ان مشكلة أي دولة لا تتواكب انجازات جهازها التنفيذي مع التطلعات والآمال والاحتياجات التي تحقق تقدمها وازدهارها تتركز في شخصية وخبرة من تسند اليهم المسئولية القيادية المتمثلة في الحكومة المكلفة. في هذا الشأن لابد ان نعترف - دون أي حرج أو زعل - ان بعض شخصيات حكومة المهندس ابراهيم محلب ليسوا ابدا علي مستوي ما تتطلبه هذه المرحلة. انهم يفتقرون الي العناصر الواجبة لتحمل المسئولية والقدرة علي مواجهة المشاكل وكذلك حسن التقدير لما يجب الاقدام عليه لتسريع الجهود والخطوات وصولا لما هو مطلوب علي أساس من الامانة والشفافية. التوصل الي هذه المعادلة يحتاج بشكل أساسي لحسن اختيار المعاونين وهو أمر وللأسف غير متوافر. ما اقوله ليس تجنيا وانما يعكسه ما يتم تبادله من حكايات مشينة لعمليات الفساد الواسعة التي تورط فيها بعض هؤلاء الوزراء ومعاونيهم. ان الاسوأ من كل هذا هو ان بعض الوزراء ليسوا ابدا علي مستوي المسئولية المنوطة بهم وهو ما يفضحه فسادهم وسيطرة معاونيهم عليهم. ان مايدل علي رسوخ هذه الحقيقة ما تم اعلانه بالامس بشأن القبض علي وزير الزراعة بواسطة الرقابة الادارية ومعه بعض معاونيه بتهمة ممارسة الفساد. إن تقييم هؤلاء الوزراء يؤكد إنهم ليسوا إلا موظفين عاديين جدا دفعت بهم الظروف ان يكون الواحد منهم علي درجة وزير. هذا الذي حدث يعد من سوء حظ هذا البلد الذي كان عليه ان يسابق الزمن ويتواصل مع طموحات وحماس القيادة السياسية وما يتطلع اليه الشعب من نقلة محسوسة في حياته. هنا يلاحظ ان هناك كثرة في التصريحات الحكومية المليئة بالوعود البراقة والتي تتحدث عن انجازات بعضها وهمية ليس لها وجود علي ارض الواقع ولا يمكن ان تلبي متطلبات بناء المستقبل. قد تكون خلفية رئيس الوزراء المتمثلة في المهندس محلب تجعلنا نشعر تجاهه بالتقدير والامل في امكانية تحقيق مانتمناه.. ولكن وباعتبار ان المسئولية الحكومية تضامنية فإنه لا يمكن ليد واحدة ان تصفق وبالتالي فمن المستحيل ان يواصل النجاح الذي ارتبط بشخصيته المكافحة المجتهدة الامينة مع وجود هؤلاء الوزراء الفاسدين الفاشلين. كل التجارب والدلائل تؤكد انهم اثبتوا عدم القدرة علي الخلق والعمل والانتاج ويلجأون الي اتخاذ القرارات الفاسدة المهزوزة الموقعة بأيديهم المرتعشة. حرام والله حرام ان يتحمل المهندس محلب عبء فساد وتخلف هؤلاء الوزراء الذين يعملون معه حتي لو كانوا من اختياره. ان هذه الحقبة من الزمن التي نعيشها بعد كل الذي مر بنا خاصة بعد سنوات الحكم الإرهابي الإخواني تحتم ان يكون وزراؤنا كتيبة من الفدائيين الذين يجب ان يتحملوا المسئولية في هذه المرحلة الفارقة. انهم يجب ان يتمتعوا بالقدر اللازم من الكفاءة والشخصية القوية والشجاعة والجرأة والامانة والشفافية والانتماء الوطني . هذه الصفات جديرة بان تتيح لهم ان يتحملوا مسئولية الاداء والتضحيات لإسعاد الشعب بالإنجازات الحقيقية.