في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل .«حياتها مثل رقعة الشطرنج التي تهواها فهي إما أبيض أو أسود لا يعرف اللون الرمادي مكاناً في حياتها.. الالتزام لديها أسلوب حياة ورثته منذ الصغر عن أبيها وكان أول درس لها في مدرسة الحياة هو احترام العامل مهما قل أو كثر شأنه.. درست في كلية الحقوق وكان حلم حياتها أن تصبح «الأستاذة ناهد» وبالفعل اشتري لها الوالد مكتب المحاماة ولكن بعد خطبتها تحولت «للدكتورة» التي التحقت بوزارة القوي العاملة والهجرة بناءً علي رغبة زوجها الذي ساعدها كثيراً حتي وصلت لهذه الدرجة.. إنها د. ناهد عشري وزيرة القوي العاملة والهجرة.. والتي كشفت في حوار خاص «للأخبار» عن الوجه الآخر لحياتها. في البداية كيف يقضي الوزير يومه؟ يومي يبدأ في السادسة صباحاً حيث أصل لمكتبي بالوزارة في السابعة والنصف تماماً ولا أعلم متي ينتهي، وما بين ذهابي وخروجي من الوزارة لا أفعل شيئاً سوي اللقاءات مع المسئولين. وأحرص أولاً علي مطالعة الصحف وأول ما أطالعه هي صحيفة «الأخبار» وقبل رحيلها كنت أبدأ بنص كلمة لأحمد رجب ثم كاريكاتير مصطفي حسين ومن بعدها أقرأ باقي الجريدة لأنني أشعر أن «الأخبار» جريدة تهتم بالقارئ لديها أسلوب سلس وبسيط في إيصال الخبر والمعلومة دون «كلكعه» فهي جريدة الشعب والبسطاء. كرسي الوزارة يثقل صاحبه بالهموم والمشاغل ماذا غير فيك الكرسي؟ - كرسي الوزارة لم يغيرني فأنا مريضة بالالتزام منذ الصغر وهي فوبيا لدي فأنا دائما حريصة علي أداء عملي علي أحسن وجه فقد كان والدي دائما يقول: «الرازق هو الله فأنت تعمل لدي الله ولا تعمل لدي البشر فأحسني عملك حتي تجازي عليه» لذلك فأنا أخلص في عملي لشعوري أنه لله وليس لبشر. وبالعكس الكرسي زاد من سرعتي وحرصي علي أداء واجبي وأشفق علي من يعمل حولي لأنه مطالب أن يجاريني في رتم العمل. وما الأشياء التي امتنعت عن فعلها منذ توليكي المسئولية؟ - كنت حريصة يوم الجمعة أنا وزوجي علي الخروج من البيت وقضاء اليوم بأكمله في بلدته بالمنوفية وزيارة أهله والآن أصبح يوم الجمعة للعمل بالمنزل حيث أحرص علي تجهيز وجبات غداء للأسبوع بأكمله حيث يرفض زوجي أن يأكل إلا من يدي كما أقوم بتجهيز الغسيل والمكواه فأنا وزيرة طوال أيام الاسبوع وسيدة منزل يوم الجمعة. أين تفضلين قضاء أوقات الفراغ والاجازة؟ - أحب لعب الشطرنج جداً وهذه إحدي هواياتي المفضلة وأمارسها يومياً خاصة خلال فترات السفر الطويلة وهي تساعدني أن أكون في حالة تركيز تام وتقضي علي الزهايمر ولدي القدرة علي سرعة رد الفعل.. وتضيف ضاحكة دائما ما أتفوق علي الكمبيوتر وفي النهاية يرفض الاعتراف بالهزيمة . كيف التحقتي بالوزارة؟ - قدمت في القوي العاملة وجاءت أوراق تعييني علي إحدي مديريات القوي العاملة وكانت مفاجأة كبيرة لأن والدي بعد حصولي علي ليسانس الحقوق وتخرجي في الجامعة أشتري لي مكتب محاماة خاصاً وبعد خطبتي رفض زوجي أن أستمر في المحاماة فتقدمت للوزارة بأوراق تقدمي. ما هي الحكمة التي تؤمنين بها؟ - تبتسم ابتسامة خفيفة وتفكر قليلاً ثم تقول هي حكمة تعلمتها من والدي تقول «كن كريما في عطائك.. مبتسماً في شقائك.. عادلا في حكمك.. صابراً في حياتك» أيضاً تعلمت منه أن من يتجاوز عن الإساءة ليس عاجزاً عن ردها ولكنه عرف قدر المسئ فتجاهله . من هي الشخصيات التي أثرت في حياتك؟ - طبعاً والدي هو من شكل حياتي فأنا تعلمت منه الالتزام منذ الخامسة من عمري ورغم قوة شخصيته وصرامته داخل المنزل إلا أنني الوحيدة من بين أشقائي - ثلاثة أولاد وثلاث بنات - التي فرضت نفسها عليه وكنت صديقته جداً يحكي لي كل أسرار عمله وكان يأتي معي إلي الجامعة ونجلس معاً داخل الكافيتريا الخاصة بالكلية.. ولا أنكر أيضاً دور زوجي في حياتي سواء الخاصة أو العملية فالفضل بعد الله سبحانه وتعالي فيما وصلت إليه يعود لزوجي الذي وقف بجانبي كثيراً وساعدني أن أحصل علي الماجستير عام 2000 والدكتوراة عام 2005 وكان دائم التشجيع لي وهو من قدم لي في دبلومة القانون الإجتماعي بجامعة القاهرة عام 1997 بعد عودته من السفر للخارج فقد كان يراجع ويذاكر لي. ما هي أصعب المواقف التي تعرضت لها خلال فترة عملك؟ - تتذكر.. أول زيارة ميدانية لي وكانت شكوي من «حلاق رجالي» تم فصله وعندما نزلت لأحقق في شكوته وكنت صغيرة بالسن ألبس الجينز والكاجوال ووصلت لصاحب محل الحلاقة ودخلت عليه لم ينظر إلي ورفض عودة العامل وهو الأمر الذي أحزنني كثيراً وذهبت لوالدي وأنا أبكي وعندما حكيت له ما حدث قال لي وهل ذهبتي له بالبنطلون الجيز فأجبته بنعم فعلمني درساً لم أنساه أن «الحلاق» شعر بالإهانة لأنني لم أحترمه وذهبت بهذا اللبس الكاجوال ومن يومها تعلمت أن أكون في كامل فورمتي وبالفعل في ثاني زيارة ميدانية وكانت شكوي ضد صاحب محجر .. استضافني صاحب المحجر وأعاد من قام بفصلهم. وهل تجيدين الطبخ؟ - أنا ست بيت شاطرة وأجيد الطهي جيداً وهي تعتبر هواية فأنا أحب المطبخ وأجيد طهي ورق العنب والملوخية بالأرانب والبامية وهي الأكلات التي يعشقها زوجي وأحرص علي إعدادها له دائماً وهو بالمناسبة زوج مريح جداً يحب الأكل البيتي أياً كان نوعه فليس لديه مانع من أكل العدس والبصارة والكشري أو فول بطماطم طالما كانت أكلات بيتي ومن صنع يدي. هل أنت أهلاوية ام زملكاوية؟ - للأسف أنا من عائلة زملكاوية جداً . وليه للأسف؟ - كل ما نقول هانفرح لازم تيجي حاجة وتعكنن علينا مفيش مرة يفرحنا .