تزخر مصرنا الحبيبة بالكثير من المبتكرين والمخترعين في كافة المجالات. حيث لم تأت ثورة 25 يناير المجيدة من فراغ لمجرد ان تكشف وجودهم فقط بل هم موجودون عبر كل الأزمان التي عاصرناها.. إلا أنه حان الآوان لنستفيد من ابتكاراتهم لدفع مسار النهضة والتنمية إلي الأمام.. وكان ل "المساء" لقاء مع عدد من النماذج المتميزة منهم في مجالات متنوعة: لوضع الحلول لمشكلة نشوب الحرائق الفجائية بالشركات والمؤسسات والمنازل.. يقدم حسام عبدالله موافي- 39 عاماً- براءات اختراع لأجهزة متخصصة لمكافحة الحرائق. أوضح أنه قام بتصنيع أجهزة متخصصة لإطفاء حرائق آبار البترول والغاز ومحطات الوقود. فالجهاز الأول يعتمد علي القضاء علي أي حريق ينشب في أي بئر بترول أو حقل غاز في دقائق معدودة وذلك لأنه يوفر أهم عنصر من عناصر مكافحة الحرائق من خلال الوصول للمادة الفعالة لمكافحة الحرائق أسفل قاعدة اللهب وهو ما يستحيل الحصول عليه باستخدام الطرق التقليدية الأخري. كما لفت إلي أنه يملك براءة اختراع أخري لجهاز مانع لانفجار انبوبة البوتاجاز. يشير إلي أن هذا الجهاز يؤمن انفجار انبوبة البوتاجاز أو أي خزان به غاز قابل للانفجار تحت أي ظروف حيث يعمل للحفاظ علي الضغط داخل الخزان في الحدود الآمنة.. كما يتميز هذا الجهاز اقتصاديا بإنه لا يتكلف سوي جنيهات قليلة عند تصنيعه بكميات كبيرة ويتم تركيبه ببلف الاسطوانة ويحقق مكاسب مالية تصل إلي 300 مليون جنيه كل خمس سنوات عند تعميم تصنيعه. لافتاً إلي أن الجهاز حصل علي العديد من الجوائز الدولية. يقدم مايكل صبحي ميشيل -26 عاماً- اختراعاً لمشكلة تؤرقنا منذ أكثر من نصف قرن.. حيث اخترع روبوت يعمل علي إزالة الألغام.. قال إن فكرته تعتمد علي تصميم مبتكر لروبوت قام بتصميمه ويضم جهاز استشعار داخلي يستشعر وجود الألغام ويتم توجيهه عن طريق ريموت كنترول ليقوم من تلقاء نفسه باستشعار وجود الألغام ويعمل علي إزالتها.. ولفت إلي أن مشكلته تكمن في نقص التمويل والتسويق بهدف الوصول بهذا الروبوت إلي الوضع النموذجي من أجل تعميمه وحل مشكلة الألغام التي تعاني منها مصر منذ سنوات عديدة. المخترع فريد حماد -33 عاماً- الذي ابتكر آلة تعمل ذاتياً وتستمد طاقتها من الجاذبية الأرضية لتحولها إلي طاقة كهربائية. وذلك بعد بحث دام 7 سنوات توصل خلالها إلي نموذج بسيط لتحويل طاقة الجاذبية الأرضية إلي طاقة حركية وكهربية فاعلة يمكن الاعتماد عليها كمصدر دائم للطاقة. يقول حماد: تركزت أبحاثي حول طاقة الجاذبية لأنها مصدر مثالي يتميز بالوفرة في كل وقت وفي كل مكان. ومن هنا يمكن القول في حال تطبيق هذا النظام علي نطاق دولي واسع سيتبدد الخوف من نضوب مصادر الطاقة. فهو نظام اقتصادي متكامل حيث تقل تكلفته علي المدي البعيد بنسبة 75% عن مثيلاتها في إنتاج الطاقة. فضلاً عن توفير الوقود المستخدم في النظم المماثلة "الديزل أو السولار". إلي جانب تخفيض معدلات التلوث.. لافتاً إلي أن أهم مميزات الاختراع استغلال الشق المغناطيسي لقوي الجاذبية في المجال الأرضي فلا يحتاج إلي تغذية خارجية من منتجات الطاقة التقليدية والعمل بشكل مستمر لأنه لا يعتمد علي مصدر وقتي للطاقة ويتميز بصغر الحجم وقلة التكاليف.. كما أنه نظام مرن حيث يمكن إنتاج وحدات منه صغيرة بأحجام سنتيمترات فعالة من إنتاج الطاقة رغم صغر حجمه وقلة تكلفته. تعرفنا علي المخترع وائل صبري -39 عاماً بكالوريوس هندسة- حيث تمكن من ابتكار جهاز "cd cassete" الموجود حالياً بالأسواق العربية. وهو عبارة عن جهاز أشبه ب"cd rom" ولكنه يخص شرائط الكاسيت ومن خلاله يمكن نسخ الشرائط الصوتية علي أجهزة الكمبيوتر. قرر ان يصمم برنامجاً معرباً من الأوتوكاد وأسماه "ع". ومن بعده استطاع إضافة الألوان للرسوم الهندسية من خلال تعديله لبرنامج "coral drow" وعمل علي تسويقه. كانت تلك النجاحات سبباً في أن قام بإنشاء شركة برمجيات خاصة به. وبدأ في محاولة للتفتيش عن المشكلات التي تبحث عن حل تقني. حينها أتته فكرة تحويل المادة الصوتية أو المرئية الموجودة علي أشرطة الكاسيت إلي ملفات رقمية "ديجيتال" يمكن تشغيلها علي أجهزة الكمبيوتر. بالفعل نجح منذ عام 1997 حتي عام 2003 في الانتهاء من اختراعه