قال الرئيس محمد مرسي:إن من حق المواطنين جميعًا أن يعلنوا وبقوة عن مظالمهم، وعما يريدونه من حلول لمشاكلهم.. وأضاف الرئيس مرسي، خلال برنامج "الشعب يسأل والرئيس يجيب"، الذي يقدمه الإذاعي علي مراد عبر شبكة "البرنامج العام" بالإذاعة المصرية، مؤكدًا أنه يتلقي شخصياً تقارير منتظمة عن مشاكل المواطنين وحلولها والتفاعل معها من خلال مؤسسات الدولة وحلها، ومؤكدًا أن قياس معيار الكفاءة لأي مسئول في الدولة والقطاع الخاص يكون بقدر تفاعله وحله لمشاكل المواطنين، وتخفيف أعبائه. ومن هذا المنطلق أعلن وبقوة مظلمة صحفيي الصحف القومية، وأري أنها المهمة الأولي بالرعاية من رؤساء التحرير الجدد الذين سيقع عليهم الاختيار لقيادة الصحف القومية في المرحلة المقبلة.. وتلك المظلمة تتلخص في العمل علي التعجيل بصياغة نظام متوازن للأجور في مؤسساتهم يحفظ لصحفيي تلك الصحف كرامتهم ويؤمن لهم عيشة رغدة في إطار العدالة الاجتماعية، ولم لا ، أليست الصحافة ضمير الأمة؟.. وننتظر من القائمين عليها من صحفيين مزيدا من الصدق والعدل والشفافية والإخلاص.. وكيف يكون ذلك، وأرباب هذه المهنة مهمومون بالسعي بحثا عن عمل إضافي في أي جهة أخري يكملون به دخولهم المتدنية - حتي يتمكنوا من تدبير أمورهم الحياتية؟!.. فإذا أردنا صحافة حرة لمصر الجديدة، وجب علينا تحرير رقاب صحفييها من عبودية وأغلال شقاء البحث عن السبيل لحياة كريمة محصنة.. أليس من حق الصحفيين الحصول علي رواتب تليق بجلال مهنتهم؟.. وما أحوجنا في تلك الأيام لإخلاص ضمائر صحفيينا، لإرساء ثقافة قومية وطنية تعلي مصلحة مصر وشعبها فوق الأغراض الشخصية والفصائلية، لتكون مصر فوق الجميع. وحتي يتأتي ما نريد.. يلزم الإسراع في رفع تلك المظلمة عن كاهل صحفيي الصحف القومية، ولنتدبر أمر دخولهم مقارنة بدخول زملائهم ممن يعملون في الصحف الخاصة والمستقلة.. ولننظر إلي دخول أقرانهم من صحفيين هرولوا إلي العمل بالقنوات الفضائية، بحثا عن ضالتهم في مقابل مادي مجز يحقق لهم رفاهية.. ولكنه ما ألعنها من رفاهية تسخرهم لخدمة ورعاية مصالح وأغراض من يمتلكون تلك الفضائيات، علي حساب صالح الوطن والشعب، ليزيدونا تضليلا وتغييبا للمصداقية، لتكون النتيجة بلبلة مجتمعية - ما أسوأها - تتوه معها الحقيقة! حقا إن الأمر جلل، والقضية خطيرة، وتلزم من رئيس مصر الدكتور محمد مرسي - شخصيا - الاهتمام بها، والحرص علي تفعيل أطر المسئولية لعلاجها من جذورها، حتي نتخلص من تبعاتها، لتعود لمصر صحافتها القومية التي كانت لها دوما، درعا للحقيقة والخبر الصادق، والتحقيق الصحفي الواعي لهموم الوطن، والمدعم بأفكار الخبراء المخلصين من أبناء المحروسة وما أكثرهم حتي نصل لأفضل الطروحات لحل مشاكلنا، وحتي تكون الصحافة القومية شريكا فاعلا للخروج من أزمات مصر، وبناء ثقافة شعبية مجتمعية تكون محركا حقيقيا لعجلة النهضة التي ننشدها، وليعود للصحافة القومية المصرية دورها القائد لصناعة المستقبل، واستنهاض وشحذ الهمم لحس أفراد الشعب وجماعاته مجتمعين، وليسوا متشرذمين، لتكون وحدتهم تحت لواء موحد وتتحقق قوتهم. مصرنا الجديدة.. تحتاج لوحدة ابنائها جميعا، ولم لا تكون صحافتنا القومية حاملة لراية ريادة جموعنا وأفرادنا وفصائلنا لتحقيق الحلم الوطني في تخليص مصر من الأمراض التي غرسها النظام البائد في نفوس الشعب جماعات وفرادي، وفرق بينهم، وأرسي أشكالا غريبة عن ثقافتنا وأخلاقنا التي كانت لنا، ليستبدله بها سوء خلق، لا يري معه سوي تغليب للمصالح الخاصة، مع تغييب عن عمد لثقافة المصلحة القومية، التي ما أحوجنا الآن لإعلائها.. وهو ما يعيدنا إلي البدء بتصحيح مسار قاطرة الصحافة القومية، الذي لن يتأتي إلا بإصلاح أحوال صحفييها، حتي تكون مصباحا مضيئا لطريق التنمية والنهضة التي نريدها.. فليست الصحافة وصحفيوها أقل قدرا وأهمية من القضاء وقضاته، بل أنهم أكثر عونا لهم لإرساء العدل في الوطن.. وليكن للصحفيين كل الحق في النظر في مظلمتهم دعما للدفع بهم لأداء دورهم كما يجب أن يكون، بل أفضل.. وليكن هذا الدور في رفع تلك المظلمة هو الملف الأولي بالرعاية والدعم من رؤساء التحرير الجدد.. ويكون التقييم لأدائهم وكفاءتهم بقدر ما ينجزون ويحققون من وحدة صف، وتنمية بشرية، لصحفيي الصحف القومية.. حتي نجد الاصطفاف الوطني حقيقة، ويكون محققا لمصر جديدة، بثقافة وطنية قومية، تتقزم أمامها جهود دعاة الفرقة من الثورة المضادة.. وتحيا مصر.