هل يمكن لامرأة .. أن تعشق امرأة ؟.. وإلى هذا الحد ؟ سؤال سألته لنفسى كثيرا وأنا أتمعن فى ملامحها الرقيقة .. وأنظر إليها ، تلك الفراشة الرائعة التى تطير فوق الأرض فلاتكاد تلمحها من سرعتها .. وهى تحتضن أوراقها بذراعيها النحيلتين وقوامها الدقيق الرقيق كالملاك، ترتدى كنزتها البمبية وجونلتها السوداء وحذاءها البمبى بكعبه العالى دوما تجرى فى طرقات الأهرام ولاتمشى أبدا الهوينا ، ولم لا.. والملائكة دوما يمكنهم فعل مايريدون !.أعشقها .. وما العيب فى أن أعشقها تلك القوية الرقيقة الدؤوبة الشاطرة المسماه «بعايدة رزق» التى لم أكن أعرفها عن قرب ولكنى عرفتها من أعلى كوبرى ونحن نقود سيارتينا ، ولما جاءت رئيسة لقسم المرأة اقتربت منها وسرعان ماوقعت فى غرامها وأنا أسألها مرتعبة : أين أعمالى التى لم تنشر وأنا امرأة فى منتصف العمر لم تأخذ فرصتها بعد فى النشر ؟ فاحتضنت دموعى وأجابت : لاتجزعى ولاتخافى فأوراقك فى حضنى لأنها تجمع بين الصحافة والشعر .. فوقعت فى غرامها مرتين ، وبأناملها الرشيقة راحت تخط بقلمها أجمل العناوين لموضوعاتى . . فهى «أجمل عايدة» رأيتها فى حياتى .. وإلى الآن أذوب شوقا لأستاذتى عايدة .. وإلى أى عايدة تمر من أمامى وأسألها أشتاق لرؤياك «ياذات الرداء البمبة «.
أنا «بعشق» .. سناء
عشقت أيضا من قبلها « سناء البيسى « ولا أنسى ما حييت حضنها الدافئ لأبناء جيلى وكانت الكتابة لنا هواية .. ولطالما سمعنا نجاة الصغيرة وهى تغنى « أنا بعشق البحر « أثناء إعدادنا للأعداد الأولى من مجلة « نصف الدنيا « فأنا أيضا عاشقة لسناء البيسى كعشقى للبحر .. أحب كتاباتها وسحر أسلوبها ورشاقة كلماتها وعذوبة ألفاظها . منذ نعومة أظافرى ولازلت طالبة بالجامعة . وعندما كنت يافعة متدربة بالجريدة . وعندما كان لى شرف التعامل معها علمتنى أن أمارس عملى كهواية وجزء لايتجزأ من عمرى .. فكيف لا أعشقها أو أهواها ؟؟ وهى التى نصحتنى بأن أعجل بزواجى وعندما قلت لها إننى لست فى حاجة إلا للصحافة الآن..! وأن الزواج سيعطلنى عنها قالت : أن الزواج ضرورى للاعتراف بى فى المجتمع كوجود اسمى على البطاقة وفى شهادة الميلاد .. وأكملت : من أين تعرفين الحب إن كان كل همك العمل ، وساعدتنى على هذه الخطوة فى حياتى التى أثمرت عن أولاد رائعين وهذا الكيان الجميل لبيت العائلة فى حياتى ، وكيف لاأحبها وقد ساعدتنى فى معرفة الكثير عن الحياة وقد كنت طفلة كبيرة لا أعرف منها شيئا . وعندما سألتها يوما : أتحبين زوجك إلى الآن ( الفنان كنعان رحمه الله ) ارتجفت أوصالها كإبنة ال 16 وأجابت : أنه إلى الآن الشخص الوحيد الذى أحب الجلوس معه .. حتى أنى أتعجل الذهاب إلى البيت يوميا لأجلس معه .. فاتركينى الآن لأذهب إليه.. وارتسمت على شفتيها ابتسامة «شقية» .
فشكرا أستاذتى سناء البيسى لاحتضانك لشبابى واحتضانك لعملى .. وكنت تستقبلينى عندما أفتح بابك .. ولم تردينى أبدا .. بقولك : « هاتى حضن .. ايه الشغل الجميل ده « فشكرا لك فأنت حقا..» إمرأة لكل العصور» .
أستاذ الأجيال .. عبد الوهاب مطاوع
ولا أخفيكم سرا أنا عاشقة لأستاذى عبد الوهاب مطاوع -رحمه الله -فهو الذى علمنى أن أكون أستاذة رغم صغر سنى الصحفى أعتز وأحترم قلمى كاحترامى لنفسى ، وهو من علمنى التسامح والتصوف .. علمنى أن أكون انسانه ، ولازلت أبكيه كلما نظرت إلى صورته تحت زجاج مكتبى أو على أغلفة كتبه التى تتصدر مكتبتى .. وقد أحببت عبد الوهاب مطاوع كأب روحى وأسمى قدوة .. وقد تعلمت الكثير من خلال كتاباته وردوده على بريد الأهرام التى لم أكن أفوتها من خلال عملى معه ، ولاأنسى وصيته إلى بنات جيلى من عدم التبرج ووضع المكياج الزائد وأن نكون قدوة ومثل أعلى لغيرنا من الأجيال القادمة .. رحمك الله أستاذى وأستاذ الأجيال عبد الوهاب مطاوع .
ولاأنسى فى هذه السطور حبى الشديد للأستاذ والعالم الجليل صلاح جلال رئيس تحرير مجلة الشباب وعلوم المستقبل ( جريدة الشباب حاليا) رحمه الله ، الرجل النشط الذى علمنا الاستيقاظ مبكرا وأن العمل الصحفى يبدأ مبكرا .. وكل شيء فى الحياة يصبح جميلا باكرا .. فليت الأجيال الحالية رأت صلاح جلال . أما الأستاذ ابراهيم عمر الذى كان رئيسا لقسم الحوادث ففد علمنا الشجاعة والاقدام وأن الصحفى الشاطر يجب أن يتدرب فى البداية بقسم الحوادث .. شكرا لكم أساتذتى فأنتم من هيأنى لهذا المكان .. وأدعوكن قارئاتى أن تشاركنى فى أفراحكن وأتراحكن وأسراركن، و»سركم فى بير».