الحكومة توضح الهدف من ملاحظات السيسي على قانون الإجراءات الجنائية    رئيس جامعة العريش يسلم شهادات انتهاء البرنامج التدريبي الخاص بتأهيل وتدريب المعيدين الجدد    آخر تحركات الدولار أمام الجنيه بعد قرار المركزي خفض الفائدة    بسبب اعتراض أسطول الصمود، بلجيكا تستدعي سفيرة إسرائيل    أمين عام الناتو يدعو لتعزيز التعاون مع المفوضية الأوروبية لدعم القدرات الدفاعية    سعر الدولار ينخفض لأدنى مستوى عالميًا مع قلق الأسواق من الإغلاق الحكومي الأمريكي    نجل زيدان بقائمة منتخب الجزائر لمواجهتي الصومال وأوغندا بتصفيات المونديال    استشهاد 53 فلسطينيًا فى قطاع غزة منذ فجر اليوم    طاقم حكام سوداني لمباراة بيراميدز ونهضة بركان في السوبر الأفريقي    مصر في المجموعة الأولى ببطولة العالم لكرة اليد تحت 17 عام بالمغرب 2025    نتائج 6 مواجهات من مباريات اليوم الخميس في دوري المحترفين    عودة لاعب ريال مدريد.. قائمة منتخب فرنسا لمواجهتي أذربيجان وأيسلندا    ضبط صانعي محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو تتضمن ألفاظًا خارجة تتنافى مع قيم المجتمع    التعليم: امتحان الإنجليزي لطلاب الإعادة بالثانوية العامة على المنهج المطور    العثور على جثة مسن داخل مسكنه بالشرقية    «النار دخلت في المنور».. كيف امتد حريق محل ملابس إلى عقار كامل في الهرم؟ (معايشة)    فريق عمل يوميات عيلة كواك يحتفل بإطلاق المسلسل    تركي آل الشيخ يكشف السر وراء نجاح موسم الرياض    خبير علاقات دولية ل"اليوم": ما فعله الاحتلال ضد قافلة الصمود إرهاب دولة    «هل الأحلام السيئة تتحقق لو قولناها؟».. خالد الجندي يُجيب    انطلاق النسخة التاسعة من مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال 30 يناير    مصر تبحث مع البنك الدولي تعزيز التعاون بمجالي الصحة والتنمية البشرية    حزب العدل ينظم تدريبًا موسعًا لمسئولي العمل الميداني والجماهيري استعدادً لانتخابات النواب    ضبط طن مخللات غير صالحة للاستخدام الآدمي بالقناطر الخيرية    البابا تواضروس الثاني يلتقي رهبان دير القديس الأنبا هرمينا بالبداري    «الوزراء» يوافق على تحويل معهد بحوث السادات إلى كلية التكنولوجيا الحيوية    تركيا.. زلزال بقوة 5 درجات يضرب بحر مرمرة    المجلس القومي للمرأة يستكمل حملته الإعلامية "صوتك أمانة"    البلدوزر بخير.. أرقام عمرو زكى بعد شائعة تدهور حالته الصحية    نجل غادة عادل يكشف كواليس علاقة والدته بوالده    وزير الخارجية يتوجه إلى باريس لدعم حملة ترشح خالد العنانى فى اليونيسكو    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    إخلاء سبيل سيدتين بالشرقية في واقعة تهديد بأعمال دجل    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2أكتوبر 2025.. موعد أذان العصر وجميع الفروض    إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية مكثفة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة    طرق الوقاية من فيروس HFMD    «أطفال بنها» تنجح في استخراج مسمار دباسة اخترق جدار بطن طفل    المصري يختتم استعداداته لمواجهة البنك الأهلي والكوكي يقود من المدرجات    ما يعرفوش المستحيل.. 