يلتقي الرئيس حسني مبارك صباح اليوم الأربعاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالبيت الأبيض في جلسة مباحثات مهمة تتناول سبل دعم المفاوضات المباشرة وتستمر لمدة ساعة ثم يلتقي مبارك بعدها بكل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو كل علي حدة. يركز الرئيس مبارك في مناقشاته مع أوباما علي قضية الاستيطان ورفض المجتمع الدولي للمستوطنات باعتبارها عقبة كبيرة في طريق السلام وقرب انتهاء فترة تجميد الاستيطان فليس من المعقول أن يكون هناك تجميد للاستيطان في فترة المباحثات غير المباشرة ثم ينتهي التجميد ويبدأ الاستيطان في مفاوضات مباشرة. ومن المقرر أن يلتقي مبارك كل هؤلاء القادة علي مائدة إفطار رمضاني يقيمها الرئيس أوباما بالبيت الأبيض كلقاء جماعي حيث يلقي خلاله الرئيس أوباما كلمة ثم الرئيس مبارك ثم يليه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني.. ثم تنطلق المفاوضات المباشرة في اليوم التالي بمقر وزارة الخارجية الأمريكية بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بحضور ورعاية هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية. زيارة ناجحة لفرنسا وصرح السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية فور وصوله إلي واشنطن بأن زيارة الرئيس مبارك للعاصمة الأمريكيةواشنطن قادما من باريس مهمة حيث أجري مشاورات مع الرئيس الفرنسي ساركوزي استغرقت اكثر من ساعتين وجرت في أجواء من الصداقة والعلاقات المتميزة. حيث أكد الرئيسان مبارك وساركوزي خلال المباحثات تأييدهما للمفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأعربا عن اعتقادهما بأن إطلاق المفاوضات المباشرة ليس نهاية المطاف ولكن لابد من قيام الأطراف الدولية الممثلة في الرباعية الدولية والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي والأممالمتحدة بمواصلة جهودها مع الاطراف الاقليمية الفاعلة مثل مصر من أجل ضمان استمرار المفاوضات ونجاحها. وكشف السفير سليمان عواد أنه قد عُرض علي مصر استضافة إطلاق المفاوضات المباشرة من مصر بمدينة شرم الشيخ وقال الرئيس مبارك: إن حضر الرئيس اوباما فأهلا وسهلا وإن لم يحضر فلا أستطيع انا كرئيس مصر ان اطلق مفاوضات دون حضور علي أعلي مستوي من جميع الاطراف بما في ذلك الطرف الأمريكي. ثم أعلن الرئيس الأمريكي أوباما استضافة هذه المفاوضات في واشنطن فرحبت مصر بذلك. هل تفشل المفاوضات ؟ وردا علي سؤال حول ما رددته بعض الآراء حول احتمالات فشل المفاوضات المباشرة. قال عواد: يثير البعض كثيرا من الشكوك وعلامات الاستفهام حول المفاوضات ولكن لا ينبغي أن نستبق الأحداث وأن نخلص علي أن نحكم علي المفاوضات بالفشل قبل ان تبدأ. وأضاف: إن الذين يذكرون أن هذه المفاوضات مصيرها إلي الفشل يستمدون هذا الرأي من أمرين الأول: هو الصورة السائدة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي آخذا في الاعتبار حكومته السابقة في التسعينيات وآخذا في الاعتبار أيضا عدم تنفيذه استحقاقات السلام وفقا لاتفاقي واي ريفر واتفاق الخليل (ايفرون).. وثانيا: التصريحات المعلنة حيث إن رئيس الوزراء نتانياهو بعد أن تولي الحكم كان اول لقاء يجريه مع زعماء العالم خارج إسرائيل مع الرئيس مبارك حيث أكد له أن الحكم عليه لابد أن يكون بأفعاله وليس بخلفياته وحكوماته أو أي انطباعات