وقام بتسجيله. بعد أن حصل علي تمويل من أحد رجال الأعمال السعوديين بمبلغ 500 ألف دولار. يري "وائل" أن فكرة الاختراع جاءت من خلال دراسته المتعمقة لحاجات الآخرين. فالعالم وثق نحو 100 عام من شرائط الفيديو بنقلها إلي الاسطوانات المدمجة والأقراص الصلبة. ولكن لم يفكر أحد في إنتاج جهاز يتم من خلاله نسخ شرائط الكاسيت إلي الأقراص الصلبة والمرنة بسهولة وجودة عالية. ولهذا نجحت الفكرة وتم تطبيقها علي أرض الواقع ومن خلالها تم تعويض تلك الفجوة. حول العقبات التي واجهته قال: لم يكن حصولي علي التمويل الضخم من المستثمر السعوي أمراً سهلاً. حيث جلست معه في أحد الفنادق. واقتنع الرجل بالفكرة. ولكنه طلب أخذ الجهاز مني لفحصه قبل ان يوافق علي التمويل. فترددت للحظات خوفاً من سرقة الفكرة. فأحس المستثمر بما يختلج نفسي من مخاوف. فقال لي كلمة واحدة "إذا لم تكن واثقاً فيّ فلا داعي لإكمال المشروع". أضاف: "لم يكن أمامي وقتها سوي الموافقة لعدم وجود بديل. وحينما عرض المستثمر الجهاز علي مجموعة من الخبراء نال استحسانهم ووافق علي التمويل". أسامة عبدالقادر متولي -32 عاماً- حاصل علي براءة اختراع لجهاز حماية البيئة من التلوث والانبعاثات السامة قال إن فكرة جهازه تولدت من خلال تطويره لنظرية علمية قديمة كانت مستخدمة في مجال الطب وطورها واستفاد منها في ابتكار جهاز جديد يتم تركيبه علي المداخن والمصانع أو المحارق أو أي أنشطة صناعية أخري ينتج عنها انبعاثات سامة تؤثر علي الإنسان والبيئة ويقوم الجهاز بدوره بتحويل المواد المنبعثة إلي خليط من الرواسب الجيرية الغنية بمركبات الكالسيوم وتستخدم كسماد للتربة الزراعية. أشار إلي أن المشكلة التي واجهته في البداية هي صعوبة التمويل لتنفيذ نموذج أولي للجهاز إلي أن جاءت الفرصة من خلال دعم نادي العلوم والتكنولوجيا بالمنصورة له. وما يتميز به هذا الجهاز رخص تكلفته مقارنة بأسعار الأجهزة الأخري فتكلفة الفلاتر المستوردة لتنقية التلوثات المنبعثة من المصانع تصل إلي 100 ألف جنيه للفلتر الواحد.. في حين أن تكلفة هذا الجهاز تبلغ 15 ألف جنيه فقط.. ولفت إلي أن هذا الجهاز حصل علي عدد من الجوائز المختلفة. الباحثة هبة الله أحمد -38 عاماً- حاصلة علي براءة اختراع لجهاز الكتروني لمعالجة المركبات المختلفة بالليزر. وتشير إلي أن هذا الجهاز يتميز بفعاليته ورخص سعره فضلا عن توفيره للوقت والجهد إلي جانب حصوله علي عدد من الجوائز. من ابتكارات أحد العقول المصرية النابغة في المجال البيئي تمكن المبتكر المصري محمد عبدالصمد -29 عاماً بكالريوس خدمة اجتماعية- من اختراع جهاز يسمي "RGW" ويعالج ظاهرة "الاحتباس الحراري" التي يعاني منها العالم. قال عبدالصمد عن جهازه إنه يرتبط في طريقة عمله بمحطات تنقية المياه ومحطات الكهرباء وهو يوصل بمبردات عن طريق شلترات لاسلكية تعمل من خلال موجات تساعد علي تجديد الأوكسجين والقضاء علي الغازات الدفينة بنسبة 65%. وتعمل هذه الموجات ايضاً علي زيادة خصوبة التربة.. لافتاً إلي أنه يعد الجهاز الوحيد في العالم الذي يعمل بهذه الطريقة. سيحل ظاهرة الاحتباس الحراري. كما يقلل الجهاز انبعاث الغازات الدفينة عن طريق دفع الموجات في باطن الأرض. لفت إلي أن من أهم مميزات الجهاز الأخري أنه يوفر 7 ملايين فرصة عمل. فضلا عن الأرباح التي سيتم جنيها من خلال بيع الجهاز لدول العالم. مطالب مشروعة نظراً لما ترجوه كل فئة من فئات المجتمع المصري المختلفة بهدف لمس إنجازات ثورة 25 يناير المجيدة.. أجمل المخترعون مطالبهم في الآتي: إنشاء نقابة للمخترعين أو اتحاد نقابات عمالية. إضافة مهنة مخترع لبطاقة الرقم القومي وجواز السفر. وعمل بدل تفرغ للمخترعين. توفير الدعم والتمويل اللازم لاختراعاتهم. عمل مسابقات كبري لتشجيع البحث والابتكار وإعفاء جميع الأفراد المصريين نهائياً "وليس الطلبة فقط" من رسوم تسجيل براءات الاختراع والرسوم السنوية وذلك بهدف تشجيع الاختراع والابتكار. كما طالبوا بضرورة وجود مقعد للمخترعين في مجلسي الشعب والشوري من بين الأعضاء المعينين لتوصيل مطالب واحتياجات المخترعين للسلطة التنفيذية. وضرورة حصولهم علي علاوات تشجيعية وسنوات خبرة عن كل براءة اختراع.