دعت د. هبة الرحمن أحمد، رئيس نقابة المخترعين، الأستاذ بالمركز القومي لبحوث الإسكان، إلي إنشاء مركز قومي للمخترعين لتبني أفكارهم واختراعاتهم لتنفيذها علي أرض الواقع، مؤكدة أن المركز سيجري دراسات جدوي للاختراعات ومدي ملائمتها مع متطلبات السوق المحلي، وإجراء تجارب تشغيل علي نماذج الاختراعات المقدمة. وأكدت أنه في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها فئة المخترعين وما يتعرضون له من صعوبات في طريق ابتكاراتهم، يأتي دور نقابة المخترعين وهي أحدث كيان يظلل ويحمي كل مخترعي مصر من الشباب والكبار، يوجههم ويحمي حقوقهم ويساندهم معنويا وحقوقيا، وفي انتظار الدعم المادي سواء بتوفير ميزانية خاصة لها من الدولة أو بالجهود الذاتية ومشجعي الابتكار من رجال الأعمال. د. هبة الرحمن أحمد، تخرجت في كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1994، لتحصل بعدها علي ماجستير هندسة التصميم الميكانيكي والإنتاج من جامعة عين شمس، ودبلوم التطبيقات الصناعية ومعالجة المواد بالليزر في جامعة القاهرة، وبعدها ماجستير تطبيقات الليزر في الصناعة، لتقرر بعدها استكمال رحلة العلم بأوروبا، وتحديدا في هولندا التي حصلت منها علي شهادتي دكتوراه، الأولي من الجامعة الحرة في إدارة المشروعات الهندسية، والثانية في علم المواد من الأكاديمية الهولندية للعلوم والآداب. سجلت د. هبة 30 براءة اخترع في موضوعات متعددة من بينها، تصنيع القوالب المعالجة بالليزر للصناعات المختلفة، تصنيع مادة مركبة للتطبيقات الصناعية والأسنان، وحدة تغيير التركيب المجهري بالليزر والاشعاع، فرن الصهر النظيف بالليزر، تثبيت التربة بالبازلت والبازلت المصهور، وحدة بنائية كروية ذات جدران منزلقة، وجهاز لتطهير ومعالجة المياه بواسطة أشعة الليزر متعددة الأطوال الموجية. تابعة لمن نقابة المخترعين؟ - نقابة المخترعين المصريين تنظيم يتبع النقابة العامة للعاملين بالبحث العلمي باتحاد نقابات عمال مصر برقم 743/2012 وتبعا لأحكام القانون 35/1976 وتعديلاته، والمنبثقة عن الجمعية المصرية للمخترعات وشباب المخترعين المشهرة بمصر برقم 4118 / 2011جيزة إلي النقابة العامة للاختراع والإبداع، وأهم ما تقوم به هو مساعدة المبتكرين وتقديم العون لهم معنويا بشتي الطرق وتحضير ملفات براءات الاختراع، وإكسابهم خبرة التعامل مع برامج الكمبيوتر وكيفية تسجيل براءة الاختراع. وما أهم انجازات النقابة؟ أهم ما قامت به نقابة المخترعين المصريين وضع مصر علي أجندة الاتحاد الدولي للاختراعات لأول مرة في عام 2015، كما تم إدراج مصر كعضو مراقب في المنظمة العالمية للملكية الفكرية كأول منظمة غير حكومية مصرية تعني بالاختراع والابتكار، بالإضافة إلي الحصول علي عضوية منظمة دعم الملكية الفكرية، وإدراج مصر كعضو مجلس إدارة في شبكة اتحاد المخترعين الأفارقة، كما تقدمت النقابة بمجموعة من المقترحات الخاصة بدعم المخترعين وتم إدراج ثلاثة بنود خاصة بالمخترعين وحقوقهم وحماية وتنفيذ اختراعاتهم وتعد هذه البنود بنود رائدة في دساتير العالم. 500 مخترع وما عدد المشتركين وطرق الالتحاق بالنقابة؟ - النقابة تضم نحو 500 مخترع وهم في زيادة يوميا، كما أن صفحة النقابة علي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بها أكثر من 6 ألاف عضو وهذا يدل علي أنها تفيد المبتكرين المصريين، وقيمة الاشتراك في النقابة جنيه واحد سنويًا، والأوراق المطلوبة للاشتراك في النقابة هي صورة بطاقة أو شهادة ميلاد وصورة شخصية إلي جانب بعض المعلومات عن الاختراع دون تفصيل حتي يحفظ له حق الملكية. وكم عدد براءات الإختراع التي يتم تسجيلها سنويا؟ - يصل عدد براءات الاختراع التي نتقدم بها للجهات المختصة سنويا حوالي 2000 براءة إلا أن ما يتم تسجيله منها لا يتعدي ال 100 براءة فقط وهو رقم ضعيف للغاية مقارنة بعدد السكان في مصر والذي تخطي ال 90 مليون نسمة. وما أسباب ضعف عدد براءات الاختراع المسجلة؟ - هناك مشكلات متعددة يعاني منها المخترعون والباحثون في مصر منها عزوفهم عن تسجيل ما يتوصلون إليه مما يعرضه للسرقة، عدم وجود دعم كاف من قبل المستثمرين وعدم قيامهم بتبني أيا منها، غياب مفهوم الملكية الفكرية وعدم الأمان لمكتب براءات الاختراعات المصري، إلي جانب غياب دور رجال الأعمال المصريين في تمويل الاختراعات المصرية، وبالتالي يجب علي الإعلام الاهتمام بالمخترعين وتنمية الابتكارات المصرية وتعريف أهمية الاختراع في تطوير وحل مشكلة المجتمع. وما الحل؟ - أولا: يجب العمل علي إيجاد نظام إلكتروني لتسجيل براءات الإختراع، حيث أن هناك شبابا من محافظات بعيدة لا يقومون بتسجيل براءات الاختراع بسبب بعد مكان الجهات المختصة عنهم وبالتالي في حالة وجود نظام إلكتروني يمكن زيادة كم البراءات المسجلة أما قوانين تسجيل براءات الاخترع الحالية فهي تحتاج للنسف وليس التعديل، كما يجب إنشاء مركز قومي للمخترعين لتبني أفكارهم واختراعاتهم لتنفيذها علي أرض الواقع، كما نحتاج في مصر أيضا إلي قوانين لضبط عملية الاستثمار في الاختراعات وتشجيع المستثمرين علي دعم المخترعين من خلال توفير أراض بنظام شراكة مع الدولة وتوفير الاعفاءات الجمركية لها. ما معني الاستثمار في الاختراعات؟ - هذا يعني تشجيع الاستثمار في مجال الاختراع بالنسبة للمخترع الذي يرغب في تحويل براءة الاختراع الخاصة به إلي شيء عملي، أو بالنسبة للمستثمر الذي يتبني نقل إحدي براءات الاختراع للصناعة من خلال إعطاء كافة الإعفاءات الجمركية والضريبية التي يتمتع بها المستثمرون، كذلك وضع إمتيازات للمستثمرين لتأسيس مشروعات ذات طابع إبتكاري، وإقرار نظام للشراكة بين الدولة والمخترعين والمستثمرين بحيث تساهم الدولة بالأراضي والمرافق كنسب استثمارية في الاختراعات المصرية، كذلك يجب العمل علي تأسيس بنك المخترع وطرح أسهمه للاكتتاب لتوفير استثمارات لنقل الاختراعات وتقليل المخاطر. تعديل القوانين وماذا عن القوانين الخاصة بتنظيم الاختراعات وعمل الباحثين؟ - نحن الآن في أمس الحاجة إلي تعديل التشريعات القائمة، حيث أنه يجب العمل علي إيجاد بدل تفرغ للمخترع أسوة بالأدباء والشعراء، كذلك يجب أن يحصل الطلاب علي نسب نظير اختراعاتهم تضاف إلي مجموعهم التراكمي، وتخصيص نسبة من الوظائف الحكومية للمخترعين، واحتساب فترة اشتراك المخترع في المؤتمرات والمعارض الدولية مأموريات عمل يحصل بموجبها المخترع علي بدل سفر أسوة بالبطولات الرياضية، كما يجب أيضا تأسيس صندوق دعم المخترعين لسداد رسوم براءات الاختراع والرسوم السنوية ومصروفات النماذج الأولية للتخفيف عن كاهل المخترعين، كما يجب أيضا أن تحتسب براءات الاختراع كسنوات خبرة وتحسب ماليا وإداريا للموظفين للتشجيع علي زيادة البحث والابتكار. وما أهم الاختراعات والمؤلفات التي قمت بتأليفها؟ - سجلت 30 براءة اختراع في مجالات متعددة، كما تم اختياري كواحدة من أفضل 100 عالم عام 2012 طبقا لتصنيف جامعة كمبريدج البريطانية، وحصلت علي جائزة الشباب العربي المميز في البحث العلمي والاختراع من مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة جامعة الدول العربية عام 2013، ومن أهم أفكار براءات الاختراع التي قمت بتسجيلها تحسين خواص سبائك التايتنيوم بالمعالجة بالليزر، تصميم ماكينة المواد المركبة ذات الأشواط الأربعة، وحدة صناعية لتحضير المواد النانومترية بواسطة المجالات المغناطيسية والليزر، تصميم وتصنيع وحدة معالجة وصهر وتعقيم باستخدام الليزر، وجهاز لتطهير ومعالجة المياه بواسطة أشعة الليزر متعددة الأطوال الموجية. كما أنني قمت بتأليف عدة كتب من بينها التكنولوجيا المصرية في المواد المركبة، إدارة مشروعات الإسكان منخفض التكاليف المشكلات والحلول، دراسة المخاطر والأزمات والكوارث في المشروعات الهندسية، إدارة عمليات تسرب النفط من الناقلات، أزمات العقود الإدارية في المشروعات الهندسية، المواد المتناهية الصغر وتطبيقاتها، والطاقة الشمسية.