سابقة.. ويبقي أن يؤكد نتانياهو هذه الأقوال بالأفعال.. وأضاف عواد: إنه بالنسبة للتصريحات فليس كل ما يصرح به يعكس المواقف الحقيقية للاطراف لأن كلنا جميعا نعرف ظروف الائتلاف الإسرائيلي ولا ينبغي أن تقرأ التصريحات علي علاتها أو علي ظاهرها ولكن علينا أن ننتظر.. وشدد عواد قائلا: إنني لا أجزم بأن هذه المفاوضات سوف تنجح ولكنني لا استطيع أيضا أن اجزم بأنها سوف تفشل إذن دعونا لا نستبق الاحداث ولننتظر لنري هل ستستمر وهل ستنجح. مشيرا إلي أن تجربة مصر تقول إن صنع السلام يتم عندما يجلس الخصوم علي مائدة المفاوضات وجها لوجه ينظرون في أعين بعضهم البعض ويلقون بأوراقهم علي المائدة ويدافعون عن مواقفهم وهذه هي طبيعة المفاوضات المباشرة حيث إن المفاوضات غير المباشرة كان المقصود منها هو تهيئة الأجواء لانطلاق المفاوضات المباشرة ودعونا نأمل أن تستمر هذه المفاوضات المباشرة وأن تنجح فإذا ما نجحت فهذا هو ما نتطلع إليه وإذا ما فشلت فلن تكون هذه هي المرة الأولي أو الأخيرة التي تفشل فيها جولة من جولات السلام. مصداقية الرئيس لدي جميع الأطرف وردا علي سؤال حول ما تردد عن سبب مشاركة الرئيس مبارك في إطلاق المفاوضات. قال السفير سليمان عواد: إن الرئيس مبارك ومصر كانا دائما حاضرين في قلب أي تحرك من أجل عملية السلام ولا يستطيع الرئيس مبارك ألا يحضر وبالعكس هو حضر وشجع الرئيس أبومازن علي الحضور.. لأنه إذا قاطع الرئيس أبومازن هذه المفاوضات وإن فضلنا نحن أن نمكث في القاهرة ثم جاء نتانياهو وقال لو كانوا قد حضروا لكنت قد اتخذت القرارات الصعبة ولكنت قد قدمت تنازلات مؤلمة.. فعلينا أن نضع الخصم علي المحك وينبغي علي الفلسطينيين ألا يقاطعوا وعليهم ألا يبدو وكأنهم الطرف المعيق للمفاوضات والمقاطع لها.. ودعونا نكشف مواقف إسرائيل إن سلبا أو إيجابا فإن قدموا التنازلات المؤلمة والقرارات الصعبة سيكون هذا جيدا وإن لم يحدث فقد كشفناهم أمام العالم ليس فقط أمام الراعي الأمريكي ولكن أمام كل من يحاول أن يصنع السلام في هذه المنطقة الصعبة في الشرق الأوسط.. الدور المصري وردا علي سؤال حول الدور المصري في المرحلة المقبلة أشار عواد إلي أن الدور المصري ركز في الفترة الماضية علي تهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات المباشرة من حيث توقفت مع حكومة أولمرت فالجانب الفلسطيني لا يجب أن يبدأ من الصفر أو من فراغ في تلك المفاوضات المباشرة... مشيرا إلي أن الدور المصري بعد انطلاق المفاوضات سيكون نفس الدور الذي لعبته دائما وهو دور الراعي الإقليمي لهذه المفاوضات مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدة هي الراعي الدولي من بين أطراف الرباعية الدولية موضحا أن مصر لو استضافت هذا الاجتماع في شرم الشيخ علي المستوي الرئاسي كان ستتم دعوة جميع أطراف الرباعية الدولية بجانب الرئيس أوباما خاصة أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للسلطة الفلسطينية الذي يساعدها علي بناء القدرات والمؤسسات الدولية كما كان ستتم دعوة الرئيس الروسي ميدفيديف وبان كي مون أمين عام الأممالمتحدة ولكن الجانب الأمريكي وهو الجانب المضيف رأي أن تتم دعوة توني بلير ممثلا للرباعية الدولية بجانب الرئيس مبارك وعاهل الاردن... مشيرا إلي أنه علينا أن نطمئن أن علي جميع الأطراف في الرباعية الدولية وليس الجانب الأمريكي فقط أن