07 عاما هي عمر رحلة عطاء »عزيزة حسين« في مجال العمل الاجتماعي. بعد نضال وجهد ملموس في نشر مبدأ تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، اختارتها الحكومة المصرية في الخمسينيات من القرن الماضي، لتكون أول مصرية تشغل منصبا في لجنة المرأة بمنظمة الأممالمتحدة وتشارك في صياغة اتفاقية مناهضة التمييز ضد المرأة. آراؤها المستنيرة وتعاطفها مع المهمشين في المجتمع، دفعها مبكرا للمساهمة في حملات التوعية بمخاطر ختان الاناث، ولإنشاء أول حضانة للأطفال في الريف. التقت بزوجها »أحمد حسين« في الجامعة الأمريكية حيث أعجب بها وتزوجها بعد ان لاحظ أسلوبها المميز في الحديث وقدرتها علي الاقناع. وقد لعبت دورا أساسيا في نجاح زوجها كسفير لمصر في الولاياتالمتحدة حتي ان الرئيس عبدالناصر فكر أن يعينها بعده في نفس المنصب. منذ سنوات قليلة.. غابت عن الأضواء ولم تعد تظهر إلا في حفلات التكريم إلا انها لم تغب عن قلوب وعقول كل من عرفها كأسطورة للعطاء. بحثت عنها »أخبار اليوم« وسألتها أين أنت الآن؟ وكان هذا الحوار: ........ - موجودة.. أتابع وأشارك كل من حولي اهتماماتهم. مازلت رئيسة لجمعية تنظيم الأسرة والتنمية وأشارك في أعمالها بقدر ما تسمح ظروفي الصحية وحريصة كل الحرص علي قراءة كل ما ينشر عن مصر في الخارج والداخل. فهو الشغل الشاغ لكل مصري والسؤال الدائم الذي لا نعرف له إجابة »مصر إلي أين«؟ الرياضة أساسية الرياضة مازالت أساسية في برنامجي اليومي حيث أبدأ يومي بعمل مساج بماكينة الذبذبات بالمنزل، ثم أمارس »اليوجا« بعدها أجلس مع الكمبيوتر لاستكمل سطور كتابي »المرأة بين ثورتين« الذي سيصدر قريبا باللغتين العربية والإنجليزية، موضحا الفرق بين وضع المرأة بعد ثورة يوليو وبعد ثورة يناير، ثم انتقل إلي بريدي الاليكتروني وأقوم بالرد علي كل ما يأتيي من رسائل. ......... - منذ التحقت بالجامعة الأمريكية في بداية الأربعينيات جذبتني العلوم الاجتماعية فدرستها. وبعد تخرجي انضممت إلي عدة جمعيات أهلية مثل تحسين الصحة ويوم المستشفيات والمبرة ونادي سيدات القاهرة حيث تعلمت كيفية إدارة الجماعة ودراسة احتياجات المجتمع. رفضت الوزارة .......؟ - سمع الرئيس السادات عن نشاطي وأعجبته أفكاري فرشحني لأتولي منصب وزيرة الشئون الاجتماعية في حكومة ممدوح سالم عام 7791، ولكني اعتذرت عن المنصب لأني وجدت انه قد يعطلني عن ممارسة العمل التطوعي ويقيد حركتي وحريتي، ففضلت أن أستمر في خدمة بلدي من خلال العمل الاجتماعي. .......؟ - مشاكل المرأة لم تختلف، فمازال التمييز ضدها مستمرا. كانت الجهود التي تبذل من أجل المرأة تفتقد المعلومات الكافية ولكنها الآن مازالت تفتقد التفاصيل التي تساعد علي وضع الحلول. ......؟ - أؤمن أن المستقبل سوف يأتي بالأفضل، وعجلة الزمن لا يمكن أن تدور إلي الخلف وما نراه الآن من مشكلات اقتصادية أو أمنية، هو مرحلة يجب أن نعيشها بعد الثورة، وهي ضريبة دفعتها كثير من الشعوب لتصل إلي التقدم والحرية والديمقراطية. .......؟ - ما أقوله.. فأنا متأكدة منه، لأني حريصة لأن استمع إلي الشباب وأعرف كيف يفكرون وما هي آمالهم وأحلامهم بالنسبة لمصر في المستقبل.. ولذلك فليس لدي شك ان الغد سوف يكون أفضل من اليوم.