كان يوم سبت أيضا منذ 39 عاما.. تحركت قواتنا المسلحة في موجات متدافعة ومتلاحقة صوب الضفة الشرقية لقناة السويس سبقها تمهيد نيراني من آلاف المدافع في الغرب وموجات من الطيران عبرت قبلها لتضرب مطارات إسرائيل في العمق وتصيب أهدافها بدقة. آلاف الجنود في زوارقهم المطاطية ينتشرون علي صفحة الماء يصيحون الله أكبر.. القائد يسبق الجندي ومضخات المياه ذلك الاختراع المصري الأصيل تهيل التراب لتصنع ممرات للمشاة للعبور للضفة الأخري إلي سيناء الحبيبة.. سنوات طويلة مرت علي هذه الذكري الرائعة في عمر الوطن وكأنها حدثت عند البارحة فقط.. استعيد حلاوة تلك الأيام مع كتاب " وثائق حرب أكتوبر" للراحل الكبير موسي صبري وما أدراك حينما يكتب موسي صبري عن السادات صديق المعتقل ومعركة أكتوبر التي عاشها بكل تفاصيلها.. المرة الأولي التي قرأت فيها هذا الكتاب الهام كانت في أوائل الثمانينات حينما كنت أشتري الكتب دفعات.. كل ما يصدر في السوق المصرية والعربية ..كان الكتاب من القطع الكبير وقد أصابت زميلتي العزيزة جدا ثناء أبو الحمد رئيس تحرير كتاب اليوم أن فكرت في إعادة تقديم هذا الكتاب الرائع للقارئ في ذكري انتصارات أكتوبر العظيمة. الكتاب يتحدث عن فترة الإعداد التي سبقت الحرب وكيف استدعي الرئيس السادات المشير أحمد إسماعيل من منفاه الاجباري " البيت" ليكلفه برئاسة المخابرات العامة ليلة 14 مايو1971 ثم في 26 أكتوبر 1972 ليعينه وزيرا للحربية وقائدا عاما للجيش لتبدأ مرحلة التجهيز لهذا اليوم العظيم السادس من أكتوبر الموافق العاشر من رمضان لننتصر بإذن الله كما كانت انتصارات المسلمين العظيمة في شهر رمضان.. انتصرنا رغم تفوق العدو النوعي في السلاح الحديث والكمي في البشر المدربين علي القتال في كل الأوقات.. انتصرنا بعد ملحمة حرب الاستنزاف التي أذقنا فيها الإسرائيليين صنوف العذاب وقمنا بأسر عشرات منهم ولم تهدأ جبهة القتال بعد هزيمة 1967 ولم ينكسر الجندي المصري أبدا فلم يحارب في سيناء وجها لوجه وإنما جاءته الأوامر بالانسحاب فجأة بعد معلومات وتقديرات خاطئة فتبعثرت القوات وتشتتت وضاعت في سيناء بينما كان القائد العام المشير عبد الحكيم عامر في القاهرة بعيدا عن الجبهة ويطلع علينا في هذه الأيام من يتقدم ببلاغ للنائب العام ليفتح التحقيق في موته.. هل مات بالسم أم انتحر؟! لو كان هناك شعب يملك الحساب لحوكم المشير والرئيس عبد الناصر وكل قادة الجيش الذين كانوا يسهرون في إنشاص قبل الحرب بيوم واحد رغم التحذيرات.. ارحمونا كفاية وعيب! لغز أشرف مروان أين الحقيقة في موضوع اتهام أشرف مروان زوج هدي عبد الناصر وسكرتير السادات للمعلومات خلال حرب أكتوبر 1973 بالتجسس لصالح إسرائيل.. الرجل توفي والحقيقة لا يعرفها أحد.. إلي السيدة هدي أقرئي هذا الخبر: قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن مساعد رئيس الموساد خلال حرب أكتوبر " يوم كيبور " خلال شهادته أمام "لجنة أجرنات" إن العميل المصري أشرف مروان طلب في الليلة ما بين الرابع والخامس من أكتوبر عقد اجتماع عاجل مع رئيس الموساد إلا أن الأخير لم يفهم خطورة الأمر كما يبدو.