المؤلف: موسى صبرى الناشر: كتاب اليوم الثقافى رغم مرور سنوات علي انتصار أكتوبر، إلا أنه عندما تأتي ذكري هذا النصر.. يكون ذلك دافعا لقراءة الاصدارات التي وثقت لتاريخ هذا الحدث العسكري الفريد، وتكون- أيضا- فرصة للأجيال الجديدة للتعرف علي عبقرية الإنسان المصري، وكيف أذهل العالم بعبوره. ومن الكتب المهمة في هذا السياق، كتاب الكاتب الكبير الراحل موسي صبري »وثائق حرب اكتوبر« الذي ضم فصولا كشفت بدقة كيف خطط الرئيس الراحل أنور السادات للحرب، واستعانته بقادة يعرفون أداء مهامهم. الكتاب صدر في سلسلة كتاب اليوم الثقافي، الذي تولت رئاسة تحريره الزميلة ثناء أبو الحمد، و وضعت ضمن أهدافها في هذه السلسلة أمرين مهمين هما: تنشيط الذاكرة الوطنية والتوجه للشباب. وفي مقدمتها سردت ثناء أبو الحمد الأسباب التي دفعتها لاعادة نشر فصول من كتاب موسي صبري قائلة: ز تنشيط الذاكرة الوطنية هدف نضعه أمامنا حتي يمكن للأجيال الشابة أن تتعرف علي ماضيها المرتبط دوما بالحاضر والمستقبل، وليعرف الجميع مراحل مضيئة في تاريخنا، ويأتي نصر أكتوبر 1973 الذي صنعه جيشنا المصري البطل علي رأس القائمة لنتذكر جميعا كيف تحققت هذه الملحمة الوطنية التي صنعها أبطالنا المصريون، نستعيدها من خلال بعض الفصول من كتاب الكبير الراحل موسي صبري ز وثائق حرب أكتوبرس التي كشف النقاب عنها لأول مرة عقب تحقيق النصر والذي قلب الموازين السياسية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة بأثرها، هذه الوثائق تكشف لنا عبقرية المقاتل المصري، وكذلك وطنية القائد الأعلي في ذلك الوقت الرئيس الأسبق محمد أنور السادات صاحب قرار الحرب والسلام، ولقرب أستاذنا موسي صبري من أنور السادات علي المستوي الصحفي والشخصي، نجح كاتبنا في أن يرسم لنا صورة صنع هذا النصر. ركزت الفصول التي اختارتها الزميلة ثناء أبو الحمد للنشر في هذه الطبعة من كتاب » وثائق حرب أكتوبر« علي قادة الحرب، الذين صنعوا النصر، فتحت عنوان »البحث عن بدلة عسكرية« يحكي موسي صبري، كيف اختار الرئيس السادات اللواء أحمد إسماعيل لشغل منصب وزير الحربية بعد أن كان مديرا للمخابرات العامة، وقد روي الأخير بدوره لموسي صبري الأحداث يوما بيوم، منذ أن فاتحه الرئيس بقراره باختياره وزيرا للحربية، فقد كان هذا الاختيار واحدا من الإجراءات الفعلية لخوض الحرب ، خاصة أن الرئيس كما قال المشير أحمد إسماعيل لموسي صبري، كان يدرك أن الحل بالطرق السلمية أصبح مستحيلا.. واستبعد الرئيس أن يحدث هذا تماما.. وكان يقينه أنه لا مفر من القتال وأن إسرائيل لن تتزحزح شبرا واحدا. بغير أن تكره علي ذلك بالحرب. وطلب مني الرئيس أن أبدأ عملي علي الفور، بهدف أن تكون القوات المصرية جاهزة للقتال. ولعل ذكاء السادات هو الذي جعله يختار المشير أحمد إسماعيل وزيرا للحربية، فقد كان مثل رئيسه مقتنعا بضرورة الحرب، أما الفريق صادق وزير الحربية الذي حل محله المشير إسماعيل، كانت وجهة نظرهس أن السلاح السوفيتي الذي نملكه متخلف عن السلاح الأمريكي الذي يملكه الإسرائيليون. وأن الموجود لدينا من هذا السلاح لا يكفي لضمان نجاح معركة عسكرية وأن الأمر يحتاج إلي وقت طويل وإلي أسلحة متطورة، لكي نعود مستعدين لمواجهة القوات الإسرائيلية. ومن هنا بذل المشير إسماعيل مجهودا كبيرا في تذليل الصعوبات النفسية، و تهيئة أفراد القوات المسلحة لحرب أكتوبر. ويحدد الفريق سعد الشاذلي في حواره مع موسي صبري العقبات الست التي واجهت عملية الإعداد للحرب، وكيف أنه أمكن التغلب علي هذه العقبات في مايو 1973، منها كيفية التغلب علي النيران الملتهبة التي سوف تغطي سطح القناة عند بدء العبور، وكيفية ازالة الساتر الترابي الذي أقامه العدو علي الضفة الشرقية حتي يمكن إقامة المعديات والكباري علي القناة، وأن تنفذ هذه الأعمال الهندسية الضخمة تحت نيران العدو المسيطر علي الضفة الشرقية، وقد تمكن قادة الجيش وأفراده من القضاء علي هذه العقبات وكان نصر أكتوبر. الكتاب مليء بقصص البطولات وتأريخ للمعارك التي دارت بصدق وحرفية كبيرة، وهو كتاب جدير بالفعل أن تقرأه الأجيال المختلفة لتتوقف عند بطولات هذا الشعب. الكتاب: وثائق حرب أكتوبر