كأنهم يريدوننا أن نصطف في عدة طوابير ، ونسلم انفسنا طواعية لملك الموت ، وحسب الأقدمية في الإحباط والنقمة علي كل مفردات الحياة الدنيا يأتي دورك في الخروج من هذا العالم البائس بعدما اغلقوا في وجهك كل ابواب الامل التي توجب عليك ان تعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا وان تعمل لآخرتك كأنك تموت غدا. لماذا يصر كثيرون من بني الوطن علي بث روح اليأس وإضعاف العزائم والهمم لدرجة التبشير بضياع الامة العربية والاسلامية كلها ، والولولة والبكاء علي حال الامة بكاء الخنساء علي شهدائها، ناسين اومتناسين أن امين الوحي جبريل قد نزل إلي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بعد دعائه باكيا : « يارب.. أمتي.. أمتي « وقال للحبيب : « ان الله يبشرك انه سيرضيك في أمتك ولن يسوءك فيها « وهؤلاء المولولون يتغافلون في الوقت ذاته عن ان الخالق سبحانه وتعالي قد وسع كل شيء رحمة وعلما « الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما، فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم «. وكأن مروجي روح الاحباط لديهم خبرات وكوادر علي أعلي مستوي تعمل ليل نهار لإشاعة القنوط واليأس في نفوس النشء والشباب دون رقيب او حسيب من ضمير او جهات مسئوليتها الاولي الحفاظ علي الامن القومي العربي، لذلك اصبح لدينا عشرات الاحزاب والفرق والجماعات التي تغذي هذه الروح المدمرة للوطن وابنائه ومقوماته ومقدراته علي المدي القريب والبعيد. ليس بأيدينا ما نواجه به هذا الكم الضخم والرهيب من آليات الاحباط الا ما علمنا اياه الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم حينما دعا بقوله : « اللهم اني برحمتك استغيث، يا حي يا قيوم، اصلح لي شأني كله، ولاتكلني إلي نفسي طرفة عين « فلا يختلف اثنان ان الامة العربية والاسلامية تعيش هذه الايام في شدائد وفتن ما بعدها فتن،والرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعو بهذه الكلمات وقت الفتن والشدائد. المؤمن لايمكن ان يستسلم لدعوات الاحباط واليأس لأن الدين يدعوه لإعمار الحياة والكون كله، وليس ادل علي ذلك من قول الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم : « اذا قامت القيامة وفي يد احدكم فسيلة فان استطاع ألا تقوم حتي يغرسها فليغرسها». مادمنا نتشبث بالامل ونسعي جاهدين لتحقيقه لن توقفنا اي معوقات مادية ومعنوية ولن تصرفنا عن احلامنا.