5 أبراج أكثر طموحًا من غيرهم    وست هام يثير جدلا عنصريا بعد تغريدة عن سانتو!    14 مخالفة مرورية لا يجوز التصالح فيها.. عقوبات رادعة لحماية الأرواح وضبط الشارع المصري    لهجومه على مصر بمجلس الأمن، خبير مياه يلقن وزير خارجية إثيوبيا درسًا قاسيًا ويكشف كذبه    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ترتفع إلى 13.4 تريليون جنيه بنهاية أغسطس    برناردو سيلفا: من المحبط أن نخرج من ملعب موناكو بنقطة واحدة فقط    وزير الري يكشف تداعيات واستعدادات مواجهة فيضان النيل    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    تفاصيل انطلاق الدورة ال7 من معرض "تراثنا" بمشاركة أكثر من 1000 عارض    السفير التشيكي يزور دير المحرق بالقوصية ضمن جولته بمحافظة أسيوط    رئيس الوزراء: ذكرى نصر أكتوبر تأتى فى ظل ظروف استثنائية شديدة التعقيد    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    تحذيرات مهمة من هيئة الدواء: 10 أدوية ومستلزمات مغشوشة (تعرف عليها)    القائم بأعمال وزير البيئة في جولة مفاجئة لمنظومة جمع قش الأرز بالدقهلية والقليوبية    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    جامعة بنها تطلق قافلة طبية لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



امرأة من زمن الإبداع الجميل
سناء البيسي: أنا گاتبة محظوظة جداً
نشر في أخبار اليوم يوم 19 - 10 - 2012

هي حدوتة مصرية خالصة، كتاباتها لها صفة موسوعية، كل مقال تكتبه أشبه برسالة دكتوراه كما يصفه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، اما صاحب نوبل نجيب محفوظ فكان يقول إنها استاذة في البلاغة، أما يوسف إدريس فكان يقول لها : لا تفعل شيئا غير الكتابة، والصحفي الكبير مصطفي أمين نصحها بأن الموضوع الصحفي هو ابنها الشرعي وعليها رعايته منذ ولادته علي الورق الي ان يصبح قويا علي صفحات الجريدة.. اما الزوج المحب العاشق الفنان منير كنعان كان يوفر لها كل سبل الابداع في البيت، فصارت سناء البيسي تلميذة نجيبة لكل هؤلاء الكبار التي قالت عنهم : أنا محظوظة جدا لأنني تنفست الاجواء التي كانوا يتنفسون فيها، ونمت مداركي وأفكاري وسط مدارسهم وعقولهم وأفكارهم التي مازلت أعيش في أجوائها بالحب والتأمل والتأثر.
سناء البيسي.. حالة خاصة جدا من الابداع والفن والحكي والكتابة.. معها تشعر بأنك تعيش سنوات من زمن الابداع الجميل.. تعود معها الي عوالم الفكر والدهشة والفن والروقان في الكتابة الراقية العميقة، تبحر معها بمجدافي الحب والحنان في بحور من الثقافة المتعددة التي زرعها والداها في سنوات حياتها الاولي كان أبوها هو المعلم الاول علي حد تعبيرها ..كان مدرستي الأولي في الحياة..

علي مدي ساعتين ونصف ساعة لم يتوقف الحوار مع الكاتبة والمبدعة سناء البيسي الا لثوان معدودة ترد فيها علي تليفون ابنها الوحيد هشام أو تؤكد علي لتناول فنجان الشاي الذي برد من دفء وحرارة الحوار بيننا.. كانت جلستنا أشبه بجلسة فضفضة استعادت فيها الكاتبة ذكرياتها الرائعة مع الاصدقاء صلاح جاهين ومحمد عفيفي، وصاروخان، وصافيناز كاظم صديقة عمرها والكاتبة زينب صادق والفنانة نجاة الصغيرة .. وغيرهم من عملاقة الفن والإبداع.
