في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل .هو غني عن التعريف.. يعرفه العالم كله.. ويعتبره البعض من معالم مصر.. وفي بعض المدارس الإنجليزية يدرسون شخصيته واكتشافاته.. حتي أصبح الأجانب يعرفونه أكثر منا.. ويكرمونه أكثر منا.. هو د.زاهي حواس أعظم خبراء الآثار.. وعاشقها الأول.. وواحد من أهم 100 شخصية علي مستوي العالم.. وغدا تمنحه جامعة صوفيا البلغارية الدكتوراه الفخرية رقم 6 في حياته.. تقديرا له. ................................... ؟ أنا دمياطي.. من قرية العبيدية بين المنصورة ودمياط.. أهل هذه القرية لا يتجاوزون 500 فرد.. كلهم مثقفون جدا.. لم أكن متفوقا لأن هواياتي واهتماماتي كانت كثيرة.. كنت لعيب كرة قدم.. وعاشقا للقراءة.. قرأت كل كتب مكتبة المدرسة.. وكنت أشتري كل أسبوع رواية.. لدرجة أني قرأت كل الروايات العالمية وعمري 13 عاما.. كنت أيضا عاشقا للسينما والمسرح.. أشاهد فيلما جديدا كل أسبوع.. وأمثل في فريق المدرسة.. وكنت أيضا أحب التأمل.. وأستمتع بتأمل النيل وقت الفيضان. ................................... ؟ أنا من أسرة متوسطة.. وأبي كان فلاحا ولدينا أرض وأنا أكبر أخوتي الستة .. تعلمت من أبي «أن أمشي عدل».. حتي لا أضع أصبعي تحت ضرس أي إنسان ..توفي أبي وعمري 13 عاما.. وكانت والدتي «أعظم ست في الدنيا».. تفرغت لتربيتنا بالحب والصبر.. كانت تحبني كثيرا.. ومع تقدمها في العمر.. فقدت الذاكرة.. ولم تكن تتذكر غيري . ................................... ؟ «علي فكرة..أنا عمري ما حبيت الآثار».. وأنا صغير.. كنت أحلم بالعمل في المحاماة.. والتحقت فعلا بالحقوق.. لكني لم أحتمل دراستها يوما واحدا.. وانتقلت لكلية الآداب.. «ما كنتش محدد قسم معين..سمعت عن قسم جديد اسمه آثار يوناني روماني.. فالتحقت به عن غير اقتناع مجرد دراسة وخلاص!!». تخرجت وعينت مفتشا بمصلحة الآثار.. ووجدت الموظفين هناك بيشتموا في بعض.. فكرهت الوظيفة.. حاولت العمل بوزارة السياحة وفشلت.. وحاولت العمل بالخارجية.. وأيضا فشلت في امتحاناتها.. فعدت لمصلحة الآثار «غصب عني».. ونقلني د.جمال مختار رئيس الهيئة لمنطقة كوم «أبو بيللو» في صحراء البحيرة.. وكنت أشعر بالملل.. إلي أن جاء يوم عثرت أنا ورئيس العمال علي تمثال أثري صغير.. هذا التمثال غير حياتي وبدأت أعشق الآثار.. ولم أعد أخاف من الضلمة كما كنت طوال حياتي.. ودرست دبلومة عليا في الاثار بجامعة القاهرة.. ثم أخذت منحة الفولبرايت.. وتعلمت في امريكا علي أعلي مستوي.. وعدت لمصر.. ونجحت في وضع الأثري المصري علي القمة.. وعملت مدرسة جميلة تخرج منها 1000 شاب أثري . ................................... ؟ أعمل سبعة أيام اسبوعيا..وإذا حصلت علي إجازة أشعر بالمرض.. ويومي مشغول جدا.. أبدأه 9 صباحا في المكتب.. أكتب مقالاتي الأسبوعية الأربعة في الصحف المختلفة.. أو استكمل الكتب المتعاقد عليها.. ثم أذهب للجيم لمدة ساعة.. ثم أعود لمنزلي لأشاهد فيلما من أفلام «الأبيض وأسود» التي أعشقها. ................................... ؟ أنا زعيم شلة الفرسان.. وهم مجموعة من الأصدقاء نلتقي كل أسبوعين..» نتعشي علي حساب واحد فينا».. ونطرح موضوعات وأفكارا للحوار والنقاش.. والشلة تضم تخصصات مختلفة.. أمثال السفير محمد العرابي.. ود.مصطفي الفقي والكاتب الكبير صلاح منتصر والعديد من كبار الإعلاميين والصحفيين وغيرهم . ................................... ؟ أهم أصدقائي كان الفنان الراحل عمر الشريف.. وقد لا يعرف الكثيرون أن عمر كان خيّرا جدا.. يعطي كل ما في جيبه للناس.. وكان صريحا لا يكذب أبدا ومواعيده منضبطة جدا.. لم نفترق طوال فترة مرضه في العام الأخير.. وكنت حزينا من عدم وفاء البعض له.. «للأسف لما النجومية بتروح.. ما حدش بيسأل عن صاحبها «.. وأكبر حزن في حياتي كان يوم وفاة صديقي عمر الشريف. ................................... ؟ معظم وقتي أقضيه في السفر.. ألقي محاضرات للأجانب.. وقد ساهمت ومازلت أساهم في توضيح ما حدث في مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة.. وخاصة في مجال الآثار.. وكيف أنقذ السيسي مصر.. وأعتبر ما أقوم به عملا وطنيا رغم أني غير سياسي. ................................... ؟ قابلت ملكات ورؤساء العالم.. لكني في الأصل رجل شعبي أحب البساطة وقعدة الأرض.. وأعشق الكوارع ولحمة الرأس والصيادية الدمياطي.. وأنا ذبون في مسمط شعبي شهير.. أحب أركب التاكسي وأتكلم مع السواق.. كل سواقين التاكسي لازم يسألوني عن الكنوز الأثرية والزئبق الأحمر.. وكل مرة أشرح لهم أنها أكاذيب وأوهام» . ................................... ؟ لا تسأليني عن أسباب النجاح.. بل اسأليني كيف واجهت الفشل وتغلبت عليه.. فهذا هو النجاح الحقيقي.. وأنا لا أحكي لأبنائي وتلاميذي كيف نجحت.. بل أحكي لهم عن الفشل الذي تعرضت له.. وكيف تغلبت عليه. وأنا تعرضت للهجوم طوال مراحل حياتي.. ولم أتأثر أبدا.. بل كنت استمر في عملي بحماس أكبر.. وقدوتي في ذلك هو الرسول عليه الصلاة والسلام الذي تعرض لأقصي أنواع الهجوم والعداوة.. ولم يثنه ذلك عن أداء رسالته.. والحمد لله كان الله دائما بجانبي.. ونجوت من كل الاتهامات والمكائد.. فالهجوم والمشاكل طبيعة البشر.. لدرجة أني أحيانا أشعر أن إله الشر «ست» يسيطر علي نسبة كبيرة من البشر. ................................... ؟ أسعد لحظات حياتي.. حينما يستوقفني الأطفال أو أي إنسان بسيط.. ويسألني عن الآثار.. ولا أنسي أبدا حينما استوقفني شحات في الشارع.. وسألني وهو يرتعش « هوا الإنسان الآلي..هيدخل الهرم امتي؟» . ................................... ؟ حصلت علي الدكتوراه الفخرية 6 مرات.. والأخيرة سيتم منحها غدا من جامعة صوفيا البلغارية وستقيم لي السفارة المصرية هناك احتفالا بهذه المناسبة.. يتم خلاله تدشين كتاب سياحي عن مصر باللغة البلغارية اسمه «سحر مصر».. وأعتز كثيرا بهذه الدكتوراه لأني أحصل عليها وأنا بدون أي مناصب. ................................... ؟ «أنا أهلاوي صميم ومش ممكن أشوف ماتشات الأهلي غير علي القهوة.. ومش ممكن أسيب ماتش الأهلي علشان أي حد حتي لو كانت مارلين مونرو!! المشكلة ان تكريمي في أمريكا هيكون يوم ماتش الأهلي.. بافكر أطلب تأجيله!!» .