شويكار صانعة البهجة وخفيفة الروح:

فخورة بتاريخى الفنى ولم أهن نفسى و«ماحبتش حد» زى فؤاد المهندس

كانت خطواتها الرقيقة علي المسرح مفتاحها الي قلوب الجمهور، خصوصا وأنها واحدة من النجمات القلائل في تاريخ السينما المصرية صاحبات المواهب المتعددة, انها» شويكار» صانعة البهجة،
والتى قدمت مع رفيق دربها النجم الكبير فؤاد المهندس عددا كبيرا من كلاسيكيات المسرح المصري، والأفلام الكوميدية التى احتلت بمكانة مميزة في قلوب الجمهور المصري، وصارت واحدة من أيقونات الخفة والجمال في الفن المصرى،خصوصا بعد مشوار حافل من العطاء الفنى في المسرح والاذاعة والتليفزيون والسينما، وكلما جاء شهر سبتمبر، تجددت أحزان النجمة الجميلة شويكار، وتبدل صوتها الذى يحمل روح المحبة والمرح والشباب، بنغمة شجن، حيث يصادف هذا الشهر ذكرى ميلاد ووفاة أعز الناس لديها، والدتها، والنجم الراحل فؤاد المهندس، حيث تقول النجمة :»لا أحب شهر سبتمبر، لفقدانى فيه أغلى الناس بحياتى، الأستاذ فؤاد، ووالدتى، وهو نفس شهر ميلادهما، الذى ظللنا نحتفل به على مدار سنوات،لذلك أضطر أن استرجع ذكرياتى معهما، ويتزايد لدي احساس الوحدة وهو شئ، قاسي جدا
وكما كانت النجمة شويكار فى صغرها، تتمتع بالخفة والجاذبية والجمال، فهى كذلك إلى اليوم إنسانة راقية خفيفة الظل، وعقلية نشيطة، تتذكر كل ما حدث على مسرح حياتها، وتقف عند أهم محطة فيها «الأستاذ فؤاد» كما تذكره، حيث تؤكد النجمة الكبيرة أنها لم تحب فى حياتها قط مثله، وتتحدث عنه قائلة :»هو الحبيب الأول، والحب الحقيقى، ولم أحب أحد فى حياتى مثلما أحببت الأستاذ فؤاد، هذا الرجل الذى منحنى الحب والعطف، والأمان والحنان، ولا أملك الا أن أقول له كتر خيرك يا فؤاد، ودائما أتذكر أيامك الحلوة»، وتضيف :»هو قصة حبى، حياتى بدأت معه، وعملى كان معه، وكل شىء صنعته معه، ولم نستطع البعد عن بعض حتى اللحظة الأخيرة، وكنت معه حتى آخر يوم فى حياته رحمه الله».
وتفصح النجمة لأول مرة عن الفنانين الذين أحبهم مهندس الكوميديا، بقولها :«هناك من أحبهم فؤاد المهندس حبا كبيرا، وهم لا يعرفون حجم هذا الحب تجاههم، لكن أنا بصفتى رفيقة دربه أعرفه جيدا، فلقد أحب النجوم عادل إمام، ونور الشريف، وحسين فهمى، وعبد المنعم مدبولى، وسناء يونس، وأنا، وهذا الحب لا يمكن لأحد أن يتصوره، وهم أنفسهم لا يعلمون أنه كان يحبهم بهذا الشكل الذى أصفه»، وعن علاقته بالنجم الراحل أحمد زكى، أكدت النجمة أنه كان من أشد المعجبين بأحمد، قائلة :«ذكر لى موقفا حدث معه أيام تصوير فيلم «البيه البواب»، وقال لى إنهاردة يا شوشو، كنت بمثل مع أحمد زكى، وكان المفترض أنطق بالجملة الحوارية عقب انتهائه من مشهده، لكنى لم استطع الرد، ولذت بالصمت، من شدة انبهارى بتمثيله، وتمنيت ألا أرد وأتركه يمثل»، وتضيف شويكار :»أيضا كان يقّدر النجم الراحل محمود مرسى وحزن على وفاته وقال لى اللى ملوش زى مات».
وتعترف شويكار بأن الزمن لا يستطع أن ينسى الإنسان من أحب، حيث تقول :»مهما حدث لا أستطيع أن أنسى الحاجات الحلوة وكذلك السيئة، ومن الممكن أن الدنيا تلهى الشخص فى بعض الأحيان، لكن لا تستطيع نسيانه».
