في البداية.. كشف الدكتور حسن كمال رئيس اللجنة الطبية باللجنة الأولمبية المصرية أن عقار الترامادول ليس مدرجا حتي الآن في جدول المخدرات برغم تأثيره القاتل ولكنه أكد أن الترامادول سيتم إدراجه فعلياً بقائمة المنشطات المحظورة التي ستصدرها اللجنة الأولمبية الدولية في العام الجديد ، وذلك في ظل خطابات عديدة أرسلتها اللجان الأولمبية في عدة دول من أنحاء العالم تطالب بمنعها لما له من تأثير خطير علي صحة وسلامة اللاعبين.. مشيراً إلي أنه من أبرز هذه الدول البلاد الواقعة في قارة أمريكا الجنوبية وأوربا الشرقية. وأوضح كمال أن الترامادول اصبح عقاراً شعبياً في مصر ، خاصةً بين الشباب الأقل تعليماً ، وهو ما ينذر بكارثة ، نظراً لتأثيره السلبي علي الجهاز العصبي بجسم الإنسان.. مضيفاً في الوقت نفسه أن هناك بعض الرياضيين المصريين في مختلف الألعاب لا يمتلكون مستوي ثقافيا عاليا أو وعيا كافيا وهو ما يجعلهم يتناولون هذا العقار عن طريق الخطأ ، معترفاً بعدم إدراجه رسمياً ضمن قائمة المنشطات المصرية. كما شدد طبيب اللجنة الأولمبية علي أن الترامادول يؤثر بشكل كبير علي تركيز اللاعب وسرعة رد فعله ، كما أنه يساهم في تفاقم الإصابات ، كون اللاعب يتناوله للتخفيف من شدة الألم وهو ما يصعب من مهمة تقدير حجم الإصابة بشكل مناسب ، علاوةً علي أن تناوله باستمرار قد يؤدي إلي الإدمان في النهاية.. مؤكداً علي أن هذا العقار الخطير موجود في ملاعبنا المصرية ولكنه ليس منتشراً بالشكل المخيف ، معتبراً أن الحديث عن هذا الأمر يعد ظلماً للرياضيين المصريين د. مصطفي المنيري طبيب الزمالك السابق ورئيس الجهاز الطبي لمنتخب 97 يؤكد أنه إذا تم إجراء تحليل المنشطات للاعبي كرة القدم، وتم اكتشاف تعاطي أحدهم «الترامادول» لن تتم معاقبته أو إيقافه من الفيفا، نظراً لعدم إدراجه في قوائم المنشطات الخاصة باللجنة الدولية للمنشطات. وأضاف المنيري أن الترامادول يُسبب النعاس، ويقلل سرعة رد الفعل، ويقلل من الشعور بالإجهاد فقط، مؤكداً أن متعاطي العقار يتعرض للمساءلة القانونية من جنحة إلي جناية، وفقاً لقانون الصحة. وطالب المنيري بإدراج العقار ضمن قوائم المنشطات، ومنع اللاعبين والرياضيين من تناوله، خاصة بعد انتشار تلك الظاهرة بكثرة في مصر. بدأ من الملاكمة أكد د. محمد عراقي حسن الحاصل علي دكتوراه في الطب الرياضي من جامعة تولوز الفرنسية أن عقار الترامادول وكل مشتقاته تعتبر عقاقير قاتلة بكل المقاييس ، نظراً للآثار الجانبية التي قد تسببها الجرعات الزائدة منها وأبرزها الهبوط المفاجئ للقلب مؤدياً لوفاة اللاعب ، إضافةً إلي تأثيره السلبي علي وظائف الكلي والكبد. وأشار عراقي أن بعض الرياضيين لجأوا لهذا العقار لما له من تأثير قوي علي الجهاز المركزي والعصبي ، بإعتباره مسكنا للآلام وتخفيفها ، ولذلك يستخدمه أطباء التخدير في كثير من العمليات الجراحية التي يقومون بها ، إلا أنه مع بداية الثمانينيات اكتشفوا