حكايات ومواقف جعلت منها مبدعة فوق العادة.. وكاتبة يتعلم منها القارئ العادي والمثقف، كتاباتها تؤرقها وتجعلها تستيقظ مع ساعات الفجر الاولي قبل ان تفتح عينيها لتخط سطورا من المعرفة والفكر، والتي تعتبرها مسئولية وطنية لا يمكن ان تتخلي عنها في يوم من الايام .
بين الذكريات.. والحاضر.. والمستقبل.. كانت جلستنا.. سناء البيسي تجربة صحفية ثرية نادرة.. كانت بداية حوارنا حول البدايات في جريدة أخبار اليوم.. وهل الصحافة كانت حلم حياتها ؟فقالت :
- كانت البداية مبكرة جدا وانا طفلة صغيرة ،ربما لم يتعد عمري السابعة.. وقد كان والدي رحمه الله عليه يمتلك مكتبة ضخمة تجمع كل أمهات الكتب، وكان يسمح لي بقراءة ألف ليلة وليلة في طبعتها الأصلية بدون حذف وكان لديه مجلدات الرسالة وكل هذه القراءات جعلتني أفكر من الصغر بأن أكون كاتبة وأشوف كتاباتي ورسمي في الصفحة الاخيرة في جريدة الأهرام تلك الجريدة التي كانت تدخل بيتنا حينذاك، وكان والدي يدربني علي القراءة من هذه الجريدة وكنت أقرأ لأبي وقد علمني فنون البلاغة واللغة العربية ومن أطرف القصص التي حدثت لي وأنا طفلة أذكر أنني قلت لمدرس اللغة العربية : إن جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة وكانت حكاية يرويها المدرس لكل التلامذة في كل الفصول . كنت تلميذة شاطرة في المدرسة وكنت أحب اللغة العربية ومادة الانشاء وكانت موضوعاتي تقرأ علي كل زملائي ..وفي يوم كتبت موضوع انشاء اصف فيه الظلام والنهار بالجيوش التي تتعارك كل يوم وينتج عنها الدم الاحمر الذي هو احمرار السماء وقت الغروب.. وكانت صافيناز كاظم زميلتي في الفصل وقالت ان الذي كتب لي هذا الموضوع هو والدي وتضحك الكاتبة الكبيرة وتقول : صافيناز صديقة عمر ..
وعندما التحقت بالجامعة.. كانت كلية الآداب قسم صحافة هي أمنيتي لتحقيق حلم الكتابة.. وفي يوم جاء الكاتب الكبير مصطفي امين ليلقي محاضرة لطلبة قسم الصحافة وطلب ان نكتب خبرا عن زيارته للقسم.. وكتبت : حضر الاستاذ مصطفي امين ليلقي محاضرة لم افهم منها شيئا، لأنه كان ينفث كلماته بين انفاس سيجارته التي غرسها بين شفتيه فضاعت مع الدخان.. وكانت في كلماتي ما يغضب اي شخص لكن المعلم الكبير وصاحب الحس ارسل لي في اليوم التالي للحضور الي جريدة اخبار اليوم.. وكانت البداية وأنا طالبة في الجمعة اعمل وارسم واكتب مع عمالقة الصحافة.
ما هو أول درس تعلمته من الصحفي الكبير مصطفي أمين ؟
- كان يقول : ان القارئ رادار علي درجة خرافية من اليقظة وقرون الاستشعار التي تتلمس الفواصل غير المرئية بين طبقات اللون الواحد، وذاكرة حديدية محفور علي جدرانها كل كبيرة وصغيرة بأزميل من حديد، فلا تحاول غشه، أو تجاهله، أو الضحك علي ذقنه، أو التغابي عليه، أو التمثيل عليه، أو تزيين الحال المايل له، أو تزييف الواقع بفرشاة وردية، أو ترقيع الثغرات المتهتكة، أو مد كباري قبل اقامة الجسور، أو تطويع الحقائق تبعا للأوامر، أو تقديم التأخير، أو تبجيل الخائب، أو ستر المفضوح، أو تجريم البرئ، او النيل من المحترم، أو دفن الحقائق، أو السير علي هوي الظالم ضد المظلوم، وذلك لأن انتقام القارئ عظيم وكبير، ويكفيك منه عقابا، اذا ما لمس كذبك واكتشف خواء منطقك أسقطك من نظره، وكلما شاهد توقيعك الصحفي في صحيفة طواها.. وهو بذلك يحكم عليك بالإعدام.. وكان يقول : ان الموضوع الصحفي هو بمثابة ابنك أو ابنتك وعليك ان ترعاه منذ ولادته علي الورق الي ان يصل الي القارئ من خلال جريدك.. وظللت أعمل بهذه النصيحة حتي يومنا هذا.
