كتب:- مصطفى محمود جاءت واقعة القبض على السيد حمدي، لاعب الأهلى السابق ومصر المقاصة الحالي، في كمين أمني، بتهمة حيازة مخدر "الترامادول" لتفتح الباب مجددًا لمناقشة ظاهرة انتشار "الترامادول" في الملاعب المصرية، وتأثيره على اللاعبين داخل الملعب وعلى مستقبلهم الكروي عمومًا. هذه الواقعة ليست الأولى التي يُتهم فيها لاعب كرة بتعاطي "الترامادول"، فسبق واتهم شاكر عبد الفتاح، المدير الفني السابق للترسانة، لاعبي فريقه الموسم الماضي باستخدام الترامادول، مما أثار أزمة كبيرة وقتها داخل النادي، ونفس التصريحات تكررت من محمد إبراهيم، لاعب الزمالك، ضد لاعبي فريق سموحة بعد أحد اللقاءات بين الفريقين. وطالت هذه الاتهامات رضا العزب، لاعب الزمالك السابق والجيش الحالي، بعد الأزمة الصحية التي تعرض لها في أحد تدريبات الفريق ونُقِل على إثرها إلى مستشفى بالمهندسين. "الترامادول" أحد مشتقات المواد الأفيونية (المورفين والهيروين)، التي تؤثر على العقل وتُوصف فقط لعلاج الآلام الشديدة التي ليس لها علاج آخر، مثل السرطان وآلام العظام المزمنة وانتشر في مصر خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت للنظر خاصة بين السائقين والرياضيين لدرجة أنه أصبح ظاهرة في الشارع المصري نظرًا لاعتقادهم الخاطئ أنه منشط. طبيب الزمالك السابق: «الترامادول» موجود في الملاعب قال الدكتور مصطفى المنيري، طبيب نادي الزمالك السابق، إن هناك من يتعاطى الترامادول داخل الملاعب المصرية وفي الرياضات الأخرى لكن الأمر ليس بالشكل الذي يصوره الإعلام. وأوضح المنيري أن تأثير "الترامادول" على الأشخاص يختلف من شخص لآخر فهناك من يساعده العقار على تحمل أي مجهود وهناك من يصاب بالخمول والكسل. أضاف طبيب الزمالك السابق أن هناك اعتقاد خاطئ لدى المصريين أن تعاطي "الترامادول" يزيد من قوتهم الجنسية بل على العكس تمامًا فإن تناول هذا العقار أكثر من الحد المسموح به قد يؤدي إلى إصابة الشخص بالضعف الجنسي. وعن إدمان "الترامادول" أكد أن تعاطي أكثر من قرص في اليوم يؤدي إلى إصابة الشخص بالإدمان وفي حالة عدم حصوله على الجرعة التي اعتاد عليها تظهر عليه أعراض الانسحاب وهى إصابته بحالة صرع وتشنج، موضحًا أن إدمان "الترامادول" يؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي وأمراض الكبد. وشدد المنيري على أن تناول عقار "الترامادول" ليس له أي عقوبة بالاتحادات الرياضية ولكنه مدرج ضمن الفئة "أ" في جدول المخدرات وفقًا للكتاب الثلاثي بين وزارات الدالخلية والصحة والعدل الذي صدر عام 2012 مما يعني أن أي شخص يتناوله مُعرّض للسجن بعقوبة لا تقل عن 3 سنوات. مكافحة المنشطات: من الصعب وضع «الترامادول» على قائمة المحظورات وعلق الدكتور أسامة غنيم، المدير التنفيذي للوكالة المصرية لمكافحة المنشطات، على انتشار هذه الظاهرة بين لاعبي الكرة قائلًا إن الترامادول دواء قاتل للألم في أمريكا ودول أوروبا ولذلك هناك صعوبة في وضعه على قائمة المحظورات بالوكالة الدولية للمنشطات. أوضح غنيم أن الوكالة المصرية لمكافحة المنشطات تبذل محاولات كثيرة منذ 3 سنوات لإدراج "الترامادول" على قائمة المحضورات ولكنها حتى الآن لا توجد استجابة لهذه المحاولات؛ لأن العقار يستخدم للعلاج في الخارج مؤكدًا أنه تم وضعه على قائمة المتابعة فقط وإذا وجدت الوكالة ان استخدامه زاد عن الحد المسموح به سيتم وضعه على قائمة المحظورات. وعن ظاهرة انتشاره بين لاعبي الكرة ذكر غنيم أن الأمر ليس تحت سلطتهم وتحتاج المنظمة للحصول على إذن بالضبطية القضائية من أجل فحص اللاعبين قبل المباريات وإحالة أي لاعب يستخدمه إلى المحاكمة الجنائية وفقًا للقانون.