أنه مخدر خفيف علي المخ وله أثر رجعي قد يؤدي للتعود عليه باستمرار فيما بعد.. ملمحاً إلي أن هذا العقار بدأ تعاطيه أولاً بين اللاعبين في الألعاب العنيفة أبرزها الملاكمة والمصارعة ، وسرعان ما انتقل للألعاب الأخري سواء الجماعية أو الفردية. كما شدد استاذ الطب الرياضي علي أن الترامادول ومشتقاته يؤدي إلي الإدمان ويغيب عقل اللاعب بطريقة مؤقتة ويفقد القدرة علي تقدير الأشياء ويعطيه نوعاً من النشوة اللحظية ، وهو ما قد يؤثر علي مسيرته في الملعب لما قد يسببه من توهان وعدم تركيز.. موضحاً أن هذا العقار بدأ ينتشر بسرعة كبيرة بين الشباب المصري بسبب « الجيم تحت بير السلم « علي حد وصفه ، مؤكداً أن الرياضيين أكثر البشر إفرازاً للمورفين الطبيعي ، ولكن حينما يتعاطي مخدرات خارجية فإنها تؤثر عليه سلباً ، خاصةً وأن أغلبها ملوث بهرمونات أبرزها « الذكورة « لعلاج العجز الجنسي ، علاوةً علي أن الامتناع عنه بعد ذلك يسبب تغيرات فسيولوجية. وقال د. محمد عراقي إن بعض الدول في قارة أمريكا الجنوبية « اللاتينية « لا تجرم هذه المخدرات في مجال الرياضة ، وتسمح بجرعات محددة.. مناشداً وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز بوضع برتوكول تعاوني يضم وزارتي الداخلية والصحة بضرورة عمل فحص طبي شامل قبل بداية كل موسم للفرق الرياضية المختلفة بعمل تحليل إجباري للدم ، وخاصةً في مرحلة الناشئين والشباب لإنقاذهم مبكراً من إدمان الترامادول أو أيٍ من مشتقاته ، إضافةً إلي المنتخبات الوطنية بمختلف أعمارها قبل المشاركة في أي بطولة دولية أو قارية أو حتي محلية. زغللة وتوهان ! ويحدد د. عراقي أعراض تعاطي الترامادول علي اللاعبين ويقول إنه يمكن معرفتها بسهولة ، أهمها « زغللة في العين وبطيء في التوافق العصبي العضلي أو ما يعرف باسم « رد الفعل العكسي.. مشدداً في الوقت نفسه علي أن الخروج المبكر للمنتخب الأوليمبي من بطولة أمم افريقيا تحت 23 سنة لكرة القدم وضياع حلم التأهل للأوليمبياد كان بسبب عدم إجراء فحص شامل للاعبين قبل سفرهم للسنغال.. وينصح المدربين أيضاً بالعمل علي اكتشاف هذه الحالات بين لاعبيهم مبكراً لعلاجها ، مشيراً إلي أن هناك أعراضا ظاهرية تحدث للاعب للركب ! ومن جانبه ، اعترف أيمن زين طبيب المنتخب الأوليمبي أن ظاهرة تناول اللاعبين للعقار موجودة داخل ملاعبنا وأن هناك العديد منهم يتناولونه من اجل تقديم مستوي جيد مع فريقه ويضيع مفعوله بعد 3 أسابيع من البول. وأضاف أن العقار يؤثر بالسلب علي المخ ويتناوله اللاعبون حتي لا يشعروا بالتعب اثناء المباريات ولزيادة الجهد البدني. وأكد زين أن عدم وجود معمل لتحليل المنشطات في مصر السبب الرئيسي في تناول اللاعبين لذلك العقار ، مشددا علي أن اللاعب يتناسي الاثار السلبية له بعد فترة من تناوله. وطالب طبيب المنتخب القائمين علي المنظومة الرياضية بإجراء كشف علي كل اللاعبين داخل مصر ومن يثبت تناوله يتم إيقافه نهائيا.