لقد أكد لي أحد مدرسي الثانوي الأزهري أن عملية التصحيح شابها عيوب كارثية.. والرجل ممن قاموا بالتصحيح.. وممن كانوا منتدبين للعمل «بالكنترول» قال الأزهر الشريف إن نتيجة الثانوية الأزهرية متدنية بسبب منع الغش.. وبذلك استحقها الطلاب.. والكلام كان علي لسان الوكيل الدكتور عباس شومان.. الذي أضاف أنها بداية الإصلاح.. ومن أسف أن كلام شومان ليس صحيحا!!.. وليس دقيقا.. فلا إصلاح في الأزهر.. وحتي هذه اللحظة لم يدرس الطلاب مناهج جديدة.. ولم تحظ العملية التعليمية بأي جديد.. فأنجالي كانوا ملتحقين بالتعليم الأزهري.. وأتابع مناهجهم.. ولا أعرف من أين جاء شومان بهذا الكلام؟! هل كذب عليه معاونوه ومرءوسوه؟!. لقد أكد لي أحد مدرسي الثانوي الأزهري أن عملية التصحيح شابها عيوب كارثية.. والرجل ممن قاموا بالتصحيح.. وممن كانوا منتدبين للعمل «بالكنترول».. وقال أن عدد المصححين كان ضئيلا مقارنة بأوراق الإجابات.. وأضاف أن المصحح لا ينال الوقت الكافي للانتهاء من عملية التصحيح بالشكل الصحيح.. وأكد أن التصحيح هذا العام اعتمد علي التقدير أكثر من التدقيق.. مما تسبب في ظلم الألوف من الطلاب.. وأنهي الرجل كلامه لي بمعلومة أكثر كارثية.. عندما أكد أن التعليمات كانت تصدر من قيادات التعليم الثانوي الأزهري بضرورة «اختصار» عملية التصحيح بأي شكل!! لكي يتم الانتهاء منها وإعلان النتيجة قبل عيد الفطر المبارك!! الرجل الفاضل الذي يخاف الله.. قال كلاما يتنافي مع كلام وكيل الأزهر شومان.. والواقع فإن علامات التعجب صارت تحيط بالأزهر وشيخه د.أحمد الطيب وثُلة من رجاله.. وهي المؤسسة التي من المفترض فيها منتهي الشفافية.. منتهي الصدق.. منتهي العدل.. وإلا ما الفارق بين رجال الدين وغيرهم من العامة؟!. يأخذنا الحديث عن موقع شيخ الأزهر والذي يحظي بحصانة فوق الطبيعة.. في حين أن الخلفاء الراشدين كانوا يطالبون الناس بمعاونتهم طالما استقاموا.. كما يطالبونهم بتصويبهم لو أخطأوا.. وكان هذا الكلام بعد البيعة.. بمعني أنه صدر عنهم بعد استقرارهم علي مقاعد الحكم وبعد أن صار الحل والعقد بأيديهم.. لكنهم من باب الورع يطالبون الناس بتصويبهم عند الخطأ.. ولك أن تقارن بين الموقفين. استحضر أيضا مناشدة رئيس الدولة لرجال الأزهر.. وكيف يطالبهم مرارا وتكرارا بالتطوير.. وكيف أنهم لم يفعلوا شيئا ملموسا.. واستحضر كيف أن الإسلام يخسر باستمرارهم علي مقاعدهم.. فالتغيير إذن صار مطلبا حتميا.. وهو مطلب نقدمه بين يدي الرئيس.. الذي نعلم أنه متدين.. نعم السيسي متدين.. لكنه التدين الذي يتصف به المصريون.. تدين الاعتدال والإخلاص.. ولو اعتدل الأزهريون حقا ولو أخلصوا لتغير الحال. ملحوظة تستدعي نفسها.. أنك لا تستطيع أن تعرف ردود الفعل لدي شيخ الأزهر.. فالرجل يتمتع بملامح ساكنة.. ولا تعرف إن كان قرأ ما يقال عنه أم لا.. فهو لا يرد علي أحد.. رغم أن هذا مناف لسلوك النبي.. ومناف لسلوك الخلفاء الراشدين.. وأذكر موقف الخليفة عمر بن الخطاب.. عندما كلمه أحد المسلمين عن جلبابه الجديد.. وأنه يحتاج قماشا أكبر من الحصة التي تم توزيعها علي العامة.. وسأل الرجل أمير المؤمنين: من أين أتي بالزيادة.. ولم يتجاهله أمير المؤمنين كما يتجاهل الأزهريون منتقديهم.. لكنه استدعي نجله عبدالله بن عمر.. وأفهم الرجل أنه اقتطع جزءاً من قماش عبدالله ليتمكن من تفصيل جلبابه.. لذلك شهد عصر هؤلاء العظماء دخول الأمم في الإسلام.. بينما يشهد عصر الأزهريين إلحاد الشباب. أناشد رجال الأزهر أن يتصرفوا بتعاليم الإسلام.. الذي أمرنا أن نراعي الله كأننا نراه.. فإن لم نكن نراه فإنه يرانا.