وفي جريدة »أخبار اليوم« كتبت ورسمت كل مقالات كبار الكتاب، وكان الفنان الكبير صاروخان يطلب مني الرسم أحيانا لتكملة رسوماته وكنت احضر اجتماع الكاريكاتير اليومي مع رخا وصاروخان وعلي أمين واحمد رجب وأنا وكنت اشاهد ولادة النكتة وكان صاروخان يقول لي : هناك كاتبات كثيرات لكن لا توجد الا رسامة واحدة .
وماذا عن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل؟
- الاستاذ هيكل علمني ان يكون لي ارشيفي الخاص وألا القي بأي ورقة كتبتها يوما.. فهو لديه ارشيف معلوماتي ضخم جدا من الاوراق والكتب فهو لا يلقي ابدا بأي ورقة كتبها في يوم من الأيام فقد يستفيد منها في كتابة مقال أو كتاب .وقد وصف مقالاتي بأنها مقالات موسوعية وبأنها أشبه برسائل الدكتوراه.. وبصراحة أنا استخسر أن أفوت سطرا في كتاباتي لا يحمل معلومة جديدة للقارئ.. الكتابة مسئولية وطنية وقومية ومهمتي اضافة الجديد دوما.. انني اتعامل مع عقول القراء وهذا يستوجب احترامه .انني املك مرادفات كثيرة وأحيانا أشعر بأني حنفية كتابة وانفتحت لا تتوقف ...
وتضحك الكاتبة وتسترسل في الحوار : في اليوم الذي لا أجد فيه شيئا جديدا للكاتبة: سأتوقف فورا عن الكتابة .
الفنان منير كنعان قيمة فنية كبيرة.. ماذا كان يمثل الزوج الفنان للكاتبة المبدعة.. هل كان مؤيدا أم معارضا أم مكتشفا لقدراتك المتعددة ؟
- أنا وكنعان التقينا علي قصة حب كبيرة، بدأت من قبل ما أراه، كان والدي يحضر لي ولأختي حسين فوزي ليعلمنا الرسم في البيت، وكنت أجمع رسومات كل الرسامين في مصر وكنت معجبة بشكل خاص برسومات كنعان، وعندما عملت في مجلة اخر ساعة والتقيت به، كان بالنسبة لي حلم كبير تحقق وفي مرة دخلت مكتبه وكان معي ثلاث زميلات للتدريب في مجلة اخر ساعة وأعطي لكل واحدة مننا قلة صغيرة جدا من الفخار وطلب من كل واحدة ان تحولها الي عمل فني، فقمت برسم النيل عليها اما احدي الزميلات قامت بقلبها وحولتها الي رأس عروسة ورسمت عليها وجها وزينتها وأعجب بها كنعان والقي بتصميمي في الزبالة وحزنت يومها، وكنت احاول ان اقلد رسوماته ولكنه قال اريد ان تكوني سناء البيسي وليس منير كنعان.. ورسمني هو علي غلاف مجلة اخر ساعة وفرحت يومها جدا وبدأت قصة حبنا وتزوجنا وعملت معرضا فنيا وكان دائما يقف بجواري يدفعني ويشجعني علي الاستمرار في الرسم والكتابة، واذكر في يوم من الايام جاء البيت ووجدني اعد كيكة فقال : الكيكة ممكن شراؤها لكن كتاباتك لايمكن شراؤها اجلسي واكتبي وفي حالات كثيرة كان يعد لي السندوتشات والشاي وانا في حالة الكتابة حتي لا يقطع علي كتابتي.. انه زوج رائع وفنان عظيم كان يحترم خصوصياتي ويثق في.. وكان كل واحد منا يحترم عالم الآخر انا احب عبد الوهاب وهو يعشق بتهوفن ولا يوجد اي تعارض بنا.. كنت اسكن رسوماته وصارت اليوم رسوماته تسكنني..
