اجرأ الناس علي الفتوي أقلهم علماً * تسأل الاستاذة رباب محمد. والمهندسة نادية رمضان من السويس: انتشر في هذا الزمان التجرؤ علي الفتوي بدون علم من أناس غير مؤهلين للفتوي فما قول أئمة الدين في هذا الأمر؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد مدير عام مديرية أوقاف السويس: الإفتاء عظيم الخطر. كبير الموقع. كثير الفضل. لأن المفتي وارث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وقام بفرض الكفاية ولكن لا يتعرض لهذا الأمر إلا من تأهل له. ولهذا قالوا: المفتي موقع عن الله تعالي. ذكر الإمام النووي عن ابن المنكدر قال: "العالم بين الله تعالي وخلقه. فلينظر كيف يدخل بينهم". وعن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: "أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا الي هذا. وهذا إلي هذا. حتي ترجع الي الأول" وفي رواية: "ما منهم من يحدث بحديث. إلا ود أن أخاه كفاه اياه. ولا يستفتي عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا". وعن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم: "من أفتي عن كل ما يسأل فهو مجنون" . وعن الشعبي والحسن وأبي حصين بفتح الحاء التابعين قالوا: "إن أحدكم ليفتي في المسألة ولو وردت علي عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر". وعن عطاء بن السائب التابعي : "أدركت أقواما يسأل أحدهم عن الشيء فيتكلم وهو يرعد". أجرأ الناس علي الفتوي أقلهم علما. لأن العالم الحقيقي لا يتجرأ علي الفتوي قال الإمام سفيان بن عيينة والإمام سحنون: ... أجسر الناس علي الفتيا أقلهم علما. وعن الإمام محمد بن إدريس الشافعي وقد سئل عن مسألة فلم يجب . فقيل له. فقال: "حتي أدري أن الفضل في السكوت أو في الجواب". وعن الهيثم بن جميل: شهدت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها: "لا أدري". وعن مالك ايضا: أنه ربما كان يسأل عن خمسين مسألة فلا يجيب في واحدة منها. * يسأل جمال سليم مدرس أول علوم بمدرسة نور العلم الاعداديه فيقول: من هم حملة العرش الذين يستغفرون للمؤمنين والمؤمنات؟! ** يجيب الشيخ طلعت يونس احمد وكيل معهد المدينةالمنورة بالإسكندرية: حملة العرش أشرف الملائكة وأفضلهم عند الحق عز وجل ويكفي أن الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم قال عنهم: إن الله تبارك وتعالي أمر جميع الملائكة ان يغدوا ويروحوا بالسلام علي حملة العرش تفضيلا لهم علي سائر الملائكة. وعرش الرحمن عز وجل فوق طاقة عقولنا لأن عقل البشر له مجالات محدودة يعمل فيها. فاذا استخدم العقل في غير مجال له ضل وتاه ومسألة صفة العرش فوق قدرتنا . لكننا نلتزم بما ورد في القرآن حول هذه المسألة. حيث يقول الله تعالي في سورة الحاقه "والملك علي أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" يقول الطبري في تفسيره: يحمل عرش الرحمن ثمانية من الملائكة العظام فوق رءوسهم ويؤيده حديث "حملة العرش اليوم أربعة فاذا كان يوم القيامة قواهم الله باربعة أخرين فكانوا ثمانية. وحملة العرش اللهم زدهم نورا علي نورهم يسبحون الله بدعاء واحد وهو سبحانك حيث كنت وهم يتجهون في قبلتهم الي العرش كما قال تعالي "وتري الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين". وحملة العرش يستغفرون للمؤمنين ويؤمنون بربهم الواحد حيث قال تعالي: "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين أمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم". يقول ابن كثير في تفسيره: يخبر الله عن الملائكة المقربين من حملة العرش ومن حوله من الملائكة بأنهم يسبحون بحمد الله اي يقرنون بين التسبيح الدال علي نفي النقائض والتحميد المقتضي لاثبات صفات المدح لكن الزمخشري يسأل : ما فائدة "يؤمنون به" مع أن حملة العرش وكل الملائكة يؤمنون بالله؟ فتقول ان ذلك اظهار لفضيلة الايمان وشرفه والترغيب فيه ويستفرون للذين آمنوا من أهل الارض بالغيب فقيض الله ملائكته المقربين ان يدعو للمؤمنين بظهر الغيب ولما كان هذا من سجاب الملائكة عليهم السلام كانوا يؤمنون علي دعاء المؤمن لاخيه بظهر الغيب . كما ثبت في صحيح مسلم "إذا دعا المسلم لاخيه بظهر الغيب قال الملك "آمين ولك بمثله" ويبقي السؤال : أين مكان العرش؟ ونجيب بحديث البخاري "إذا سألتم الله الجنة فسلوه الفردوس فأنه أعلي الجنه وأوسط الجنة وفوقه عرش الرحمن" وجاء في بعض الاثار إن اهل الفردوس يسمعون اطيط العرش "تسبيحه وتعظيمه" وماذاك الا لقربهم منه. وفي الصحيح ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.