكم ووصل السقوط المهني مداه عندما ارتدت بعض هذه القنوات ثياب المعارضة للمعارضة فقط دون النظر للواجب المهني المعتمد علي الموضوعية في تناول القضايا ولا حتي رسم خريطة طريق للمواطن كي يتعرف علي تساؤلات مهمة مثل لماذا ينتخب وكيف ينتخب ومن المرشح الذي ستحق ان يحصل علي صوته ولا حتي عرض لتجارب سابقة سواء في الداخل او الخارج لتحفيزه00ولم يكن هناك خطاب للاميين ولا للجيل الصاعد. اليوم تبدأ المعركة الاخطر بين الفضائيات حيث ان هناك حالة تربص واضحة من جانبها بما سيجري اليوم وكل التركيز بالفعل سيكون علي السلبيات دون تقديم وجبة دسمة للمتابعين لها عبر الشاشة ولا التركيز حتي علي شدة المنافسة في الدوائر الساخنة وتأرجح النتيجة هنا وهناك. البعض يعتقد ان المرحلة السابقة كانت هي الاصعب علي الفضائيات ولكن الناظر للامور يعرف ان خطورة بعض الفضائيات ستظهر اليوم خصوصا وان كثيرا من المعاير الاعلامية لن يكون لها أي وجود حيث ان وضعها كان خاصا بالفترة السابقة عن الانتخابات حتي لا يتم التاثير علي الناخبين بفرض مرشح او حزب دون اخر00فالقاءات الساخنة والتغطيات ستظهر اليوم وستظهر حقائق واهداف كل قناة وهي الحالة التي تحتاج الي رصد حقيقي بالفعل ليس بهدف العقاب اوفرض القيود ولكن بهدف دراسة الظاهرة 00فاليوم من حق كل قناة ان تستضيف المرشحين الذين يتاجوا له وبعض ظهور النتيجة ستكون اللقاءات الساخنة والمباشرة مع الفائزين أو الخاسرين في حين ستطبق المعاير الاعلامية علي من يخوضوا جولة الاعادة00وكل الخوف ان تنحاز الفضائيات للغة الاثارة لتعويض ما فاتها لتستمر النغمة التي سعوا لنشرها منذ تغطية الانتخابات. بالطبع مشاهدة اليوم وغدا ستكون ممتعة للمشاهدين وكان من الضروري ان تتم تهيئة الاجواء لتحقيق درجة اكبر من الاستمتاع اثناء المتابعة مثلما هو الحال ونحن نتابع المنافسات المماثلة في امريكا او فرنسا والتي يتم نقلها علي الهواء دون ان تكون هناك توقعات مسبقة00ولا ندري ان كانت هنا خطة موضوعة من قبل اللجنة العليا لمتابعة الاعلام لمثل يومنا هذا وغدا أم لا00خصوصا وانها المرحلة الاكثر سخونة حيث يخرج المنشقين عن الاحزاب ليتحدثوا بثورة وبالمثل الذين لن يحالفهم التوفيق00والمؤكد ان هناك سقطات اعلامية جديدة ستحدث حيث لايوجد لدي اغلب الفضائيات سيناريو مكتمل لكيفية التغطية غير التركيز علي التجاوزات وهو بالطبع عمل مشروع 0مما قد يفسد الفرح علي المشاهدين. من عوامل جذب تغطيات اليوم ظهور نجوم ومشاهير المرشحين للانتخابات علي القنوات المختلفة بصور اكبر ودون محاذير ولا شك ان بعضهم سيتحدث عن قوة المنافسة وسخونتها في حالة فوزه واخرين سيسيروا علي نهج اخر مابين الاعتراف بالهزيمة او التشكيك في النتيجه وتعرضه لمضايقات00وان كانت الحقيقة ستتمثل في ان اليوم هو يوم المشاهير علي الفضائيات من بين المرشحين ونفس الحال سيكون غدا ايضا وان كان النصيب الاكبر من الحوارات سيكون لصالح المهزومين او الذين سيخوضون جولات الاعادة الفضائيات المصرية فشلت في تحقيق عوامل الجذب لمشاهدة شيقة وان كانت الفرصة متاحة اليوم لتحقيقها من خلال التركيز علي اكثر جانب مثل عمل حوارات مع ازواج وابناء المرشحات (كوتة المرأة) ولا شك انها ستكون حوارات مثمرة وشيقة00وحوارات مع لاعبي الكرة السابقين الذين خاضوا الانتخابات للتحدث عن تجارب الرياضيين في خوض الانتخابات00ولقاءات