يدعموا هذه المفاوضات المباشرة لأنه لا يستطيع طرف واحد فقط مهما بلغت قوته أن يصنع السلام ولا يستطيع الرئيس أوباما وأمريكا مهما ألقت بثقلها أن تضمن نجاح هذه المفاوضات لأن عملية السلام معقدة وتتصدي لقضايا شائكة.. في ظل القضية الفلسطينية التي بدأت منذ60 عاما وتحتاج هذه القضايا الشائكة إلي من يلقي بثقله وراءها ليس فقط من الجانب الأمريكي ولكن من باقي أطراف الرباعية الدولية والاطراف الإقليمية في الشرق الأوسط ومن أهمها مصر باعتبارها أكبر دول الشرق الأوسط وأول من صنع السلام مع إسرائيل وتمتع الرئيس مبارك بمصداقية لدي جميع الأطراف سواء الطرفين المتنازعين والأطراف الإقليمية كما أن الرئيس مبارك خاض جولات عديدة من التفاوض مع إسرائيل سواء في إعلان المبادئ أو مفاوضات طابا مع كلينتون وعرفات وإيهود باراك عام 2000 وكذلك مع الحكومات المتعاقبة حتي حكومتي أولمرت ونتانياهو.. مؤكدا أن عملية السلام لا تحتاج إلي جهود الجانب الأمريكي فقط إنما إلي جهد دولي متكامل من الرباعية الدولية وجميع الأطراف الإقليمية. قضايا الحل النهائي وحول رؤية مصر بالنسبة لقضايا الاستيطان وعودة اللاجئين قال السفير سليمان عواد إن المستوطنات أحد الموضوعات الستة الشائكة في قضايا الحل النهائي وأشار إلي أن هناك بعض الاقلام التي اطلقت علي تلك القضايا بالقضايا الجوهرية ولكن لابد أن نسمي الأشياء بأسمائها فهي موضوعات "الحل النهائي" وقد رأينا بخبرتنا في مصر أن الحدود هي القضية التي يمكن البدء فيها لأننا لو بدأنا بموضوع الحدود الدائمة والنهائية وليست المؤقتة كما حاول نتانياهو وبيريز الترويج لها ونجحنا في تحقيق اختراق في هذا الموضوع فسوف تتبع ذلك اختراقات مناسبة وعلي نحو تلقائي لمعظم موضوعات الحل النهائي الأخري. وأضاف عواد أن الأراضي التي تقع داخل الحدود التي يتم الاتفاق عليها للدولة الفلسطينية ستكون مستوطنات غير شرعية يجب إخلاؤها أما ما يقع خارجها فهي مستوطنات شرعية في أرض اسرائيل.. ويستتبع قضية الحدود قضية المياه والانهار وأشار عواد الي ان الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967 اقام المستوطنات في الاماكن التي يوجد فيها الماء. كما سيترتب علي هذه القضايا مناقشة قضية القدس حيث إنها ارض محتلة يتم تحديد حدودها التي ستتبع الأراضي الفلسطينية وقال عواد إن قرار تجميد الاستيطان سينتهي يوم 26 سبتمبر وموقف مصر الذي سيذكره الرئيس مبارك للرئيس أوباما في مباحثاتهما الثنائية ان المجتمع الدولي بأسره يعتبر المستوطنات عقبة كبيرة في طريق السلام كما انه ليس من المعقول أن يكون هناك تجميد للاستيطان في فترة المباحثات غير المباشرة ثم ينتهي التجميد ويبدأ الاستيطان في مفاوضات مباشرة مشيرا إلي أنه إذا حدث ذلك علي حكومة إسرائيل ان تتحمل ذلك رافضا تحميل أبومازن المسئولية بالادعاء بأن الجانب الفلسطيني قد ضيع عشرة اشهر في التمسك بوقف الاستيطان موضحا أن الحكومة الإسرائيلية تعلم تماما موقف المجتمع الدولي المعارض للاستيطان كما أن الشريك الأمريكي الذي يعتبر من أكثر الحلفاء المتعاطفين مع إسرائيل يعلن منذ سنوات أن المستوطنات عقبة في طريق السلام كما ان العديد من قرارات الاممالمتحدة والرباعية الدولية تدين بناء المستوطنات وإسرائيل تعلم ذلك وإذا أقدمت علي استئناف الاستيطان بعد ايام قليلة من استئناف المفاوضات المباشرة فستكون مسئولة