اعلن جوزيف دياس رئيس الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة ان الجمعية العامة قد لا تتناول قضية الشرق الاوسط بالبحث لاعطاء فرصة لدفع جهود التسوية السلمية عبر المفاوضات المباشرة.. في الوقت نفسه قدمت الولاياتالمتحدة لاسرائيل اكبر هدية بالحديث عن اسرائيل كدولة لليهود وهوخطأ تاريخي اقدمت عليه الولاياتالمتحدة وهو الامر الذي دعا الرئيس مبارك اثناء لقائه بالرئيس اوباما في العام الماضي الي تسليمه نسخة من الخطاب الخاص باعتراف الولاياتالمتحدة باسرائيل والذي قام الرئيس ترومان في ذلك الوقت بشطب وصف اسرائيل بانها دولة يهودية.. وهو درس في التاريخ لم يكن يدركه الرئيس الامريكي.. وعلي الرغم من ذلك استمرت واشنطن في وصف اسرائيل بانها دولة لليهود وادرجت ذلك في الخطوط الرئيسية لاستراتيجتها.. وجاء بعد ذلك في خطاب التهنئة الذي بعث به اوباما الي كل من الرئيس بيريز ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو بمناسبة العيد القومي لاسرائيل حيث ذكر الرئيس الامريكي ان فلسطين التاريخية هي الوطن التاريخي لليهود. بل لقد اشارت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في لقاء مع مجلس العلاقات الخارجية الي ان واشنطن تسعي الي تأكيد يهودية دولة اسرائيل من خلال بيان يصدر عن اللجنة الرباعية التي تضم روسيا والاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة الي جانب الولاياتالمتحدة. وحماية اسرائيل قد تكلف واشنطن مواجهة المجتمع الدولي مرة اخري مع افتتاح الجمعية العامة حيث من المقرر ان يعقد اجتماع رفيع المستوي لاحياء جهود منع التسلح النووي التي لم تحرز اي تقدم علي مدي 21 عاما ومن المتوقع ان يشارك الرئيس الايراني احمدي نجاد في هذا الاجتماع وان يستخدمه كمنبر للهجوم علي ازدواجية المعايير الامريكية خاصة فيما يتناول امكانيات اسرائيل النووية. وكانت قضية التسلح النووي الاسرائيلي قد اثيرت بعد ان قام يوكيا امانو الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الذرية بتقديم تقرير لمجلس محافظي الوكالة في الاسبوع الماضي تناول فيه البرنامج النووي الاسرائيلي ورفض اسرائيل السماح للوكالة بمراقبة المنشآت النووية الاسرائيلية وامكانياتها. وامام دفع مجموعة دول عدم الانحياز لمناقشة وضع اسرائيل النووي وعلاقته بملف معاهدة منع الانتشار اعلنت واشنطن رفضها لهذا التحرك بدعوي ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست المنبر المناسب لمناقشة امكانية انضمام اسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووي. بل دافعت واشنطن بشدة عن موقف اسرائيل بدعوي ان الاخيرة تعاونت مع الوكالة الدولية وان مناقشة جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي ستناقش في مؤتمر دولي يعقد في عام 2102. وصرح فيليب كرولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية بأن دعوة الوكالة الدولية لاسرائيل للانضمام الي معاهدة عدم الانتشار خطوة غير ضرورية واوضح ان واشنطن تري ان هذا التحرك الدولي قد يؤدي الي تداعيات سلبية مثل تقرير جولد ستون الذي صدر منذ عام مشيرا الي ان هذا قد يؤدي الي اعاقة التقدم الذي تعتقد واشنطن انه اصبح ممكنا نتيجة المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.. وهكذا ستأتي واشنطن الي الاممالمتحدة من اجل مواجهة العالم من اجل عيون اسرائيل.