مع بعض المعروف عنهم بانهم لا يدلون بأصواتهم من شرائح المجتمع المختلفة رغم انهم كثرة من اصحاب الحرف وجامعي القمامة والفلاح البسيط00ولقاءات مع تلاميذ المدارس 00ولقاءات مع الفنانين والاعمال التي تعرضت للانتخابات مثل بخيت وعديلة والمسلسلات مثل ليالي الحلمية وسكة الهلالي00ولقاءات مع رجال الاعمال المشاهير الذين يفضلون عدم خوض الانتخابات00هناك مناطق قد تحول التغطية الاعلامية لجوانب اخري موازية للجوانب التي قد تكون سلبية00خصوصا وان اغلب الفضائيات لا تمتلك امكانات لوضع كاميرات في كل محافظة وفي دائرة00رصد الحقائق شيئ ومتعة المشاهدة شيئ اخر. تغطيات اليوم تحتاج الي مراقبة ومتابعة من المتخصصين ايضا لكيفية اداء الفضائيات المختلفة والمقارنة بينها أي بين دريم والمحور والحياة وغيرها من فضائيات مصرية وبين الفضائيات العربية او الناطقة باللغة العربية مثل الحرة والهربية وال بي بي سي وال سي ان ان 00نريدها مقارنات مهنية لنستفيد منها لتكون بروفة جيدة للانتخابات الرئاسية القادمة بحيث يتحقق مع الهدف السياسي متعة المتابعة00فمن العيب ان نشعر بالاستمتاع ونحن نشاهد انتخابات الرئاسة الامريكية ونتعلق بها ونتفاعل مع نتائجها في الولايات المختلفة 0ونفس الامر مع انتخاباتت القطبين الاهلي والزمالك اللتان اذيعتا علي الهواء مباشرة دون الاستمتاع بمتابعة الانتخابات الاهم في تاريخ مصر رصد التجاوزات لا شك انه حق مشروع للاعلام وواجب مفروض علينا تجاه المواطن ولكن هناك كثيرا من الجوانب التي لا يجب ان يتم اغفالها00فالمشاهد شعر من خلال بعض الفضائيات انه لا جدوي من ذهابه للادلاء بصوته وهناك من تملكهم الخوف من حدوث اعمال شغب وبلطجة واخرين توهموا بفعل بعض الفضائيات انهم لن يجدوا اسمائهم في قوائم الناخبين بسهولة وهي اخطاء بعيدة عن المعايير الاعلامية التي رأها البعض قيودا وقع فيها مشاهير الفضائيات مع اعلان نتائج الجولة الاولي في الساعات الأخيرة من مساءاليوم(كمؤشرات) مع اعلانها الرسمي في الساعات الاولي من الصباح ستكون هناك نتيجة اخري بالنسبة للمشاهدين خاصة بالفضائيات00تري من الذي سيفوز فيها ومن الذي ستتم هزيمته فيلجأ للصراخ والتهويل بحثا عن تواجده وحفظ ماء وجهه الفضائيات المصرية تدخل اليوم منافسة حقيقية مع فضائيات خارجية بعضها ايضا سيكون محايد وبعضها يسعي لتحقيق اهداف معينة00وبالطبع سيكون فخرا للمواطن المصري ان تتفوق الفضائيات المصرية وان تستحوذ علي الاهتمام الاكبر من المشاهدين بالموضوعية وليس بالاثارة المفتعلة00وان كان للاثارة دائما مذاقها الخاص ولكن اذا كانت موضوعية بعيدا عن هذا السباق00لم يتم الاعلان حتي الان عما اذا كانت هناك معايير سيتم تطبيقها خلال المرحلة القادمة لحين اجراءات انتخابات الاعادة من عدمهاعما اذا كان محظورا ظهور الفائزين المنتمين لاحزاب او المستقلين بفترات محسوبة ومتساوية من عدمه00وعما اذا كان اداء الفضائيات سيخضع اليوم ايضا للتقييم من عدمه. في النهاية تبقي التجربة الفضائية محل اهتمام وتستحق الدراسة والتحليل00بل ان الفترة المقبلة تستحق ان تشهد لقاءات مكثفة بين انس الفقي وزير الاعلام واقطاب الفضائيات ليس لفرض شروط او وصايا ولكن لتصفية الاجواء بهدوء وتقييم المرحلة وشرح ابعادها في ضوء الاداء التنافسي الذي سيظهر اليوم00والذي لا شك سيجمع بين النقيضيين الايجابي والسلبي.