ألا توجد لدينا استراتيجية واضحة للتعليم العالي في مصر.. وماذا تحتاج البلاد من الخريجين.. وهل يتحمل سوق العمل ملايين الخريجين من الجامعات الحكومية والخاصة والاجنبية والمعاهد العليا ولماذا التوسع في التعليم النظري علي حساب التعليم الفني الذي تحتاجه التنمية. هذه مجرد ملاحظات علي ما يحدث في التعليم العالي وقضية استقلال الجامعات التي تسعي للفشخرة بإنشاء كليات واقسام للاعلام في وقت لا يتحمل الاعلام المصري هذه الاعداد الضخمة من الخريجين وبالتالي يعمل الخريجون في وظائف بعيدة عن الاعلام او يصبحون عاطلين عن العمل.. واتذكر انه عندما تم انشاء معهد الاعلام في جامعة القاهرة تم تحديد اعداد المقبولين ب 250 طالبا وطالبة دخل منهم 220 طالبا وطالبة وبعد عامين فقط تم تحويله إلي كلية الاعلام يلتحق فيها المئات من الحاصلين علي الثانوية العامة ثم تم انشاء اقسام للصحافة والاعلام بالجامعات بدأت بكلية اللغة العربية بجامعة الازهر ثم كلية الآداب بسوهاج وبعدها بدأت اقسام الصحافة والاعلام تغزو كل الجامعات المصرية وكأن الاعلام المصري في حاجة للآلاف من الخريجين سنويا بل تم انشاء كلية للاعلام في بني سويف ويجري انشاء كلية في جامعة جنوب الوادي بخلاف كليات واقسام الاعلام في الجامعات الخاصة والمعاهد العليا نفس الشيء ينطبق علي كليات التجارة والحقوق والآداب بالاعداد الهائلة التي تلتحق بها.. ولم يتم السعي لإنشاء كليات فنية بالجامعات.. بل ان معهد التكنولوجيا في حلوان تم تحويله إلي كلية الهندسة بجامعة حلوان فيما بعد. يا سادة مطلوب استراتيجية واضحة لاحتياجات الدولة من الخريجين طبقا لخطط التنمية وتقليص الاعداد حتي يتم اعداد الخريجين بشكل افضل لسوق العمل وتكون لديهم المهارات اللازمة لذلك.. ان الكرة الآن في ملعب وزارة التعليم العالي والمجلس الاعلي للجامعات.. ومجلس الجامعات الخاصة لتطبيق استراتيجية واضحة للتعليم العالي في مصر.. مع سرعة إلغاء التعليم المفتوح.