مسئولية كبيرة عن انهيار هذه المفاوضات او تراجع فرص نجاحها أو توقفها. وردا علي سؤال حول مطالب نتانياهو بالاعتراف ب"يهودية دولة إسرائيل" قال إن هذا المطلب هو التفاف اسرائيلي حول حق اللاجئين في العودة وهو حق ثابت بقرار الاممالمتحدة رقم 194 لعام 1947 وهو حق إنساني وقانوني مضيفا إنه علي إسرائيل التي تزعم أنها واحة للديمقراطية في الشرق الأوسط أن تجيب عن سؤال "ما هو مصير عرب 48 الذين يشكلون 20% في حالة الاعتراف بيهودية الدولة وعندما يعاملون معاملة مواطنين من الدرجة الثانية". وثيقة تاريخية مهمة أشار عواد إلي أن الرئيس مبارك قدم للرئيس أوباما في اول زيارته لمصر عندما ألقي كلمته للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة العام الماضي صورة زنكوغرافية لقرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بإسرائيل الذي وقعه الرئيس هاري ترومان في 14 مايو 1948 حيث حذف بقلمه كلمة "يهودية" وكان نص القرار ان الولاياتالمتحدة تعترف بقيام دولة يهودية في إسرائيل حيث شطب كلمة "يهودية" وذكر الرئيس مبارك للرئيس اوباما أن ترومان كان زعيما للحزب الديمقراطي حيث أكد اوباما انه لم يكن يعلم بوجود هذه الوثيقة كما سلم الرئيس مبارك نسخة أخري من هذه الوثيقة إلي نتانياهو عند زيارته لمصر الذي نفي علمه بالوثيقة. وقال عواد إن الجانب المصري بإعداد مواقفه التفاوضية بأعلي مستوي من الخبرة في التفاوض. حجج نتانياهو وردا علي سؤال حول ما يتردد عن اتمام اتفاق سلام خلال عام و تنفيذه علي عشر سنوات قال عواد: إن نتانياهو هو من قال إن الفلسطينيين اذا حضروا للتفاوض من الممكن عقد اتفاق سلام خلال عام.. ولكن عندما قال الامريكان ذلك جاء ليقول لا هذه الفترة غير كافية وعندما صدر بيان اللجنة الرباعية في 20 أغسطس سعت مصر لأن يتضمن البيان الدعوة إلي المفاوضات المباشرة لابد ان يكون بنفس كلمات البيان الصادر عن اللجنة في 19 مارس في موسكو.. وكان بيانا قويا ولكنهم رفضوا.. وقالوا إننا نملك المسعي فقط ولا نملك ان نفرضه لأنه في النهاية.. قد لا يذهبون إلي المفاوضات.. وأوضح عواد أن قبول الفلسطينيين والعرب للمفاوضات سيقطع الطريق علي حجج نتانياهو والادعاء بأنه كان علي استعداد لتقديم تنازلات لكنهم رفضوا السلام.. والمعروف أنه في الطرق الدبلوماسية اذا لم يؤد المسعي ثماره فعلي الأقل ستنجي بعض الثمار ولولا المساعي المصرية لصدر بيان الرباعية بشكل مؤسف.. قال عواد إن مصر أكدت لمختلف الاطراف المعنية بالسلام أن العملية السلمية لا تبدأ من فراغ.. فكل أسس التسوية قائمة وجاهزة وينقصها فقط بعض عمليات الضبط الصغيرة وإن خلصت النوايا فلنا في حاجة لأكثر من شهر.. أما بشأن تنفيذ الاتفاق لفت عواد الانظار الي اتفاق السلام مع مصر والذي تم تنفيذه علي أربع سنوات وعلي 4 مراحل بخلاف الانتهاء من مشكلة طابا عن طريق التحكيم الدولي.. وكانت مصر منتصرة في حرب اكتوبر واوجعت إسرائيل وتتحدث بصوت واحد مشيرا إلي أن المقاومة في فلسطين لم ترق أبدا إلي أن تكون مقاومة توجع العدو وتؤلمه وتدفعه للاعتراف بالحق.. كما أن الفلسطينيين لا يتحدثون بصوت واحد فهناك حماس و13 فصيلا آخر وهذا هو الفارق في المفاوضات.. وهذا الموقف يعطي الجانب الآخر الذرائع تلو الذرائع لاختلاق أسباب لعدم التنفيذ أو إطالة المدي أكبر قدر ممكن من السنوات.. علي سبيل المثال يدعي نتانياهو