كان الله في عون الرئيس محمد مرسي. الثورة نجحت في خلع رأس النظام والفساد.. لكنها لم تنجح حتي الآن في تطهير بلدنا من رموزه وفلوله.. لأن جذورهم امتدت في جميع مفاصل الدولة.. وبات من الصعب اقتلاعها والخلاص من شرها وشرورها! نظرة عامة علي المشهد السياسي وأحداثه تؤكد انهم يلعبون عليه بحرفية وخبرة اكتسبوها علي مدي ثلاثين عاما.. ويحاولون تعطيل مسيرة الديمقراطية.. باثارة حالة من الفوضي المنظمة.. وزرع الطريق بالالغام لافشال خطوات الرئيس المنتخب! الأحزاب الهامشية التي تبناها النظام السابق.. كديكور سياسي ومنحها حوافز ومزايا ومقاعد بالتعيين في البرلمان.. تقود حملة منظمة ضد حزب الحرية والعدالة بدأتها بالاعتراض والتهجم علي البرلمان وادائه.. ثم ضد الجمعية التأسيسية للدستور لتعطيل أعمالها.. ومنعها من استكمال المهمة الوطنية.. وامتدت حملتهم إلي الهجوم علي الرئيس ومواقفه وسياساته! شاركهم شخصيات من المحسوبين علي النخبة المثقفة من اليسار والناصري والليبرالي.. ومعهم المسنودون بتمويل مجهول المصدر في الجمعيات التي تحمل لافتات المجتمع المدني وحقوق الانسان وغيرها! انضم إليهم انصار النظام السابق في الصحف الحزبية والخاصة.. وفي الفضائيات التي ظهرت بعد الثورة مولها رجال المال والأعمال ممن نهبوا من ثروات مصر.. فأداروا حملات تشكيك.. وتسفيه وتشويه ضد حزب الحرية والعدالة والرئيس القادم من صفوفه! أغلب حملات الهجوم في تلك الصحف والفضائيات تجاوزت حدود النقد الموضوعي والاخلاقي بل وخالفت القيم الإعلامية! سيناريو الفوضي المنظمة ضم أطرافا أخري.. في مقدمتها.. الغاضبون من نقص السلع المهمة كالبنزين وأنابيب البوتاجاز.. ويقطعون الطرق بالقوة.. ويعترضون النقل العام والسكك الحديدية ويعطلون رحلاتها! المطالبون بالتثبيت في الوظائف.. أو بالحصول علي ارباح وحوافز.. أو بتغيير قيادات المصانع والشركات.. وقيامهم بالاعتداء علي المنشآت ومنع تشغيلها واغلاقها بالقوة.. في صورة متكررة بجميع المحافظات. الأمن أعطي لنفسه اجازة طويلة.. اختفي ضباطه وجنوده من الشوارع والميادين.. وتركوها لفوضي المرور والميكروباص والباعة الجائلين لتحاصر الناس وتخنقهم! هذا عدا البلطجية الخارجين من عباءة الأمن.. ونشاطهم المستمر في ترويع الآمنين وسلب أموالهم والاعتداء عليهم علنا! الغريب انه أمام هذا المشهد السياسي المنفلت عمدا تخرج علينا شخصيات عامة من ادعياء الديمقراطية وممن ركبوا الثورة واستثمروها.. يطالبون المجلس العسكري بالانقلاب علي الشرعية.. وعلي الرئيس المنتخب! الأغرب ان يمسك رواد الانفلات السياسي بأجندة لمحاسبة الرئيس عن برنامج النهضة الذي وعد بتنفيذه بعد انتخابه رئيسا للجمهورية.. ويتجاهلون الاعلان الدستوري الذي سلب سلطاته المالية والتشريعية.. وجعل من المجلس العسكري سلطة أعلي من رئيس الجمهورية المنتخب! لهذا اتساءل.. ماذا يفعل رئيس الجمهورية ازاء انفلات فئوي مبرمج.. وغياب أمني متعمد.. وفوضي سياسية وقضائية منظمة.. وفساد في الذمم والضمير.. وألاعيب مرتزقة السياسة.. والمنتفعين من الماضي والمحاربين لعودته؟!