· الدكتور «مصيلحي» رئيس بعثة الحج الرسمية يشيد برؤساء بعثة السياحة والقرعة والصحة · أكثر من 72 ألف حاج أدوا المناسك وبدء العودة يوم الأثنين القادم · الحمد لله.. لا اشتباه أو إصابة بأنفلونزا الخنازير رغم سبق تصريحات «الجبلي» لحظات رائعة ولا توصف في حياة أي إنسان عندما تصل غاياته بالتقرب إلي الله تأكيداً للصلاح والإيمان وامتثالاً لما يحتمه الشرع والدين فما بالكم لكل من يذهب إلي الأرض التي سطع منها نور الإسلام.. جاء «محمد» برسالة الإسلام واصطفاه الله دون سائر الخلق أجمعين ليتم آخر أديان رب العالمين وبدأ دعوته وتعرض للأذي وصبر لأن الله يبشر الصابرين وحتماً سينصرهم علي الكفار والمشركين.. ولأن الحج من أركان الإسلام لأنه فريضة لمن استطاع إليه سبيلاً فهناك من يكرمه الله بأداء تلك الفريضة فتبتهج أساريره ويسعد فؤاده لأنه سيزور الرسول في المدينةالمنورة ويسعد بالسلام عليه وعلي صاحبيه سيدنا أبوبكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب بل يذهب إلي المزارات ويصلي في مسجد قباء ويقرأ الفاتحة علي شهداء غزوة جبل «أحد» الذي يقف شامخاً وشاهداً علي ما حدث منذ أكثر من 1400 عام!! هذا الجبل يحتضن جثمان عم الرسول سيدنا حمزة ومجاهدي الإسلام الأوائل ضد الشرك والكفار فصارت سيرتهم العطرة تاريخاً عظيماً وجليلاً لتقتدي به الأجيال إلي ما شاء الله بعظمة الجهاد لنصرة الحق والدين ضد كل الكافرين وغير المؤمنين بالله الواحد القهار الذي لا ينام بالليل والنهار لأنه الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ولأنه الصمد وهو الله الذي نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. ولأن الأعمال السيئة زادت في هذا الزمان فكلنا يتطلع إلي الرحمة والمغفرة من الرحمن وما أروع اللحظات عندما يأذن لك خالقك بالحج وأداء العمرة ليغسل خطاياك وذنوبك وتبتعد عن شرورك وغرورك وتدليسك وكذبك ونفاقك وغدرك وتعود لتسامحك وتستأصل من قلبك سموم الحقد والغيرة لأن الله وحده يعلم بالسريرة ولا يغفر لمن يصر علي النوايا الشريرة التي تهلك صاحبها فيظل يعيش في مستنقع الغدر والخيانة لأنه ارتضي أن يعيش وبلا أمانة مهما تقمص دور الحب والوداعة.. عموماً ما أجمل التعامل بالاستقامة والنزاهة.. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.. آمين يا رب العالمين.. ولنعد إلي التجليات والبركات وما أروع وأنت في رحاب جبل عرفات فيتردد النداء لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. دعاء تخشع له القلوب وتدمع له العيون فأنت في ضيافة الخالق عز وجل فيسمع نداءك ودعاءك فيباهي بك ملائكته الذين جاءوا من كل فج عميق ابتغاء لرحمته وطمعاً في دخول جنته.. كانت هذه مقدمات لأن «صوت الأمة» عندما تكون بين يديك الآن سيكون يوم «الخميس» هو يوم وقوف عرفات حيث الدعاء والتكبير وقراءة القرآن والاكثار من الدعاء طلباً لعفو ومغفرة الرحمن.. هنا المشهد الإيماني يجعلك تنسي مباهج الدنيا وتنتحب بالبكاء وتنسال دموعك علي وجنتيك أنهاراً ندماً علي ما ارتكبته أو ما اقترفته من الكبائر والذنوب التي تعطب القلوب.. ولكن رحمة الله واسعة.. هو من يبسط يده بالنهار ليتوب مسئ النهار لأنه يقبل توبة عباده ولا يقبل توبة من يشرك بالواحد القهار هنا في «عرفات» ترتفع الأيادي وتنطلق الحناجر بالدعاء باللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر.. اللهم أني أسألك الهدي والتقي والعفاف والغني.. اللهم أني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر.. اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها.. اللهم أهدني وسددني.. اللهم أني أسألك الهدي والسداد.. اللهم أني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.. ولا إله إلا الله العظيم الحليم.. لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم.. ولا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني فأنت المنان يا ذا الجلال والاكرام.. والحقيقية التي لا يمكن انكارها هو ما لمسته من جهود رائعة قام بها رؤساء بعثات الحج ولابد من الاشادة بالمتابعة الجادة والمخلصة لأسامة العشري رئيس بعثة السياحة ورجاله عبدالعزيز حسن ومصطفي عبداللطيف وأفراد كتيبته الجادة الذين لا يبخلون بعملهم أو جهدهم وبتواز أمين مع رجال غرفة شركات السياحة المسئولة هي أيضاً عن تنظيم حج الشركات السياحية وأذكر ناصر تركي نائب رئيس الغرفة وعادل فريد المسئول عن السياحة الدينية وباسل السيسي عضو مجلس إدارة الغرفة الجميع كانوا علي مستوي المسئولية.. ثم أنني لا يمكن أن أتغافل العطاء والعمل ابتغاء لمرضاة وجه الله لخدمة حجيج الرحمن من حجاج القرعة كان هناك الدكتور اللواء صلاح هاشم مساعد أول وزير الداخلية ورجاله.. وجه بشوش والتعامل بأدب والمرور علي أماكن تواجد الحجاج.. ثم ما أسعدني هو التعاون الصادق بين رؤساء البعثات ويكفي علاقة الاحترام المتبادل بين أسامة العشري وكيل أول وزارة السياحة ورئيس بعثتها والدكتور صلاح هاشم رئيس بعثة حج القرعة التي تشرف عليها وزارة الداخلية. بصراحة كانت الصورة طيبة ومفرحة ولم تكن مزعجة لحرص الكل علي انجاح موسم الحج بالصورة التي تليق بأبناء مصر الطيبين ويكفي ما أكد عليه الدكتور علي المصيلحي رئيس بعثة الحج الرسمية بأن بعثة الحج بخير من كافة الوجوه ولا توجد أي حالة إصابة بمرض انفلونزا الخنازير بين الحجاج المصريين وانتشار العيادات المركزية التي تشرف عليها البعثة الطبية لوزارة الصحة التي يترأسها الدكتور أسامة جميل.. ولا يمكن أن نتناسي الدور الذي قامت به القنصلية المصرية في جدة فأشار علي العشيري قنصلنا العام بأنه تجري الاتصالات للاطمئنان علي كافة الحجاج.. ويكفي أن أقول بأن موسم جح هذا العام أكثر تألقاً ونجاحاً عن الأعوام السابقة.. ولم لا والحجيج في ضيافة الرحمن وبلغت أعدادهم في الحج السياحي 30 ألف حاج وفي حج القرعة 30 ألفاً و822 حاجاً وأنا لن أسرد ما قدمته كل بعثة وانعدمت نسبياً الشكاوي والصرحات والاستغاثات لأن الكمال لله وحده وخلال أيام ومع بشائر عودة الحجاج التي ستبدأ من يوم الاثنين القادم بعد أداء الفريضة التي شرعها الله لعباده من المسلمين المسالمين الذين ينطقون الشهادة بأنه لا إله إلا الله محمداً رسول الله.