أنه لابد أن يكون للقوات الإسرائيلية تواجد علي الحدود ولن يقبل بقوات دولية أو غيرها حتي لا يتكرر ما حدث عند الانسحاب من جنوب لبنان الذي حدثت بعده حرب مع حزب الله وبعد انسحابها من غزة حدث الانفصال.. متذرعا بالقول إنه لن يسمح بوجود إيران علي الحدود في الضفة.. ومصر تؤكد أن أي حل - أي اتفاق سلام - ببساطة يعني إنهاء الاحتلال وليس من المتصور في ظل اي اتفاق سلام ان يبقي الاحتلال ممثلا بأي عدد من الجنود ويجب ان ينسي وجود أي قوات اسرائيلية في غور الأردن.. وفي المقابل فإن الجانب الفلسطيني مرن يستطيع قبول اي قوة عربية أو اسلامية أو دولية من الأممالمتحدة ومجلس الأمن أو أمريكية خالصة.. ويرفض أي قوة إسرائيلية لأن ذلك سيعني استمرار الاحتلال. وهذا هو الموقف الفلسطيني الذي تؤيده فيه مصر والدول العربية لأنه لا يمكن لأي عربي قبول استمرار تواجد اسرائيلي بحجة وجود ترتيبات أمنية.. وهذا هو البند السادس في مفاوضات الوضع النهائي.. الانقسام الفلسطيني وحول الانقسام الفلسطيني وتأثيره علي قدرة الرئيس الفلسطيني في اتخاذ قرارات شجاعة في المفاوصات أكد عواد ان السلطة الفلسطينية تدخل هذه المفاوضات باعتبارها السلطة المنتخبة ديمقراطيا من جانب الشعب الفلسطيني وإذا ما قدر للرئيس الفلسطيني ان يصل إلي اتفاق سلام مشرف وعادل ومتجاوب مع تطلعات الشعب الفلسطيني فإنه يستطيع أن يذهب به إلي شعبه ويقول هذا ما استطعت أن احصل عليه.. ولن يستطيع عندها أحد من حماس أو غيرها أو من ورائهم من الدول أن يسبح ضد التيار.. والوقوف ضد تطلعات الشعب الفلسطيني الطامع في إنهاء الاحتلال وحياة كريمة وعالم حقيقي.. أوضح عواد أن موقف حماس ينظر إلي أن الوضع الدولي الحالي غير موات للقضية الفلسطينية وعلينا أن ننتظر حتي يتعدل الوضع الدولي حتي لو استغرق ذلك سنوات.. مع الأخذ في الاعتبار أن هؤلاء لا يعنيهم طول المدة الزمنية للانتظار مهما طالت.. فقالوا ننتظر 600 سنة!!! كيف هذا والارض يتم التهامها سنة بعد أخري.. ومشروعات الاستيطان مستمرة وتتوسع عاما بعد آخر.. ولم تنجح الجهود في وقفها حتي من خلال الاممالمتحدة بسبب الفيتو الأمريكي المستمر.. والذي تم استخدامه لأكثر من 500 مرة منذ انشاء الاممالمتحدة معظمها لصالح إسرائيل.. وعن علاقة الإعلان عن المفاوضات المباشرة قبل انتهاء المهلة المعلنة لتجميد الاستيطان قال عواد: إن يوم 26 سبتمبر وهو تاريخ تمديد أو انهاء تجميد الاستيطان سيأتي أثناء انعقاد أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة وفي ظل انعقاد عدة اجتماعات رفيعة المستوي لقيادات الدول من مختلف انحاء العالم.. أشار إلي أنه علي الرغم من كون قرارات الجمعية العامة لا تعدو كونها مجرد توصيات الا أنها تحرج وتكشف المواقف المختلفة للدول. وحذر عواد من دعوات سحب المبادرة العربية للسلام حتي لا تستغلها إسرائيل في الادعاء بإن العرب لا يريدون السلام.. والمبادرة مطروحة منذ العام 2002 . وأشار إلي أنهم يتحدثون عن تعاون دولي واقليمي.. ولا يتحدثون عن تحقيق السلام أولا. ونفي عواد وجود ورقة امريكية جديدة مقدمة أمام المفاوضات المباشرة، إلا أنه أكد أن الدعوة الأمريكية لإطلاق المفاوضات المباشرة وحدها غير كافية ولابد أن تكون للإدارة الامريكية رؤية وموقف ومسعي مستمر ومتجدد لإنقاذ المفاوضات كلما وصلت إلي طريق مسدود.. لتقريب وجهات النظر بين الأطراف..