أسمع صوت الشهيد وكأنه يوجه لنا جميعاً اللوم علي ما نفعله بمصرنا الغالية، باسمعه يقول اللهم اجعل دمي ناراً علي كل من طغي واستبد، اللهم اجعل دمي ناراً علي كل من لعب بمقدرات هذا الشعب الطيب المسالم، واجعله ناراً علي من يتصارعون علي مناصب زائلة، واجعله ناراً علي من أهمل وقامر بمستقبل هذا الشعب الطيب المسالم، تركونا علي الحدود والتفوا جميعاً حول »تورتة« صنعها شباب يناير بدمائهم أيضاً فكلنا شهداء، أبناء هذا الشعب الطيب، ليس منا ابن وزير ولا اعلامي ولا سياسي كبير ولا خطيب فضائيات ليس له عمل سوي تصديع رؤوسنا بكلام معاد ومكرر ولا صحفيون تركوا القلم واستغلوا الميكروفون وعشقوا الشاشات الملونة. أسمع صوت الشهيد يقول تركت أبنائي لمن لا يحمل الجميل ولا يقدر الدماء التي سالت تروي الأرض الطيبة، وليس لهم سوي الله عز وجل.. وأقول إنكم عند رب كريم وإنكم أحياء ترزقون.. وأقول لكل الشعب المصري علينا ألا ننسي هؤلاء الشهداء، لقد كانوا بالأمس بيننا أحياء، يباهون الدنيا بآمالهم وطموحاتهم وشبابهم وسواعدهم، والآن تركناهم وديعة عند الله عز وجل بعدما تركناهم وحدهم علي الحدود، وتركنا من قبلهم شهداء 7691 الذين عانوا الأمرين من قيادة طاغية مستبدة قدمتهم لآتون الحرب بلا عتاد واستشهدوا علي رمال سيناء.. ثم جاءت حرب أكتوبر نصر العرب الوحيد ففرح الجنود الذين أتوا بالنصر وأخذوا ثأرنا ثم قتل الإرهابيون قائد النصر أنور السادات ومات بطل الحرب والسلام شهيداً.وظهر الإرهاب بعد قتله ثم قضينا عليه وبدأنا البناء ولكن هناك من يتربص بمصر علي مدي التاريخ فعاد مرة أخري ليقضي علي أمل مصر في البناء والتنمية إنه مسلسل ممل نبني ثم نهدم وكله بأيدينا فالحرب الآن هي الهدم بأيدي أبنائنا وليس بيد العدو أيا كان. إن صوت الشهيد سوف يظل يرن في آذاننا كالأجراس فإما تستيقظ ضمائرنا ونبدأ العمل من أجل مصر أو ترحل بنا.. »وإنا لله وإنا إليه راجعون«.