وتتحدث النجمة شويكار عن الوفاء والغدر قائلة :»أصعب شىء يدفعنى لأخذ موقف من شخص فى حياتى الخيانة والكذب، لدرجة أننى انسى ملامحه، والخيانة موجودة فى أشياء كثيرة بحياتنا سواء عند الرجل أو المرأة»، لافتة إلى أن مفهوم الصداقة مسئولية كبرى تعادل مسئولية الحب والزواج، ولابد أن تتوافر شروط معينة ليبقى الصديق صديقا، مؤكدة أنها لم تصطدم عاطفيا، وعلقت بقولها :«قبل ما يحدث أى شىء فيها صدام بأخذ موقف على الفور».
وتنتقل النجمة للحديث عن مشوارها الفنى، وتقول :«كلما استعرضت تاريخى الفنى والذى يصل ل 150 عملا فنيا، أشعر بسعادة وفخر، لأنى صنعت لنفسى تاريخا، واستطعت أن أدخل على الناس السعادة، وأرسم على وجوههم البسمة، والجمهور حب أعمالى وتجاوب معها، وعمرى ما خذلتهم، ولا هنت نفسى أو فنى أو كرامتى أو عملى، والحمد لله أعتبر نفسى من أفضل الفنانات اللائى قدمن كوميدية راقية للجمهور».
وعن سبب اختلاف سينما الكوميديا عن الماضى تحدثت قائلة:»الأشياء التى كان يضحك عليها الجمهور فى السابق، لا يضحك عليها الآن، وكما يقال كل وقت وله آذانه، وله ناسه أيضا، وعلى سبيل المثال اللهجة التى يتحدث بها بعضن الشباب هذه الأيام لا أفهمها، ولا أدرى ماذا يريدوا أن يقولوا، والحمد لله من فضل ربنا علينا إن الناس عندما تشاهد أعمالنا بتضحك إلى الآن، وأنا بصفة شخصية عندما أشاهد أعمال هانى رمزى وأشرف عبد الباقى وأحمد حلمى، بضحك لأنهم يقدمون كوميديا راقية جدا».
ولفتت النجمة الراقية إلى أن مسألة ارتفاع الأجور هذه الأيام، لا تشغل بالها، قائلة:» المبالغ المادية التى كنا نتقاضاها فى الماضى، كانت قليلة فى الحجم، لكن كثيرة فى البركة، ووقتها لم تكن الأشياء باهظة الثمن مثل الآن، ولم تستفزنى أرقام أجور النجوم، لأنى طوال حياتى عايشة المعيشة المتواضعة، عمرى ما كنت مليونيرة ولا سعيت لتحقيق هذا الهدف، أحب التواضع فى كل شىء، معيشتى، بيتى، معاملتى، حتى أخلاقى، وليس عندى هواية جمع المال، لكن أعتقد أن هناك شرائح وطبقات معينة فى المجتمع عندما تسمع لهذه الأرقام تستفز منها».
ورفضت شويكار فكرة اعتزال الفن، حيث تؤكد أنها لم يرد بخاطرها فكرة الإعتزال، قائلة :»ماشتغلش اه، أبطل اه، لكن أعتزل لا، وممكن أمشى من الدنيا لكن معتزلش ولا أمشي منه»، وتضيف :»الفن أعطانا حب الناس وهذا الشىء بالدنيا كلها، ومستحيل قلبى يميل ويحب يوم غيره أبدا»، وتكشف النجمة الكبيرة عن كواليس فيلمها الجديد «ليلة العيد»، قائلة :»سيناريو العمل جيد، لكن لست أدرى إذا كنت سأنفذه أم لا، لأنهم أخبرونى به منذ فترة ولم نشرع فى تصويره حتى الآن، وسبب حماسى للعمل مخرجه وائل احسان لإعجابى بأفلامه التى قدمها واعتبره مخرج واعد».
وترى النجمة أن التكريم والجائزة الحقيقية للفنان هى حب الناس، وليست الدروع والهدايا، قائلة :»فى بداية حياتى الفنية كنت أنبهر وأنبسط بالتكريم لكن مع الزمن تعلمت أن التكريم الحقيقى والجائزة الحقيقية هى حب الناس ونجاح العمل، وحتة الحديدة ماتهمنيش».
وعن تشابه شخصيتها مع الشخصيات التى قدمتها فى أعمالها السينمائية الشهيرة، تقول :«أظهر فى أفلامى كشخصيتى فى الحقيقة، ما بمثلش، وعندما أذهب للأستوديو كأنى ذاهبة للمنزل، لا أحمل هماً، خصوصا بالنسبة للكوميديا، لأن إحساسى الفكاهى عالى».