الفنان صلاح جاهين.. وتجربة ابداعية مشتركة اسمها " هو وهي" حققت نجاحا مستمرا حتي يومنا الحالي.. كيف كانت العلاقة بين الكاتبة والفنان صلاح جاهين ؟
- كنت اكتب مقالات في جريدة الاهرام تحت عنوان هو وهي وكان صلاح جاهين كل ما يشوفها يصرخ ويقولي : انا ها اتجنن لازم أعمل منها حاجة، وبالفعل تحولت الي عمل درامي كتب له هو السيناريو والأغاني.. وفي يوم اتصل بي صلاح في منتصف الليل ويسألني : أنت نائمة !! فقلت له: معقولة يركبني الكسل والفجر لسه ما شقشقشي ؟! أنام دلوقتي وصلاح سهران بيوزع كلامي سيناريو.. سهرانة طبعا وهو ربنا مش جعل الليل قياما والنهار نياما ..اتفضل تحت أمرك ؟!! قالي : سناء عايز أسألك حقيقي لما بتحبي تدلعي وتتدللي علي جوزك بتقولي له ايه ؟! قلت له : قوم هات لي شيكولاته ..قالي: طيب لو ساحت !! قلت له تروح مطرح ما راحت.. وتغني سعاد حسني من كلمات صلاح جاهين بعدها : قوم هات لي شيكولاته يا بلاش يا وله قوم رجع البطاطا يا بلاش يا وله ..الشيكولاته ساحت راحت مطرح ما راحت .
ومن مواقفه الطريفة واحنا نشتغل في المسلسل.. كان يعلق في صالة بيته صورة ضخمة لنيللي التي كان يكتب لها الفوازير، ويوم ما دخلت علينا سعاد في بداية المسلسل نظرت بطرف العين للحيط فهم صلاح الرسالة، وذهبنا في اليوم التالي نكمل ما بدأنا فيه لقيت صورة سعاد ع الحيط وصورة نيللي اختفت..
الروائي الكبير نجيب محفوظ.. لم يأمن لأحلامه إلا من خلال صفحات مجلة نصف الدنيا كيف كان ذلك ؟
- الحكاية ليست لها علاقة بأحلامه، حكايتي مع كاتبنا الكبير بدأت من زمن طويل عندما كنت اعمل في اخبار اليوم وكان مكتب الكاتب الساخر محمد عفيفي في نفس حجرتي وكان أحد حرافيش نجيب محفوظ الاصليين، وكان يحكي لي دائما عن جلستهم وكنت اتشوق الي حضورها وكان يرد علي عفيفي قائلا : دي جلسات كلها رجالة.. وعرفت منه انه كان يحكي عني في هذه الجلسات وعن قصة حبي وزواجي من كنعان.. وعندما انتقلت للعمل في الاهرام كان مكتبي في الدور السادس الذي اطلق عليه هيكل مقر النجوم لأنه كان يضم مكتب توفيق الحكيم وصلاح طاهر ويوسف ادريس ونجيب محفوظ الذي كان يعرفني من قبل ما نلتقي من حكايات عفيفي عني ولما قلت له كان نفسي احضر جلساتكم لكن محمد عفيفي كان يقول انها كلها رجال ضحك وقال لي : ليه ما حسن شاه كانت تحضر وضحكنا جميعا وكان ايضا الدور السادس يضم لويس عوض واحمد بهاء الدين واحمد بهجت ويوسف فرنسيس.. أنا محظوظة لاني عشت في الاجواء التي كانوا يتنفسون فيها... وكنت اتنقل بين مكاتب وعقول كل هؤلاء المفكرين التي ربطتنا بهم علاقات صداقة قوية كانوا يحبون حكي قصص حياتهم وكنت اجيد الانصات لهم.. وعندما جاءت مجلة نصف الدنيا كانوا كلهم يريدون الكتابة فيها نجيب محفوظ قال جملته الرائعة : ملاليم سناء أفضل من ملايين الخليج وكان ينشر في المجلة كل ابداعاته القصصية قبل أحلام النقاهة وكان يوسف ادريس يكتب في الصفحة الاخيرة في المجلة قصصا من حياته.. مجلة نصف الدنيا كانت مؤسسة صحفية بذاتها بكتابها ومفكريها والملاحق التي كانت تصدر منها صارت اليوم مطبوعات مستقلة بذاتها مثل مجلة البيت ومجلة الانترنت
ذات يوم قال نجيب محفوظ معلقا علي مجلة " نصف الدنيا " في وجودك كأول رئيس لها : ليست المرأة نصف الدنيا.. انها الدنيا كلها " كيف ترين المرأة اليوم؟
- لقد تقلص دور المرأة في هذه الأيام لدرجة أنها لم تعد تري الدنيا، وأري السفيرة مرفت التلاوي تقف بمفردها تحارب طواحين الهواء في معركة دنكشوتية للحفاظ علي وجود دور للمرأة.. أن الجو العام جعل المرأة في حالة ترقب وانتظار لمصيرها غير المعلوم .
ما هي العلاقة بين المثقف والسلطة ؟ كيف ترين مستقبل الثقافة في الفترة القادمة؟
- المثقف لا يريد ان يترك الميدان، يظل يدافع عن حريته الي آخر لحظة في عمره ,اقصد بالمثقف هنا المثقف الكاتب وليس الصحفي لأن هناك من الصحفيين القادرين علي تغيير مواقفهم علي حسب رغبة السلطة وهناك من يتصدي لها أمام حريته أما الكاتب المبدع فهو يري نفسه دائما في موقف الدفاع عن حريته ويقف دائما بجانب الشعب والصحفي المتلون يكتشفه الناس لان الحياة اصبحت مكشوفة علي الانترنت ويمكن لشباب صغير أن يفضح كاتبا صحفيا كبيرا عندما يغير لونه فيمكن ان يظهرله مواقفه القديمة من خلال مقالاته.. وهذا يجعل اي صحفي يحاول ان يخادع الشعب والناس امره مكشوف، وعليه ان يلتزم اصول المهنة التي عرفناها وتعلمناها علي يد الصحفيين الكبار.