وتنتقل النجمة الكوميدية للحديث عن جيل المخرجين الرواد فى تاريخ السينما قائلة:«عشقت العمل مع جيل المخرجين المبدعين، واستفدت منهم جميعا وعلى رأسهم فطين عبد الوهاب هذا المخرج الممتع، الذى يتميز بتنظيم عمله، ولا يعرف الفزلكة، وكذلك صلاح أبو سيف الذى يجيد إختيار نصوص أعماله بعناية، وبركات الذى كان يتمتع ب«رقة الدنيا» ونشعر إننا طائرين فى السما ونحن نعمل معه، وحسن الصيفى كلما رأيناه نشعر أن أنور وجدى لم يزل حيا، لتعلقه به لدرجة كبيرة وكان يعتبره مثله الأعلى كمخرج ومنتج، لكن يبقى من وجهة نظرى أن كمال الشيخ أحسن مخرج فى مصر، ومن بعده عاطف الطيب وهذا رأيى الشخصى، وجميعهم أجادوا بحرفية عالية لكن كمال وعاطف ملهمش زى».
وعن أهم الممثلين المصريين فى الوقت الحاضر، أوضحت النجمة أن هناك كثيرا من الفنانين المهمين وعلى رأسهم الزعيم عادل إمام، والنجم يحيى الفخرانى، والنجم محمود عبد العزيز، ويسرا، داعية لهم بقولها «ربنا يحفظهم»، وتضيف :«هناك أيضا فنانات عباقرة فى مقدمتهم عبلة كامل واعتبرها فنانة استثنائية، وسوسن بدر، ومعالى زايد، وهالة فاخر، وانتصار، هؤلاء أساتذة يخضوا، وبينوروا العمل بأدائهم المميز»، مشيرة إلى أنها تميل إلى مشاهدة أفلام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والسندريلا سعاد حسنى، وعادل امام وأحمد زكى، ونور الشريف، ومحمود عبد العزيز.
وعن الغيرة الفنية بين النجوم تقول «لم أغر من أحد، وربى حبانى بشكل مختلف عن فنانات جيلى، كما أن أدائى له طابع خاص»، وتضيف :»قدمت كل الشخصيات التى أرغب فى تقديمها، وجميع أفلامى قريبة إلى قلبى، أحببت جميع أعمالى الفنية التى قدمتها فى السينما والمسرح والتلفزيون، ولم أصنع شيئا ماحبتوش، حتى أعمالى التى صنعتها مجبورة، من أجل الحصول على أموال لإعادة فتح المسرح، أحببتها أيضا، بعد ما كنت أكرهها، لكن عندما شاهدتها أحببتها»، مؤكدة أن البعد عن الأضواء ليس مزعجا بالنسبة للفنان ولها، لأنها ترى أن الفنان يبعد عن الأضشواء برغبته وليس رغما عنه.
وتصف النجمة الكبيرة مشروع قناة السويس ب»الشىء الجميل جدا»، متمنية التوفيق للرئيس عبد الفتاح السيسى، قائلة «:أتمنى التوفيق للرئيس فى خطواته ومشاريعه، لكن نحن فى حاجة إلى مزيد من الكرامات وأولها عودة الأمان للشارع المصرى من جديد، فمنذ أيام تعرضت حفيدة شقيقتى لحادث سطو من قبل إحد سائقى التاكسى، عندما كانت تحضر ابنها من الحضانة وسرقت حقيبتها وأوراقها ومتعلقاتها»، وتضيف :«يجب الإرتقاء بالتعليم ولابد من زيادة عدد الجامعات والمدارس، والأساتذة تتعلم كيفية التربية»، واستكملت الشارع يشهد موجة من قلة الأدب والألفاظ، «زى ما يكونوا محوشينها وبيربوها».
وتؤكد النجمة شويكار أنها لم تلتق سوزان مبارك ولا مرة فى حياتها، قائلة:»عمرى ما التقيت بها، ولا بستريح لها، وكنت أشعر عندما أراها فى التلفزيون أنها تريد الشجار مع الميكروفون، وبالبلدى ماليش فيها، لكنى كنت أحب الرئيس الأسبق حسنى مبارك لأنه بيحب مصر، وأيضا بحب أولاده جمال وعلاء».
وتسخر النجمة «شويكار طوب صقال»، ذات الأصول التركية من أفعال رجب طيب أوردغان رئيس تركيا، وتقول :»جاتهم مصيبة تاخدهم، يا ساتر يارب منهم، الإسلام ليس هذا الفكر الذى يتبنوه»، وتضحك النجمة ضحكتها الرنانة وتقول :»أنا تبع محمد على باشا، وغير كده إردم».