في كتابك " مصر يا ولاد " هموم عاشقة لمصر تصرخ بأعلي صوتها خوفا عليها.. كيف ترين مصر الان، وإذا امسكت بريشتك كيف ترسمين مستقبل بلادنا ؟
- أنا عاشقة لمصر ونفسي وما يحدث فيها الآن اتمني ألا يطول واذا كانت المطالب العاجلة التي حددها الرئيس في مائة يوم لم يتحقق منها إلا القليل فأنني اتمني ان اراها محققة ويعيش احفادي احلامهم في مصر ولا اراهم وهم معلقون في مركب في عرض البحر باحثين عن احلامهم خارج مصر.. نريد ان تكون الوعود حقيقية علي أرض الواقع . اتمني ان يجد كل حفيد الكلية المناسبة التي تتوافق مع احلامه
لدي سؤال يبدو انه بسيط ولكني اتوق الي معرفة خباياه.. ماهو تعليقك علي عناوين مؤلفاتك التي تبدو قليلة في عددها كثيرة ومتعددة في محتواها؟
في الهواء الطلق؟
-اول عمل ابداعي في حياتي ارسلته الي الهيئة العامة للكتاب ونسيته وبعد عشر سنوات اخبروني انه جاهز للنشر.. وانا اعتبره "زقزقة عصافير "
امرأة لكل العصور ؟
- كتاب يفكرني بالمزاحمة لقد سرقت كاتبة اخري العنوان ولا افهم لماذا المزاحمة في فكرتي.. الدنيا واسعة
الكلام المباح ؟
- حدود البوح بالنسبة للمرأة والزوجة والأم
أموت وأفهم ؟
- كانت أسئلة صعبة تبحث عن اجابات حتي الان
قلمي ألمي ؟
- الوجع في الكتابة
سيرة الحبايب ؟
- غالبيتهم كانت تجمعني بيهم علاقات حب وصداقة وعمل مثل كامل الشناوي ولويس عوض ويوسف ادريس وغيرهم لم اقابلهم ولكني احببتهم
مصر يا ولاد ؟
- نداء اطلقته ومازلت.. جرس انتباه مصر بتروح من ايدينا
ما هو احدث كتاباتك ؟
- كتاب جديد يضم مجموعة الشخصيات والأماكن الدينية المحببة الي قلبي وقد اتفقت مع دار الشروق لإصداره قريبا ويضم السيدة نفيسة وأبي هريرة ومعلقات الرسول صلي الله عليه وسلم والسيدة عائشة ومياه زمزم وسيد قطب وغيرهم من الشخصيات الدينية المؤثرة.. إنني عاشقة للتاريخ فأبي كان مديرا للآثار الاسلامية لقد ورثت عن ابي كتب البخاري والمقريزي وأنا اغرق في هذه النوعية من الكتب التي مازالت تحتوي علي الجديد رغم مرور سنوات طويلة علي اصدارها ،لدي قدرة علي استيعاب اسلوبهم لأنني بمثابة الكوبري الذي اصل بهؤلاء العلماء للأجيال القادمة
اذا وقفت الكاتبة والمبدعة امام الصحفية في حضور الفنانة التشكيلية ماذا تقول كل منهن للاخري ؟
- انا لست صحفية بالمعني انا بعمل صحافة مختلفة، انا كاتبة.. والكتابة معاناة.. و احب ان انجح في كل عمل اقوم به فالكاتب الناجح أو الصحفي الشاطر يمكن ان يحول عمله في اي مجال الي عمل ناجح بداخلي "الابداع " وكل انسان اراه يصلح لان يكون قصة قصيرة وانا مازلت في انتظار الرواية مقالاتي فيها دراما لجذب الناس للمعرفة ان اجمل مدح ممكن اسمعه عندما يقول لي قارئ إنه قرأ مقالي أكثر من مرة.. تصوري ان هناك قارئا كتب شعرا علي أحد مقالاتي في كتاب كامل وهناك دراسة في اسبانيا تعد رسالة دكتوراه عن كل اعمالي ويختلط بداخلي كل فنون الابداع ..اما الرسم فهو فسحة للروح والنفس.. ونفسي اجد الوقت لأرسم زي زمان.. الكتابه أخذت كل وقتي .
كيف تقضين يومك ؟
- اقضيه في غذائي الروحي اليومي بالاتصال بأحفادي و هشام ابني لأطمئن عليه ثم أجلس واكتب مقالاتي التي تأخذ مني ساعات وأياما كاملة من المراجعة والتنقيح والإعادة والتكملة الي ان تصل للقارئ كل يوم سبت ولا ينتهي الأمر إلا باتصال اصدقائي وبعض القراء المحببين لي من معرفة رأيهم فيما اكتبه وعادة تكون اختي هي اول من تبلغني برأيها فيما اكتبه فعندما يمر بنا الزمن تضيق دائرة الاصدقاء ويظل في حياتك فقط الاصدقاء الحقيقيون وأختي هي اقرب صديقاتي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.